كتب: القاهرة – هيثم عسران نشر في 6, February 2012 :: الساعه 12:01 am | تصغير الخط | تكبير الخط هاني سلامة: السينما المصرية لن يهزمها أي تيار بعد غياب أكثر من عامين، عاد الممثل هاني سلامة إلى السينما في فيلم «واحد صحيح». في لقائه مع «الجريدة»، يتحدث عن عمله الأخير والانتقادات التي تعرض لها، مؤكداً أن الفيلم يقدم نماذج واقعية في الحياة. ما سبب غيابك طوال الفترة الماضية؟ لم أتعمد الغياب، لكن بعد عرض فيلم «السفاح» لم أجد سيناريو جيداً أعود من خلاله، إلى أن قدم لي السيناريست تامر حبيب نص فيلم «واحد صحيح»، فأعجبت به للغاية وبشخصية عبد الله، خصوصاً أنها مركبة وصعبة وتشبهني في بعض النقاط. مثلاً، ثمة تصرفات كثيرة مارستها قبل الزواج، قام بها عبد الله. فضلاً عن ذلك، القصة واقعية وتقدم نماذج لشخصيات موجودة في المجتمع، وكلها عوامل حمستني للفيلم لأنه يحمل كثيراً من المصداقية. لكن البعض يرى أن الفيلم مصنف لطبقة معينة؟ هذا كلام عار من الصحة، وأرفضه تماماً لأن فيه إجحافاً لقصة الفيلم التي خاطب الجميع لا طبقة محددة، يضاف إلى ذلك أنني ضد التصنيفات التي يمارسها البعض. تعرض الفيلم إلى كثير من النقد، فما رد فعلك على ذلك؟ لا أعرف سبباً واضحاً للهجوم على الفيلم، لأننا لم نقدم أفكاراً غريبة على المجتمع، سواء بالنسبة إلى مشاهدي مع رانيا يوسف أم تلك التي قدمتها مع بسمة، ناهيك بأن الفيلم لاقى الترحيب من الجمهور والنقاد عند عرضه في مهرجان دبي السينمائي. عموماً، لم يؤثر النقد السلبي كثيراً على الفيلم لأنه حقق إيرادات مرضية للغاية. لكنه لم يحصد جوائز في دبي؟ تكفيني ردود الفعل التي حصدها هناك، خصوصاً أن عرضه لم يكن مقرراً أصلاً وأعتبر بمثابة دعاية له، فمهرجان دبي تظاهرة سينمائية كبيرة توليها وسائل الإعلام اهتماماً واسعاً. كيف تحضرت للشخصية؟ كانت لي جلسات عدة مع المخرج والمؤلف لرسم تفاصيل الشخصية، خصوصاً من جهة علاقتها بالمرأتين في الفيلم، فكل منهما تمثل حالة مختلفة في حياة عبدالله. كذلك تدربت على على الاندماج في الشخصية والتفاعل معها أمام الكاميرا كي تبدو المشاهد واقعية، لأن الفيلم ليس رومنسياً، لكنه يمزج بينها وبين النواحي الاجتماعية والواقعية. يرى البعض أن علاقة عبدالله بأميرة التي قدمتها الفنانة السورية كندة علوش ساهمت في تعقيد موضوع الفيلم، فما ردك؟ عبدالله وأميرة شخصيتان مركبتان، كل منهما يعاني مشكلة ولا يعرف كيف يتخلص منها، فأميرة لديها عقدة والدها الذي أشهر إسلامه وانفصل عن والدتها وتزوج بأخرى، ولا تريد أن ترتبط كي لا يعيش أولادها معاناتها الإنسانية بين ديانتها وديانة والدها. أما عبد الله فيبحث عن الكمال غير الموجود في الحياة. ألم يقلقك موعد عرض الفيلم؟ أعتبره بداية جيدة لموسم نصف العام، خصوصاً أن الأحداث السياسية المضطربة مستمرة من العام الماضي ولا يعقل أن نؤجل الفيلم بسبب هذه الظروف التي ستستمر إلى حين انتهاء المرحلة الانتقالية، إضافة إلى أن عجلة الإنتاج لا بد من أن تدور بالتوازي مع النشاط السياسي. تردد أن الرقابة بصدد إعادة مشاهدة الفيلم، فما صحة ذلك؟ لا أعرف مصدر هذا الكلام، وقرأته مثلك في الصحافة. في الواقع، لم يخبرنا أحد بذلك والرقابة أشادت بالفيلم عند عرضه عليها، وأجازته بلا مشاكل. ألم يقلقك التعاون مع هادي الباجوري في أولى تجاربه السينمائية؟ ليست هذه المرة الأولى التي أتعاون فيها مع مخرجين صاعدين، فقد تعاونت مع سعد هنداوي في «حالة حب» ومن قبله مع خالد يوسف في أولى تجاربه أيضاً «العاصفة»، وغيرهما من مخرجين. أما عن التعاون مع هادي فقد كان ممتعاً، وأنا معجب بإخراجه الكليبات ومسلسل «خاص جدا»، وبإيقاعه السريع الذي يبعد المشاهد عن الملل. اعتذرت عدد من الفنانات عن المشاركة في الفيلم، فكيف تعاملت مع هذا الموقف؟ المهم أن فريق العمل الذي قدم الفيلم قام بدوره على أفضل وجه. أما الاعتذارات، فثمة من رفضت الدور لأنها لم تقتنع به وأخرى لعدم قدرتها على أدائه أو لانشغالها. هل خفضت أجرك في الفيلم؟ بالطبع، وأعتقد أن فريق العمل كله قام بذلك لأن الظروف السينمائية تغيرت وتحتاج إلى مساهمة من جميع العاملين في هذه الصناعة لضمان استمرارها. كنت أحد الفنانين المشاركين في تأسيس جبهة الإبداع للدفاع عن الفن في وجه التيار الإسلامي، هل ترى أن الإبداع في مصر يواجه الخطر؟ لا أشعر بالخوف من أي تيار، خصوصاً أن الفن في مصر ليس وليد اللحظة وإنما جذوره موجودة في المجتمع ولا يمكن أن ينجح أي تيار في القضاء عليه بسهولة، لذا حرصت على المشاركة في المبادرة لأني وجدت أن واجبي يحتم عليّ أن أكون مع زملائي الفنانين الذين أطلقوا المبادرة كي نتناقش بصراحة في هذه القضية. ماذا عن فيلمك الجديد «الراهب»؟ ربما لن يكون «الراهب» عملي المقبل، لأن الدكتور مدحت العدل لم ينته من كتابته بعد. لكن الفيلم عموماً حالة سينمائية خاصة، وتدور أحداثه من خلال شباب يقرر أن يدخل الدير ويكون راهباً. إنه موضوع تطرحه السينما للمرة الأولى.