قالت صحيفة " الأوبزرفر" البريطانية، في افتتاحيتها يوم الأحد، إنه مع صدور تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المزمع هذا الأسبوع، بشأن الأسلحة النووية بإيران، سوف تعمل "إسرائيل" على حدِّه - إذا لزم الأمر- لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، فيما تصر إسرائيل نفسها على الحفاظ على مخزون كبير من النووي غير المعلن، وهو أمر يدعو للسخرية أن تعتقد أنه في مبدأ استباقية الانتقام خطوة وقائية لتبرير هجوم محتمل على المنشآت النووية الإيرانية، إنه التاريخ نفسه المخزي والأسلوب القذر الذي استخدمه الرئيس بوش الابن وحلفاؤه لتبرير غزو العراق. وقالت الافتتاحية: إنه من المتوقع أن تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الأسبوع بالإفراج عن آخر تقرير لها بشأن الأسلحة النووية بإيران. وإن تصديق اتهامات إيران ببناء خزان في مجمع بارشين العسكري لاختبار المتفجرات المرتبطة بالأسلحة النووية أمر ليس بجديد؛ فمنذ عام 2004 تواترت الشكوك بتصميم أسلحة من ذلك النوع. وتشير الصحيفة إلى أنه: ومع كل تقرير لوكالة الطاقة الذرية بشأن إيران تظهر تهديدات بفرض عقوبات جديدة من الولاياتالمتحدة وحلفائها، وتهديدات بضربات عسكرية من إسرائيل. لكن الاختلاف هذه المرة أن إسرائيل سوف تعمل على حدِّه - إذا لزم الأمر- لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. وقد اختلف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مع حلفائه في الحكومة حول توجيه ضربة عسكرية وقائية لإيران، وهو ما يعارضه كبار الشخصيات الأخرى في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية. وهناك العديد من الأسباب التي تدفع المجتمع الدولي لمعارضة امتلاك إيران أسلحة نووية، أولها: أن انتشار هذا النوع من الأسلحة خطوة خطيرة ورجعية في عالم يسعى فيه إلى تقليل مخزونه من تلك الأسلحة. كما أن هناك دعوات لإخلاء العديد من الدول العربية بمنطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية. على الجانب الآخر تُصِرّ إسرائيل على الحفاظ على مخزون كبير من النووي غير المعلن – وهو أمر يدعو للسخرية -؛ حيث تعتقد أنه في مبدأ استباقية الانتقام خطوة وقائية لتبرير هجوم محتمل على المنشآت النووية الإيرانية. وأضافت الصحيفة: إن هذا هو التاريخ نفسه المخزي والأسلوب القذر الذي استخدمه الرئيس بوش الابن وحلفاؤه لتبرير شن غزو العراق. ويتطلب الهجوم على إيران وجود تهديد فوري ومباشر، وهذا بالضبط ما فعلته إسرائيل مع الشعب المصري في حرب 1967. إن أولئك الذين يفضلون شن هجوم على منشآت إيران النووية يأملون بأن يكون هناك دليل قاطع على أن إيران متورطة في امتلاك وتصنيع أسلحة نووية. ورغم تاريخ طهران المعروف بالتدخل في شؤون المنطقة من حولها ودعمها لحزب الله وحماس وميليشيات الشيعة في العراق إلا أنها تتجنب العدوان العلني ضد أي من جيرانها. صحيح أن كراهية محمود أحمدي نجاد لإسرائيل شديدة للغاية؛ ما قد يهدد وجود الدولة الصهيونية، لكن رجال الدين في إيران يدركون تماماً أن الهجوم النووي الإيراني، أو الهجوم الذي ترعاه إيران، ضد إسرائيل سيثير الولاياتالمتحدة التي نصبت نفسها محامياً للدفاع عن إسرائيل. وفي الواقع أن مسألة امتلاك إيران للسلاح النووي يُعتبر تهديداً من صنع إسرائيل نفسها؛ لأنها تعتمد اعتماداً مطلقاً على سياسة التفوق العسكري والردع لتعزيز أمنها. إن المواقف الإسرائيلية الأخيرة قبل اجتماع الوكالة الدولية، التي شملت اختبار صواريخ طويلة المدى والتدريب على شن غارات جوية طويلة المدى، لعبة شديدة الخطورة؛ حيث يدعم بعض كبار سلاح الجو الإسرائيلي رغبة نتنياهو في ضرب إيران عاجلاً وليس آجلاً. وعلى الجانب الآخر هناك تحليلات مستقلة أخرى تشكك في قدرة إسرائيل على إلحاق أضرار دائمة بالبرنامج النووي الإيراني؛ حيث يتطلب ذلك نحو 1 / 5 الطائرات التنفيذية بالبلاد؛ لإلحاق ضرر جسيم بإيران؛ ما يُعجِز إسرائيل عن تحقيق النتيجة المرجوة. ويقول بعض الخبراء إنه حتى في حالة نجاح الضربات الإسرائيلية على إيران فسوف يعمل ذلك على تشجيع إيران على مضاعفة جهودها لامتلاك أسلحة نووية. فإذا كان هذا هو التحليل على المدى القصير فماذا عن المخاطر التي قد تواجهها إسرائيل على المدى المتوسط، ولاسيما في ظل تناقص حلفائها بالمنطقة بسبب سياساتها الخارجية مع الدول المجاورة، كهجومها على سفينة مرمرة التركية وحربها ضد غزة، كما أن موقفها من برنامج إيران النووي لن يحسن علاقاتها مع جيرانها، ولن يعزز أمنها الداخلي؟