حذر الرئيس السوري بشار الاسد من ان اي تدخل غربي ضد دمشق سيؤدي الى 'زلزال' من شأنه ان 'يحرق المنطقة بأسرها'، قبل ساعات من اجتماع بين سورية واللجنة العربية المكلفة الملف السوري في الدوحة في اجواء من غياب الثقة بين الجانبين. وافاد مراسل فرانس برس في الدوحة ان اجتماع اللجنة العربية الوزارية بدأ مساء الاحد في العاصمة القطرية بحضور وزير خارجية دمشق وليد المعلم. من جهة اخرى قال الرئيس السوري في مقابلة اجرتها صحيفة 'صنداي تلغراف' الاحد ان 'سورية اليوم هي مركز المنطقة. انها الفالق الذي اذا لعبتم به تتسببون بزلزال... هل تريدون رؤية افغانستان اخرى او العشرات من افغانستان؟'. واضاف ان 'اي مشكلة في سورية ستحرق المنطقة بأسرها. اذا كان المشروع هو تقسيم سورية فهذا يعني تقسيم المنطقة برمتها'. واكد الرئيس السوري انه يدرك ان القوى الغربية 'سوف تكثف الضغوط حتما' على نظامه، ولكنه شدد على ان 'سورية مختلفة كل الاختلاف عن مصر وتونس واليمن. التاريخ مختلف، والواقع السياسي مختلف'. واقر الاسد بان قواته الامنية ارتكبت 'اخطاء كثيرة' في بداية الحركة الاحتجاجية ضد نظامه، مشددا بالمقابل على انها لا تستهدف اليوم الا 'الارهابيين'. وقال 'لدينا عدد ضئيل جدا من رجال الشرطة، وحده الجيش مدرب للتصدي لتنظيم القاعدة'. واضاف 'اذا ارسلتم جيشكم الى الشوارع فان الامر عينه قد يحدث. الان، نحن نقاتل الارهابيين فقط. لهذا السبب خفت المعارك كثيرا'. وشدد الرئيس السوري على ان رده على الربيع العربي كان مختلفا عن ردود فعل القادة العرب الاخرين الذين اطاحت بهم في النهاية حركات الاحتجاج الشعبية. وقال 'نحن لم نسلك مسلك حكومة عنيدة'، موضحا انه 'بعد ستة ايام (من اندلاع الحركة الاحتجاجية) بدأت بالاصلاح. الناس كانوا متشككين بان الاصلاحات ما هي الا مهدئ للشعب، ولكن عندما بدأنا الاعلان عن الاصلاحات، بدأت المشاكل تتناقص، وهنا بدأ التحول، هنا بدأ الناس يدعمون الحكومة'. وشدد الاسد على ان 'وتيرة الاصلاح ليست بطيئة. الرؤية يجب ان تكون ناضجة. يتطلب الامر 15 ثانية فقط لتوقيع قانون ولكن اذا لم يكن مناسبا لمجتمعك سيؤدي الى انقسام. هذا مجتمع معقد جدا'. واكد الرئيس السوري على ان ما تشهده سورية اليوم هو 'صراع بين الاسلاميين والقوميين العرب (العلمانيين)'، مضيفا 'نحن نقاتل الاخوان المسلمين منذ خمسينيات القرن الماضي وما زلنا نقاتلهم'. الى ذلك قال الرئيس السوري للتلفزيون الروسي الاحد انه يتوقع من موسكو مواصلة دعمها مع تعرض نظامه لادانات متزايدة لحملته على المعارضة، مؤكدا ان 'الدور الروسي شديد الاهمية'. واضاف 'منذ الايام الاولى للأزمة ابقينا الاتصال بشكل دائم مع الحكومة الروسية، ونحن نطلع اصدقاءنا الروس بالتفصيل على مستجدات الاوضاع'. وفي الدوحة اكد رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في ختام اجتماع اللجنة الوزارية العربية حول الملف السوري الاحد ان اللجنة طرحت ورقة لوقف العنف في سورية، فيما طلبت دمشق مهلة حتى غد الاثنين للرد. كما حذر الشيخ حمد الرئيس السوري بشار الاسد ضمنا من 'اللف والدوران' داعيا الى خطوات ملموسة بسرعة في سورية لتجنب 'عاصفة كبيرة' في المنطقة. وقال الشيخ حمد الذي يرأس اللجنة للصحافيين في ختام الاجتماع الذي حضره وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان الاجتماع 'كان جديا وصريحا ... وتوصلنا الى ورقة تتعامل مع كل القضايا، وطلب الوفد السوري ان يرد على هذه الورقة غدا (الاثنين)'. واوضح رئيس الوزراء الذي يشغل ايضا منصب وزير خارجية بلاده ان الورقة 'جدية لوقف كل اعمال العنف والقتل في سورية'. وذكر ان هناك اجتماعا للجامعة العربية يوم الاربعاء في القاهرة 'سواء اتفقنا او لا'، مشددا 'الاهم من الجواب هو العمل السريع والفوري والعمل بالاتفاق وتنفيذه'. واوضح الشيخ حمد ان الوفد السوري الذي خرج من الاجتماع للتشاور ثم التحق به مجددا، 'سيبقى الليلة في الدوحة واذا تم الاتفاق على الورقة نقدمها الى الجامعة الاربعاء'، مشددا مرة اخرى 'اهم شيء التنفيذ'. وحذر المسؤول القطري من 'عاصفة كبيرة' في المنطقة. وردا على سؤال عن تحذير الرئيس الاسد من زلزال في المنطقة في حال حصول تدخل اجنبي، قال الشيخ حمد ان 'المنطقة كلها معرضة لعاصفة كبيرة والمهم ان يعرف القادة كيف يتعاملون، ليس باللف والدوران والاحتيال'. واضاف 'المطلوب هو القيام بخطوات سريعة تجنبنا ما حصل في بعض الدول' في اشارة على ما يبدو الى ليبيا. وخلص الى القول 'نأمل الا يكون هناك تدخل عسكري'. وتصاعدت حدة المواجهات العسكرية بين قوات الامن السورية والجيش من جهة، ومنشقين عن الجيش من جهة اخرى، ما ادى الى مقتل 30 عنصرا نظاميا في كل من مدينة حمص (وسط) ومنطقة ادلب (شمال)، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثلاثة قتلى سقطوا الاحد برصاص قوات الامن والجيش فيما توفي عدد اخر متأثرين بجروح اصيبوا بها في الايام الماضية. ونقل المصدر ان شابة قتلت في حي دير بعلبة في مدينة حمص، كما قتل شاب في حي الخضر في المدينة نفسها. والقتيل الثالث سقط برصاص قوات الامن في قرية الغنطو بمحافظة حمص. واضاف المرصد ان عشرة اشخاص اخرين اصيبوا بجروح، اثنان منهم في 'حالة حرجة'، في اطلاق رصاص من احد الحواجز الامنية المنتشرة في حي دير بعلبة في حمص. كما اعلن المرصد وفاة شاب من حي بابا عمرو في حمص متأثرا بجروح اصيب بها السبت، موضحا ان قوات الامن السورية 'نفذت حملة مداهمات واعتقالات في بلدة القريتين في محافظة حمص اسفرت عن اعتقال 12 شخصا'. وافاد المرصد ايضا ان شابا توفي الاحد في مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب متأثرا بجروح اصيب بها الاربعاء الماضي، مضيفا ان قوات الامن والجيش 'تجوب شوارع المدينة مدعمة بآليات مكافحة الشغب ونصبت الحواجز في أغلب شوارع المدينة وقامت بالاستيلاء على الدراجات النارية للمواطنين وإحراقها'. كما نقل المرصد ان شابا توفي في بلدة تسيل في محافظة درعا متأثرا بجروح اصيب بها الجمعة، كما توفي شاب من قرية خطاب في ريف حماة بعد ان كان اعتقل الخميس. ودعا المعارضون السوريون على صفحة 'الثورة السورية ضد بشار الاسد' على الفيسبوك الى التظاهر الاحد للمطالبة بتجميد عضوية سورية في الجامعة العربية. وكتبوا على الصفحة 'اوقفوا دعمكم للقتلة وجمدوا عضويتهم في الجامعة العربية'. الى ذلك زاد الحديث في الاردن عن قيام 'منطقة عازلة' مع سورية بسبب قيام القوات السورية بزرع الألغام بالقرب من الحدود الأردنية، كما اعتبرته مصادر رسمية 'مبالغا فيه وعدائيا'.