جنيف - بروكسل - ناشد مجلس الاممالمتحدة لحقوق الانسان السلطات السورية الجمعة الى احترام القانون الدولي بعد انباء غير مؤكدة عن اعدام 17 شخصا بدون محاكمات بعد دخول القوات السورية الى حي بابا عمرو في مدينة حمص. وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب المفوضة العليا لحقوق الانسان التابع للامم المتحدة "نحن قلقون بشان الانباء التي بدأت تخرج من حي بابا عمرو في حمص بعد سيطرة القوات السورية عليه بالامس". الاممالمتحدة تتحدث عن "اعدامات بلا محاكمة"وكاميرون يحمل النظام السوري "المجرم" مسؤولية القمع واضاف ان مجلس حقوق الانسان وصلته معلومات "تشير الى تنفيذ مجموعة من الاعدامات الرهيبة التي تمت دون محاكمات" بعد سيطرة القوات السورية على حي بابا عمرو الخميس. الا انه قال انه لا يستطيع تاكيد وقوع هذه الاعدامات. واضاف "نود ان نذكر السلطات (السورية) بمسؤولياتها بموجب القانون الدولي .. ومن المهم عدم وقوع اية عمليات انتقامية غير قانونية او اعدامات بدون محاكمة او عمليات تعذيب او عمليات اعتقال تعسفية". وقالت "لقد ارتكب ما يكفي من الجرائم في سوريا خلال العام الماضي". وكان المجلس الوطني السوري المعارض حذر من عمليات انتقامية ضد سكان حي بابا عمرو بعد انسحاب المتمردين المسلحين منه الخميس. وتقدر الاممالمتحدة بان اكثر من 7500 شخص قتلوا في اعمال العنف المستمرة في سوريا منذ نحو العام. وفي بروكسل ندد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجمعة بالوضع "المروع" في سوريا مؤكدا ضرورة تحميل النظام "المجرم" مسؤولية اعمال العنف وقمع الاحتجاجات. وصرح كاميرون في بروكسل على هامش قمة اوروبية ان "المهم بالنسبة لي هو جمع الادلة وتكوين صورة للوضع بحيث يتحمل النظام المجرم مسؤولية اعماله". وتابع "سياتي يوم ولو طال الزمن سيتحمل فيه هذا النظام المرعب مسؤولية اعماله". وكانت فرنسا اعلنت هذا الاسبوع تاييدها اللجوء الى القضاء الدولي ضد سوريا. الا ان تلك المهمة ستكون صعبة في هذه المرحلة لان دمشق لا تعترف بصلاحيات المحكمة الجنائية الدولية ولن يكون بوسع هذه الاخيرة القيام بمبادرة للاطلاع على الوضع في سوريا. وتحتاج المحكمة لذلك للحصول على ضوء اخضر من مجلس الامن الدولي حيث تحظى سوريا بدعم روسيا والصين. واعتبر كاميرون ان سماح دمشق بوصول المنظمات الانسانية الى حمص خصوصا "امر حيوي (...) ليحصل الناس على المساعدات التي يحتاجون اليها". وسيطر الجيش السوري الخميس على حي بابا عمرو معقل المعارضة في حمص بوسط سوريا بعد يومين من المعارك وقصف استمر 27 يوما. وسيعلن القادة الاوروبيون في مشروع بيانهم الختامي لقمتهم المقرر اواسط النهار والذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه انهم سيعملون على ان يتحمل مرتكبو اعمال العنف بحق مدنيين "مسؤولية اعمالهم". كما سيعلنون التحضير لعقوبات "جديدة محددة الاهداف" بحق نظام بشار الاسد. ويطلب القادة الاوروبيون في بيانهم الختامي مرة اخرى من الرئيس السوري التنحي وبالتالي تسهيل حصول عملية انتقالية سلمية. ويشدد قادة الاتحاد الاوروبي ايضا على ضرورة ان تسمح دمشق بمرور الطواقم الانسانية ب"شكل حر دون عوائق". وسبق ان اتخذ الاتحاد الاوروبي في الاشهر الاخيرة 12 مجموعة من العقوبات بحق النظام السوري. وكان اخر تلك العقوبات الاثنين واستهدف المصرف المركزي السوري بشكل خاص حيث تم تجميد اصوله في اوروبا. كما حظر قرار العقوبات هذا تجارة المعادن الثمينة مثل الذهب مع سوريا. وهو يهدف في الحالتين الى حرمان النظام من مصادر تمويل لمواصلة قمعه للاحتجاجات. الا ان تاثير تلك العقوبات يبدو محدودا حتى الان اذ لا يزال الاسد مصمما على موقفه بينما لا يفكر اي جانب في تدخل عسكري، في الوقت الذي تصطدم فيه جهود الاسرة الدولية لتوجيه رسالة واضحة وتحظى بالاجماع برفض موسكو وبكين في مجلس الامن الدولي.