لندن - اسماء الاسد ستضاف الى قائمة الاتحاد الاوروبي للسوريين الممنوعين من السفر الى اوروبا، وزوجها الرئيس بشار الاسد لعب دورا في قمع المتظاهرين ورسم الخطط الامنية لمواجهتهم، كما اظهرت الوثائق التي سربتها المعارضة السورية لصحيفة 'الغارديان' البريطانية، الاسبوع الماضي. وبحسب الصحيفة فقد قام الاسد شخصيا بالتوقيع على خطط اعدتها خلية ادارة الازمات. وفي تطور آخر قالت صحيفة 'ديلي تلغراف' البريطانية ان الاتحاد الاوروبي سيضم اسم اسماء الى قائمة ممن تشملهم العقوبات من المسؤولين السوريين بعد ان كشفت الوثائق انها قامت بالتسوق من متاجر اوروبية - فرنسية وبريطانية عبر الانترنت خارقة العقوبات التي فرضها الاتحاد على سورية. ونقلت عن دبلوماسي اوروبي قوله ان الاتحاد الاوروبي سيتخذ القرار يوم الجمعة بعد لقاء وزراء خارجية دول الاتحاد. وقال المسؤول ان 'عددا من افراد العائلة سيضافون الى القائمة'. ويعتقد المسؤولون ان العقوبات ستضيق الخناق على النظام على الرغم من انه ظل صامدا احد عشر شهرا منذ اندلاع الانتفاضة. وبموجب المنع فلن تستطيع اسماء السفر الى اية دولة اوروبية ومنها بريطانيا التي لا تزال تحمل جنسيتها. وكانت الصحيفة قد كشفت يوم الاثنين عن دور لاسماء في الدائرة المقربة من الاسد التي تدير الازمة، فيما كشف عن قيامها بانفاق الاف الدولارات على شراء المجوهرات والاثاث واشرطة الفيديو مثل فيلم 'هاري بوتر'. وينص قرار العقوبات على 'تجميد الاموال وكل المصادر الاقتصادية' التي تعود الى اشخاص لهم ضلع واشخاص مرتبطين لهم في عمليات القمع ضد المواطنين في الانتفاضة التي قتل فيها حتى الآن اكثر من عشرة الاف مواطن. وتقترح الصحيفة ان اسماء ربما قامت بانتهاك الحظر بقيامها بشراء مواد عبر الانترنت. لان التعليمات تحظر على المواطنين في الاتحاد تقديم المال او المصادر الاقتصادية لاي شخص اسمه على قائمة الاتحاد الاوروبي. واشارت الصحيفة الى الطريقة التي تداعت فيها صورة اسماء من سيدة ذات رؤية حداثية ومتنورة الى شخصية عبرت عن ارتباطها بزوجها ودعمها له كي يخرجا معا من هذه الازمة، وعندما قالت ان الاسد هو رئيس كل السوريين وليس طائفة بعينها. وتذهب المعارضة الى اتهام والدها فواز الاخرس، طبيب القلب المعروف في 'هارلي ستريت' في لندن بالتواطؤ مع النظام، حيث قال معارض للنظام 'هي ووالدها متواطئان في هذه الجريمة، ولم يتعلما شيئا عن الديمقراطية هنا في بريطانيا'. وذهب المعارض بعيدا عندما اتهمها بسرقة الاموال السورية والتي قامت اسماء بتبذيرها في لندن. صحافي يدافع عن نفسه وفي اطار الاتهام بتحسين صورة النظام، دافع الصحافي الامريكي المقيم في لبنان، نير روزين عن نفسه ونفى ان يكون قد حاول مساعدة النظام من اجل تأمين لقاء صحافي مع الرئيس الاسد، وذلك بعد ان كشفت الرسائل الالكترونية انه راسل الرئيس ومساعديه، حيث قال لهم ان الصحافة العالمية تقوم بارسال التقارير من المناطق المحظور عليها دخولها في سورية وانه نجح في ارسال تقارير تصب في صالح النظام على قناة 'الجزيرة'. وبحسب الرسائل الالكترونية قام روزين بارسال تقرير اعده مراسل ال 'بي بي سي' من مدينة حمص كدليل على ان الاعلام الدولي يقوم بالتحايل على محاولات النظام السيطرة على الاعلام. وتم ارسال رسالته فيما بعد الى الرئيس الاسد نفسه، وجاء في الرسالة ان 'بول ود تم تهريبه الى حمص!!!'، مما يعني ان النظام لم يكن عارفا بوجوده الا بعد رسالة روزين. وفي رسالة اخرى ابلغ احد مساعدي الرئيس الاسد نفسه ان روزين 'اخبره شخصيا' من ان الصحافيين الاجانب يدخلون الى سورية عبر الحدود مع لبنان. وفي رسالة اخرى قال انه نجح باقناع 'الجزيرة' الانكليزية على بث مظاهرات تظهر ان بشار ونظامه يتمتعان بتأييد، وتظهر ان هناك جماعات مسلحة تقوم بهجمات على قوات الامن السورية. واتهم من اسمته الصحيفة المتحدث باسم المجلس الثوري في حمص روزين بقوله انه قام بنقل معلومات عن الصحافيين كي يحصل على مميزات من النظام. ولكن روزين يقول ان المعلومات الوحيدة التي ارسلها للنظام كانت