سعى أثنان من قيادات حزبي الحرية والعدالة وحزب النور السلفي لتهدئة بعض المخاوف التي أثارها التقدم الكبير الذي أحرزه الحزبان في الجولتين الأولى والثانية للانتخابات التشريعية المصرية، وأكدا على احترام الحزبين لحقوق الأقلية القبطية والابتعاد عن المساس بالحريات الشخصية أو التدخل فيها، ولكنها أتفقا على عدم جواز تولي قبطي منصب رئيس الدولة وإن اختلفا في الأسباب. وقال الدكتور عادل عبدالمقصود عفيفي رئيس حزب الأصالة، وهو الحزب الثاني الرئيس في قائمة حزب النور إن الخلاف مع العلمانيين ينحصر في موقفهم من تطبيق الشريعة وأن على العلمانيين تحديد موقفهم من هذه المسألة. كفالة حقوق الأقباط وبالنسبة للأقباط وحقوقهم قال عفيفي، في مقابلة مع برنامج "سباق البرلمان" بثتها العربية مساء الاثنين، إن الشريعة الإسلامية تكفل حقوق الأقباط قبل القانون الدولي وقبل غيره من القوانين، ولكن لا يجوز شرعا تولي القبطي أو المرأة منصب الرئيس أو الترشح له. أما المهندس سعد الحسيني عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، فقال إن هناك اتفاقا وتسليما بين الأحزاب والجماعات المنضوية تحت لواء التحالف الديمقراطي الذي يضم نحو 40 حزبا وتيارا على رأسها الحرية والعدالة على أن الشريعة الإسلامية مصدر رئيس للتشريع، وأنه حتى المسيحيون يوافقون على ذلك، كما أن وثيقة الأزهر أيضا تضمنت النص على ذلك ، وقال إن جزءا كبيرا من القلق المثار في مصر حاليا مصدره إعلام وصفه بالموتور، وإن هناك تضخيما لبعض التصريحات التي تصدر عن أفراد أو مسؤولين صغار ينتمون للتيار الإسلامي. وأضاف الحسيني أن الشريعة هي أعظم ضامن لحقوق المسيحيين وتضمن ثلاثة أمور أساسية هي: التحاكم لشريعتهم الخاصة خلافا للقانون العام، وحرية العقيدة والعبادة،بما في ذلك بناء الكنائس وحق تولي المناصب العامة وفقا للكفاءة وليس المحاصصة، وتولي الوزارات ، ولكن لايجوز تولي منصب رئيس الجمهورية، مبينا أن تلك القضية تعتمد على فكر وحوار علمي وليس تعصبا. الخمر حرام وبالنسبة لقضية السياحة وتناول الخمور، قال عفيفي إن الخمر حرام لشاربها وبائعها ولاجدال في ذلك، ولكن الشريعة تحرم التجسس على الأماكن الخاصة وهناك حرمة لتلك الأماكن، كما أن الشواطئ التي قد يتم التعري فيها ،هي ايضا اماكن لها حرمة خاصة وفقا للشريعة. من جانبه قال الحسيني إن قضايا المصريين أكبر وأكثر تعقيدا بكثير من مسالة الخمر والتعري فتوجد هموم إقتصادية، والشريعة هي أن نوفر للناس الغذاء ولدينا قضايا الأمن والفساد، والعلاج، وأشار إلى ان لدى الحزب مشروعا كبير لمعالجة مشاكل مصر، تأتي في أخره قضايا الخمر والتعري، واذا وصلنا لحلول لتلك القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية وخلافها فلن تشغلنا مسالة التعري والخمر. وأضاف الحسيني "أتمنى أن يصل السياح ل50 مليونا، من مصلحتي أن ياتي الناس لمصر للوقوف على تقدمها، حتى لو جاءوا عراة." وفيما يتعلق بموقف التيار السلفي تحديدا من الفن، قال عفيفي، وهو دارس وعازف للموسيقى، أننا نحتاج فنا راقيا ينهض بالمجتمع فالفن مرآة الحضارة، لا يمكن ان تأتي اي حكومة وتضع مواصفات لفيلم سينمائي لأن الظواهر المجتمعية لاتحل بقانون، وقال أن فنون الأوبرا مسموح بها. وختم الحسيني بالقول إنه ليس بإمكان أحد أن يحل حراما ولا يحلل حراما وأنه لاسبيل لفرض الأخلاق بالإكراه ولا سبيل إلا بالإقناع والحوار والتدرج فلحريات الشخصية والخاصة يحاسب عليها الله، ولانصل اليها الا بالاقتاع، وأشار إلى انه شخصيا لديه ثلاث شقيقات وثلاث بنات ولا تلبس أي منهن النقاب، وانهن ارتدين الحجاب عن قناعة.