يرتفع عدد مدمني المخدرات بشكل مقلق في أفغانستان لكن الفساد في الإدارات الرسمية يعيق توزيع الميثادون الذي من شأنه أن يساعد في معالجة هؤلاء، وفقا لشكاوى وزارة الصحة. في العام 2009، كان نحو 940 ألف شخص من بين 30 مليون نسمة يتعاطون المخدرات في البلاد، بحسب آخر بيانات مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة. يضيف المكتب أنه ما بين العام 2005 والعام 2009، تضاعف عدد مدمني الهيرويين ثلاث مرات ليبلغ 150 ألفا في حين أن 230 الفا كانوا يستهلكون الأفيون. أما وزارة مكافحة المخدرات في البلاد، فقد أحصت من جهتها في العام 2010، 1,5 مليون مدمن.. من بينهم مليون مدمن مخدرات قوية. وأمام فشل وسائل العلاج الأخرى، من قبيل علاجات الإقلاع عن الإدمان المكلفة وغير المتاحة بشكل كبير والتي تؤدي إلى الانتكاس بنسبة تفوق 80 % بحسب الرئاسة الأفغانية، أطلق في شباط/فبرار من العام 2012 برنامج اختباري يعتمد الميثادون كبديل. في البداية انطلق الاختبار الذي تشرف عليه منظمة أطباء العالم غير الحكومية، مع 200 متطوع. لكن، بعد مضي ستة أشهر، حصرت وزارة مكافحة المخدرات المشروع ب 71 مريضا. ومنذ ذلك الحين، تجهد منظمة أطباء العالم للحصول على تصاريح تسمح لها باستيراد الميثادون. ويقول الطبيب سيد حبيب من وزارة الصحة "ناقشنا الأنماط التقنية معهم. وقدمنا لهم اقتراحات عدة. وقد أجريت أبحاث. ما من سبب يبرر هذا الرفض، باستثناء العلاقات التي تربط ما بين عصابات المافيا ووزارة مكافحة المخدرات". في كابول، تصل أرباح المخدرات يوميا إلى 3,5 ملايين دولار، بحسب ما يؤكد حبيب المكلف شؤون هذا الملف. ويقول في مقابلة مع وكالة فرانس برس "لكن إذا وزعنا الميثادون مجانا، لن تعود هناك حاجة إلى الهيروين. وسوف تنهار السوق الأفغانية". فعصابات المافيا الأفغانية "قادرة على القيام بأي شيء" من شأنه أن يجنبها سيناريو مماثل، وهي لا تتوانى عن إفساد السلطات المعنية بمكافحة إنتاج المخدرات والإتجار بها، بحسب ما يوضح سيد حبيب الذي يلفت إلى امتلاكه تسجيلات صوتية تدعم كلامه هذا. أما المتحدث باسم وزارة مكافحة المخدرات عبد القيم سامر فيرد قائلا "ليس هناك من دليل يدعم هذا الإدعاء". وينتقد "عدم ضمان (وزارة الصحة) أي تمويل على صعيد أوسع" بالإضافة إلى عدم وضع أي تصور "لمراقبة المنتج في السوق السوداء". 90 % من الأفيون في العالم يتم إنتاجه في أفغانستان، وهو يستخدم كعقار طبي في البلاد منذ القدم. ويشير الدكتور محمد رضا من مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إلى أن استهلاكه "يبدأ عندما يعاني المرء من مشاكل. ومن ثم يعطيه لأولاده. وعندما يعتاد الجسم عليه، يتحول إلى الهيرويين". ويشرح رضا أن "الحرب والفقر والبطالة تأتي لتضاف إلى ذلك"، الأمر الذي يؤدي إلى الهجرة. لكن "عددا كبير من اللاجئين العائدين خصوصا من إيران ومن باكستان يستهلكون المخدرات. ولا توفر لهم هنا خدمات صحية، حيث يسهل العثور على المخدرات وبأسعار مقبولة"، على ما يلفت. وبهدف عكس النزعة، يرى مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة "ضرورة توفر عدد أكبر من العلاجات الأكثر تنوعا ومن بينها الميثادون". وترغب وزارة الصحة بالقيام بأكثر من ذلك من خلال تسهيل الحصول على هذا البديل بهدف "إنقاذ المدمنين، خصوصا هؤلاء الذين يتعاطون المخدرات بواسطة الحقن" وبالتالي "وقف نقل فيروس نقص المناعة المكتسب الإيدز" الذي يشكل مشكلة ناشئة في أفغانستان على ما يقول سيد حبيب. في العام 2010، تم إحصاء 636 شخصا إيجابي المصل في البلاد، وهو رقم تضاعف مرتين في العام 2011، بحسب البيانات الرسمية. يضيف حبيب "لكننا لا نتحدث إلا عن االأشخاص المسجلين. في الحقيقة، نتوقع إصابة أكثر من 5 آلاف شخص". وأوضحت منظمة أطباء العالم أن الميثادون سمح لنحو 60 % من المرضى الأفغان بأن يقلعوا عن الإدمان، في مقابل دولارين يوميا. إلى ذلك، تفخر المنظمة قائلة أنه وفي جميع الحالات، نجح مدمنو كابول بالحد من استهلاكهم. ويشدد إرنست ويس أحد القيمين على البرنامج على أن "الملفت في الأمر وصول هؤلاء بحالات يرثى لها إلى المركز. وبعد مرور أيام عدة، نراهم يلعبون الكرة الطائرة