اقتربت الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد من دمشق الخميس حيث اشتبكت قوات الجيش مع معارضين مسلحين في بلدة إلى الشمال مباشرة من العاصمة، وقال مسؤول محلي إن السلطات تجري محادثات لوقف إطلاق النار مع مسلحين سيطروا على بعض المناطق، فيما قتل 34 مدنيا بينهم 10 اطفال برصاص قوات الامن في عدة مدن ومناطق سورية وخصوصا في حمص (وسط). وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في اتصال مع فرانس برس 'ارتفع الى 34 عدد الشهداء المدنيين وبينهم 26 في حمص'. واوضح ان 'قوات الامن والجيش شنت هجوما عنيفا على حي كرم الزيتون في حمص مستخدمة قذائف الهاون ما تسبب بسقوط 26 قتيلا بينهم تسعة اطفال وعشرات الجرحى'. وقال ضابط سوري لرويترز ان الاشتباكات جارية في دوما منذ الصباح. وتقوم قوات الامن بتفتيش المنازل بحثا عن اسلحة واشخاص مشتبه بهم. وعرض على الصحافيين قنابل محلية الصنع بين اسلحة تم ضبطها. وكان الضابط يتحدث في ضاحية حرستا القريبة حيث تم نشر قوات بأعداد كبيرة. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الامن اعتقلت 200 شخص في مداهمات في دوما وهي معقل للاحتجاجات وتمرد مسلح ضد الاسد. وعندما توجه مراقبو الجامعة العربية إلى ضواحي دمشق الخميس رفض الأمن السوري مرافقتهم إلى أغلب المناطق لأنها لم تعد تحت سيطرته. وفي بعض البلدات التي لا تبعد أكثر من 15 دقيقة بالسيارة عن العاصمة حذر حسين مخلوف محافظ ريف دمشق من أن مسلحين يجوبون الشوارع. لكن المراقبين ذهبوا يرافقهم صحافيون إلى ضاحيتي عربين وحرستا اللتين اصبحتا معقلا للاحتجاجات والمعارضين المسلحين منذ بدأت الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد قبل عشرة اشهر. وعند نقطة تفتيش عند مفترق طرق يؤدي إلى بلدة عربين انتشر عشرات الجنود المسلحين في حالة تأهب، وعلى الرصيف بالقرب منهم ترقد جثتا رجلين قتلا رميا بالرصاص احدهما جندي. لكن الجنود كانوا يحملقون في قلق في الاحتجاج المناهض للأسد على بعد مئات الأمتار منهم حيث كان المحتجون يهتفون 'الله اكبر'. وكانت أغلب المتاجر مغلقة ونظر الناس بارتياب إلى المراقبين العرب. وقال مراقب 'الناس غاضبون منا بسبب التقرير'. وقال نشطاء في ضواحي دوما وحرستا وعربين بشمال شرق البلاد وبعضها يقع على مسافة ثمانية كيلومترات من وسط دمشق إنهم سمعوا دوي انفجارات خلال اشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين اثناء الليلة قبل الماضية. وقال محافظ ريف دمشق لمراقبين عرب قبل ان يتوجهوا إلى عربين في أول جولة لهم منذ اسبوع إن السلطات بدأت حوارا معهم وبينهم بعض الجماعات المسلحة التي تسيطر على مواقع هناك. وشاهد المراقبون المظاهرة المناهضة للأسد من على بعد وتوجهوا بعد دقائق إلى مستشفى للشرطة في حرستا وهي نقطة مشتعلة أخرى في الانتفاضة. وقال رئيس المجموعة جعفر الكبيدة إن المراقبين لم يدخلوا عربين خوفا من احتمال مضايقة الحشود الغاضبة للفريق. وفي المستشفى التابع للشرطة في حرستا قال عاملون إن معظم مناطق ريف دمشق خارج سيطرة القوات الحكومية وإن المسلحين يخطفون ويقتلون المنتسبين للحكومة في تلك المناطق. وقال طبيب في المستشفى 'أي سيارة تحمل لوحة أرقام حكومية لا يمكن ان تسير في حرستا.. نحن كأطباء لا يمكننا الذهاب.. لقد خطفوا إحدى سياراتنا قبل نحو أسبوع'. واشار جندي إلى مسجد يواجه نقطة التفتيش وقال 'هل ترى ذلك المسجد؟ أحيانا يطلق قناصتهم النار علينا من هناك'. وقال ضابط كبير إن قوات الأمن تجري محادثات مع المسلحين من خلال وجهاء بالبلدات على أمل إقناعهم بالقاء السلاح. وقال إن الحكومة لم تفقد السيطرة كلية على ريف دمشق. وقال لرويترز 'لا يمكن القول إنهم يسيطرون على ريف دمشق.. يسيطرون على مناطق والجيش يسيطر على مناطق'. وأطلع مسؤولون أمنيون المراقبين على ثلاث سيارات قالوا إنه تم سحبها من حرستا ودوما. وأضافوا أن السيارات صودرت من 'إرهابيين' وكانت محملة بقنابل إسرائيلية. وانتشر الجيش بكثافة في حرستا. وانتشر عشرات الجنود في شارع طوله 500 متر شاهرين اسلحتهم وهم يراقبون في قلق المنازل القريبة. واختلس أناس النظر من النوافذ لكن لم يطل منها إلا القليل. وكانت الشوارع التي ملأتها النفايات شبه خالية. وكتب على أحد الجدران 'سورية الحرة'. وقالت امرأة منتقبة كانت تسير في الشارع مع رجل 'نعم لا يوجد أمان'. وبدا عليها الذعر وقالت 'يوجد مسلحون لكن لا وجود للجيش السوري الحر هنا'. جاء ذلك فيما حذر الداعية الإسلامي السلفي الشيخ عمر بكري محمد، الذي أبعدته بريطانيا عن أراضيها قبل نحو سبع سنوات ويقيم في لبنان حالياً، من أن تنظيم القاعدة يستعد لشن هجمات إرهابية ضد النظام السوري. وقال الشيخ بكري في مقابلة مع صحيفة 'ديلي تلغراف' الخميس إن جماعات مسلمة سلفية متشددة، بما في ذلك تنظيم القاعدة وجماعة الغرباء التي يتزعمها 'مستعدة لتقديم المساعدة إلى أشقائها المسلمين في سورية من خلال شن حملة من الهجمات الانتحارية ضد الرئيس بشار الأسد'. وأضاف أن تنظيم القاعدة 'يمكن أن يجعل حزب البعث يهرب بعد عمليتين أو ثلاث عمليات استشهادية، والتي يسميها الآخرون تفجيرات انتحارية، وسيذهب إلى البرلمان عندما يجتمع الحزب داخله ويفجره، لأنه ذكي جداً ويستطيع صنع الكثير من الأسلحة من لا شيء، ويمكن أن يذهب إلى المطبخ ويصنع بيتزا مفخخة ويسلمها طازجة'. ومن جهته حث الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي دمشق على انهاء العمليات العسكرية ضد 'المواطنين العزل'. وصرح العربي الخميس انه سيتوجه مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم السبت الى نيويورك لعقد اجتماع مع اعضاء مجلس الامن وطلب 'مصادقته' على المبادرة العربية الجديدة لانهاء الأزمة السورية.