قال جون هولمز مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أمس الجمعة إن مستويات سوء التغذية في بعض أجزاء جنوب السودان تزيد كثيرا على مستويات الطوارئ. وأوضح هولمز للصحفيين خلال زيارة للسودان استمرت أربعة أيام زار خلالها الجنوب أنه "بالنسبة لعام 2010 فيما يتعلق بميزانيتنا الإنسانية فإن ما نطلبه من المانحين لجنوب السودان هو 530 مليون دولار أميركي، وحتى الآن حصلنا على حوالي 22% من ذلك المبلغ". وأضاف "ليس بإمكاني إعطاء الرقم الدقيق لذلك، لكن من الواضح أن أمامنا شوطا طويلا كي نضمن الحصول على كل أغذية الطوارئ والمساعدات الغذائية والمساعدة في مجالات أخرى مثل الماء والصحة والتعليم، وعليه فإن ذلك هو السبب في أنني سأناشد المانحين أن يكونوا أكثر سخاء رغم كل الضغوط الأخرى عليهم لمحاولة الوفاء بهذه الاحتياجات". وقال "إذا حصلنا على الموارد في الوقت المناسب فيمكننا أن نحول دون أزمة تسير نحو الكارثة، وهذا هو ما نريد أن نفعله". واعتمدت الأغلبية الساحقة من سكان الجنوب خلال الحرب الأهلية التي استمرت أكثر من عقدين على المساعدات الدولية. ومع اعتماد حكومة الجنوب بعد الحرب على ميزانية سنوية تتراوح بين 1.3 مليار دولار وملياري دولار يأتي أكثرها من عائدات النفط، أملت الدول المانحة أن تؤدي الأموال التي تضخ في المنطقة إلى مساعدة السلطات على بناء البلاد بدلا من مجرد إطعام السكان. أوضاع مأساوية وفي بلدة واراب النائية قرب الحدود بين الشمال والجنوب التي لا توجد بها طرق معبدة ولا تعرف الكهرباء، واجه هولمز مطالبات السكان بالمزيد من الطعام والمزيد من الموارد المائية. وخلال جولته تحدث هولمز مع سكان ينتظرون ساعات طويلة خارج منشأة صحية للحصول على العلاج ونظر إلى المعدات الطبية الفقيرة المستخدمة في علاج الأطفال الحديثي الولادة. وشكت سيسيليا ماركو -وهي سودانية تعتمد كليا على المساعدات الغذائية- من سوء الظروف الصحية والمجاعة على نطاق واسع والمعاناة المستمرة في المنطقة، التي يمكن أن تصبح أحدث دولة في أفريقيا في غضون سبعة أشهر. ومن المقرر أن يصوت جنوب السودان في استفتاء على الاستقلال في يناير/كانون الثاني 2011. وقالت أديم ثوني -وهي أرملة لها ستة أطفال ولا تملك ما تطعمهم وهي واحدة من الملايين الذين يعانون من الجوع في جنوب السودان- "قتل زوجي قبل ثلاث سنوات خلال غارات سرقة الماشية". وتحدثت ثوني بلغة الدينكا في حين كان طفلها النحيل جدا ذو التسعة أشهر يمتص ثديها دون طائل ولا يجد لديها ما يرضيه، فثوني نفسها لم تأكل شيئا هذا اليوم. وأضافت ثوني التي بدت ملابسها رثة وهي تتهدل على بنيتها النحيلة وتبدو على جلدها العلامات التقليدية لقبيلتها "أطفالي الآن يعانون بشدة ونعتمد في طعامنا على هيئات المساعدات". المصدر: رويترز حكومة جنوب السودان تخصص 35 مليون دولار للشؤون الانسانية جوبا - (السودان) - «ا ف ب»: أعلنت حكومة جنوب السودان الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي امس انها خصصت 35 مليون دولار لسد العجز الغذائي بمناسبة زيارة مسؤول العمليات الانسانية في الاممالمتحدة جون هولمز. وصرح نائب رئيس جنوب السودان ريك ماشار «الوضع خطير» وذلك بعد لقائه هولمز، مساعد امين عام الاممالمتحدة للشؤون الانسانية. واضاف ان الحكومة الجنوبية ارادت تخصيص 70 مليون دولار لمضاهاة مساهمة المانحين الدوليين لكن نظرا الى نقص مواردها خصصت النصف. وعلق هولمز بالقول «هذا خبر سار» معربا عن امله في ان يؤدي المبلغ الى «تقليص عواقب انعدام الامن الغذائي» في جنوب السودان. واعلن مسؤول الاممالمتحدة انه تطرق وماشار الى جانب العجز الغذائي الى المسائل الامنية التي تعيق عمل الموظفين الانسانيين وعلى الاخص المواجهات بين القبائل. واضاف انه تطرق كذلك الى استئناف جيش الرب للمقاومة هجماته في جنوب السودان مشددا على الحاجة الى تعاون دول المنطقة «لاحتواء» هذا التمرد الاوغندي الذي يستهدف المدنيين. ويعرف جيش الرب للمقاومة بانه احد اعنف حركات التمرد في العالم، وهو ناشط منذ 1988 في شمال اوغندا. منذ 2005 استقر مقاتلوه في اقصى شمال شرق الكونغو الديموقراطية وفي افريقيا الوسطى وجنوب السودان. وبدأ هولمز جولة من أربعة ايام في جنوب السودان وغربه، وهما منطقتان تشهدان اعمال عنف ومشاكل انسانية، لتقييم الحاجات والتدقيق باليات المساعدة والدعم التي تعتمدها الاممالمتحدة والمنظمات الانسانية. وكان هولمز قد اكد انه "اذا لم تتم معالجة هذه الازمة الانسانية في جنوب السودان فانها قد تعيق المرحلة الاخيرة من عملية السلام" مضيفا ان الازمة تؤثر على النساء والاطفال بشكل خاص. ومن المقرر ان تجري مناطق جنوب السودان استفتاء مستقلا في يناير 2011 كجزء من اتفاق سلام تم ابرامه عام 2005 بين حكومة الخرطوم ومتمردي الجنوب انهى عقدين من الحروب.