فيما تعلن نجمات كثيرات أن خطوطاً حمراء تحدّد أدوارهن، تعترف عبير صبري لنا بكل صراحة بأنها ممثلة جريئة ولا تعترف بالخطوط الحمراء، بل تعلن أنها من عشاق أفلام إيناس الدغيدي، وتتمنى العمل معها. وتتحدث إلينا عن مسلسلها الجديد «أشجار النار»، وحقيقة اشتراطها وضع اسمها قبل اسم داليا مصطفى، وسبب استبعادها وترشيح نيرمين الفقي بدلاً منها في مسلسل «أهل الهوى»، والنجوم الأربعة الذين تتمنى العمل معهم، كما تتكلم عن حياتها الخاصة وفتى الأحلام الذي تنتظره. - تصورين حالياً مسلسل «أشجار النار» فماذا عن دورك فيه؟ أجسد دور «غزاوية»، وهي فتاة غجرية تعيش مع أسرتها على أطراف المدينة، وهي شخصية مركبة متحررة ومتمردة ومتنقلة دائماً وغير مستقرة في مكان، بعد أن يطردها أهل البلدة التي تعيش فيها. وهذا يؤثر على شخصيتها، فهي تدخل في حالة صراع مع أطراف خارج بلدها، ومنهم شخصيتا ناعسة وأيوب وهما ليسا غجريين، لكن تنشب بينهم صراعات طويلة. - كيف استعددت لتقديم الشخصية الصعيدية؟ قدمتها من قبل في مسلسل «الفرار من الحب»، حيث لعبت دور غازية تقع في حب رياض الخولي بطل العمل. وأنا أحب تقديم هذه الشخصيات المعقدة التي تتطلب مجهوداً، وأشعر دائماً بأن فيها جديداً على شخصيتي، فهي جديدة في اللهجة التي يساعدني فيها متخصص لغوي موجود دائماً في موقع التصوير، بالإضافة إلى الاستايلست منى الزرقاني التي ساعدتني في اختيار الأقمشة وتفصيل الملابس التي تليق بالشخصية، واشتريت إكسسوارات فوضعت خاتماً في أنفي وحزاماً للاستعراضات وانتعلت حذاءً خاصاً بالراقصة. - تظهرين بدور راقصة. ألا تخافين من انتقاد بدلات الرقص أثناء عرض المسلسل في رمضان؟ لست راقصة حتى أرتدي بدلة رقص، أنا ممثلة واخترت ملابس غير مكشوفة، بالإضافة إلى أنه من الصعب ارتداء بدلة مكشوفة في عمل تلفزيوني، فهذا لن يتقبله الجمهور. والرقص الذي أقدمه في العمل ليس رقصاً بالمعنى المعروف، لكني أجسّد حياة غجرية تعيش من الرقص في الموالد بأسلوب بدوي. وأنا كممثلة أرفض أن يكون دوري الرئيسي في العمل الرقص، حتى أنني لم أستعن بمدرب رقصات، لكن تمكنت من تقديم الدور بمساعدة المخرج عصام شعبان. - كيف ترين إعادة تقديم الأعمال القديمة؟ أعتقد أن ناعسة وأيوب شخصيتان من التراث، وتقديم مثل هذه الشخصيات دائماً يكون بشكل مختلف في كل معالجة درامية. كما أن العمل لا يتناول مجرد علاقة عاطفية رومانسية، بل يتناول أيضاً قضايا مختلفة من الحياة التي نعيشها، فهو عمل اجتماعي وليس إعادة لقصة قديمة، إنما هناك فقط تشابه في أسماء الشخصيات القديمة. وبصراحة أرى أن إعادة الأعمال القديمة، سواء المسلسلات أو الأفلام، أمر غير محبب، لأن هناك قصصاً في الحياة يمكنها أن تثري الدراما أكثر، فماذا سيهم الجمهور إذا قدمنا مسلسلاً سبق تقديمه في فيلم أو مسرحية؟ وهناك روايات عديدة في مصر يمكن الاستفادة من تقديمها في أعمال فنية. - لماذا اخترت هذه القصة لتعودي بها إلى الدراما بعد غياب؟ غيابي العام الماضي لم يكن بيدي، لأن الأوضاع في مصر لم تكن مستقرة، وكان من الصعب المشاركة في أي عمل احتمالات نجاحه ضعيفة، لأنه سيكون عملاً متسرعاً. وبالتالي عندما عرض عليَّ مسلسل «أشجار النار» وجدت أن الوقت كافٍ لتصويره، بالإضافة إلى أنني منذ قرأت السيناريو وجدته جيداً وبعيداً عن الأحداث الحالية ويعكس لوناً جديداً وشخصية مختلفة أستطيع التألق فيها. وكنت أتمنى أن أعمل مع فريق العمل الموجود فيه، خاصة المخرج عصام شعبان الذي قدمت معه مسلسل «دموع القمر»، ووجدته مخرجاً يحرص على كل التفاصيل في العمل، وأنا أحب هذا الأسلوب. - هل صحيح أنك اشترطت وضع اسمك قبل اسم داليا مصطفى؟ أنا لا أتدخل في ذلك، لكنها رؤية مخرج ومنتج. هما يعلمان من صاحبة الدور الأهم ومن صاحبة الاسم الأكثر تأثيراً في تسويق المسلسل. والدخول في هذه التفاصيل يقلل من مستوى الفنانين، فأنا أركز على دوري فقط وما يهمني أن يعجب الجمهور، بصرف النظر عن ترتيب الأسماء. - كيف ترين التعاون من جديد مع الفنان فتحي عبد الوهاب؟ هذه المرة الثالثة التي نعمل فيها معاً، المرة الأولى كانت من خلال فيلم «شجيع السيما»، لكننا لم نتعارف وقتها ولم تجمعنا مشاهد. أما المرة الثانية فكانت في فيلم «عصافير النيل» مع المخرج مجدي أحمد علي، وكان بطولة مشتركة بيننا وعرفته في هذا الفيلم أكثر وهو ممثل قدير ومتميز، وهو صديق عزيز وقريب مني على المستوى الإنساني، بالإضافة إلى أن حالة التقارب بيني وبينه في الفيلم جعلتني أقرأ تفكيره، ومعظم مشاهدي في المسلسل أمامه، فهو يمثل شخصية أيوب الذي تربطه ب«غزاوية» علاقة عاطفية يتدخل فيها محمد نجاتي. وأنا سعيدة بكوني سأقف ثانية أمام ممثل بحجم فتحي عبد الوهاب وقدراته. - ما حقيقة وجود خلاف بينك وبين محمد نجاتي، وأنك اعتذرت عن مسلسل «مملكة الجبل» بسببه؟ هذه هي المرة الأولى التي ألتقي فيها نجاتي، لكن مسلسل «مملكة الجبل» كانت له ظروفه التي لا أحب الخوض فيها، علماً أن نجاتي لم يكن قد تعاقد على بطولة العمل عندما دخلته. وأنا سعيدة للعمل معه لأنه أثبت نجاحاً خلال السنوات القليلة الماضية، بالإضافة إلى أنه رفيقي طوال الأحداث، فهو في المسلسل غجري مثلي ويقف في صفي ضد ناعسة. - العمل يشارك فيه أربعة نجوم، فهل تميلين إلى البطولة الجماعية أكثر من البطولة الفردية؟ البطولة الجماعية دائماً تحقق نجاحاً، والجمهور يسعد بمشاهدة مجموعة من الممثلين المحبوبين لديه مجتمعين في عمل واحد، بالإضافة إلى أن فرص نجاح هذا العمل تكون أفضل. وفي الفترة الماضية مسلسلات البطولة الجماعية نجحت أكثر من العمل الفردي. - متى نراك في عمل عن ثورة يناير؟ الشعب المصري والعربي الآن يعيش حالة ثورات، وإذا قُدّم عمل عنها لن يشاهده أحد، لأنه من الصعب أن يشاهد الجمهور وضعاً يعيش فيه، وكأننا نجلسهم على مسرح ونطلب منهم أن يشاهدوا عرضاً يحكي قصة حياتهم، فلماذا يشاهدونه؟ ولذلك أرى أن تقديم عمل اجتماعي جيد أفضل كثيراً من تقديم عمل عن الثورة في الوقت الحالي. - وماذا عن دورك في مسلسل «خفافيش»؟ هو عبارة عن حلقات منفصلة متصلة، كل موضوع يتم تناوله في ثلاث حلقات ببطل مختلف، ونعالج فيه قصصاً واقعية من ملفات الجرائم. وقد استطاع المخرج أحمد النحاس كتابتها في شكل قصص روائية قصيرة. وأنا أجسد دور فتاة تعمل في كافتيريا بالإسكندرية تتورط في كونها شاهدة على جريمة ما. - ألا يقلقك اعتذار العديد من الفنانات عن الدور؟ المسلسل كما قلت حلقات منفصلة، وفيه نجوم ونجمات كثيرون، فتشاركني البطولة الفنانات بوسي وروجينا وكندة علوش، والاعتذارات عموماً لا تقلل من أهمية أي عمل. - لماذا اعتذرت عن مسلسل «أهل الهوى»؟ هذا العمل كان معروضاً عليَّ من قبل الثورة، وكان سيخرجه الأردني عباس الأرناؤوطي، ويلعب بطولته معي تيم الحسن. لكن بعد قيام الثورة وما ترتب عليها من قرارات بعدم الاستعانة بمخرجين غير مصريين في الأعمال التي ينتجها التلفزيون، تم إسناد المسلسل الى المخرج إسماعيل عبد الحافظ الذي غير طاقم العمل وأنا من ضمنه، فرشح نيرمين الفقي بدلاً مني وهذا لم يغضبني.