موجودة على الانترنت وان الاجهزة الامنية كانت تعرف بوجود الصحافيين في سورية. ونفى ان يكون قد عمل كصحافي متعاطف مع النظام، مشيرا الى ان القوات الامنية اطلقت الرصاص. هناك حاجة لمانديلا سوري وفي مقال تحليلي كتبه المحلل جوناثان ستيل في صحيفة 'الغارديان' والذي قام على مشاهداته في دمشق اثناء زيارة استمرت 12 يوما وقال فيه ان المقاهي المزدحمة بالشباب ودخان النرجيلات حيث يقومون بالتخطيط ومناقشة مكان وزمان الاحتجاجات القادمة ضد نظام الاسد. ويضيف ان المزاج يظهر تصميما وابتهاجا بفرصة المشاركة في الاحتجاجات، مضيفا ان من يريد المشاركة فيها لابد ان تكون لديه شجاعة للمخاطرة بنفسه لانه يعرف انه قد يعتقل ويتعرض للتعذيب او قد يقتل برصاص قوات الامن. ويضيف الكاتب ان السكان غاضبون على العنف الذي تمارسه الحكومة ضد سكان حمص وادلب وعلى الاصلاحات التي لا معنى لها والتي يتحدث عنها النظام. وعلى الرغم من التضامن مع المقاومة الشعبية الا ان شعورا بالتشاؤم يسود عندما يسألون عن سقوط للنظام قريب. فعلى الرغم من الانشقاقات المتفرقة والقليلة الا ان الجيش وقوات الامن لا تزال تقف وبشكل قوي وراء الاسد. فالفرقة الرابعة التي يقودها شقيق بشار ماهر التي قادت الهجوم على حمص وادلب لا تزال متماسكة ومكونة من جنود من الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس. وان كان النظام على الصعيد العسكري متماسكا، فهل يمكن ان يسقط بفعل العقوبات الاقتصادية، يشير الكاتب هنا الى احتمال حدوث هذا لكن ما سيحدث في سورية هو اعادة لما حدث مع العراق بعد ان فرضت العقوبات عليه وظل صدام حسين متمسكا في الحكم لاكثر من عقد«'ولا ينسى ان يشير الى ان الاقتصاد في حالة رثة، فالحظر الذي فرضه الاتحاد الاوروبي على الاسد وعائلته لن يترك الا اثرا بسيطا ولكن العقوبات الاخرى المتضرر الوحيد منها هو الشعب والتي طالت قطاع النفط، واثرت على قيمة العملة، فقد تراجع الناتج القومي بنسبة 7 بالمئة، وارتفعت معدلات التضخم بنسبة 17 بالمئة، وزادت اسعار المواد الاساسية وخسر الالاف وظائفهم. وعلى الرغم من ذلك فان احدا ممن قابلهم لا يدعم الخيار الذي يطالب به المجلس الوطني السوري المنقسم على نفسه وهو التدخل العسكري على طريقة ليبيا. وعندما سأل ستيل ناشطا اخذه الى تظاهرة مضادة للنظام ان كان يدعم تسليح المعارضة، اجاب ان هناك خطرا من تدفق الاسلحة، لان كل شخص يريد الحصول عليها مما يعني حربا اهلية 'ولا تعرف ماذا سيحدث بعد' كما قال. ويقول ستيل ان المعارضين الراديكاليين والذين قضوا سنوات في سجون النظام يعارضون وبقوة اي تدخل اجنبي خاصة انهم شاهدوا الملايين من العراقيين وهم يهربون من بلادهم بعد الانهيار السريع لنظام صدام وعليه فليست لديهم رغبة بان يواجهوا نفس المصير. ولكن كيف تخرج سورية من ازمتها، هل يمكن من خلال حوار بين المعارضة والنظام وبرعاية من الاممالمتحدة وبناء على الخطوط التي اقترحها المبعوث الدولي كوفي عنان. يقول ان المعارضة ومن خلال تجربة عقد مع بشار ووعوده الاصلاحية التي لم يف بها، تشك في نجاح اي حوار كما ان الفجوة اتسعت بعد كل الدم الذي ينزف منذ العام الماضي. وعلى خلاف موقف المعارضة فان الدمشقيين الذين لم يحددوا موقفهم بعد يرون ان الحوار هو الامل الوحيد الكفيل بحل الازمة. ونقل عن نبيل سكر الخبير السابق في البنك الدولي والذي يدير شركة استشارية وكان من ضمن من قابلهم عنان الاسبوع الماضي قوله 'نحن الغالبية الصامتة التي تريد مصالحة ونقلا وتحولا سلميا للديمقراطية، وللاسف فان كلا الطرفين يرفض تقديم تنازلات وكل طرف يلقي اللوم على الطرف الاخر'. واضاف ان النظام استخدم القوة ولكن المعارضة استخدمته وتحصل على تسليح. واكد ان الدور الروسي مهم للضغط على النظام لكن لا بد من وجود طرف اخر لكي يضغط على المعارضة حسب قوله. وبحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي فان 'لا احد لديه الجرأة ليواجه الشارع ويدعو للحوار' مضيفا 'هناك حاجة لرجل دولة، نلسون مانديلا ليقول لقد عانيت، ودخلت السجن ولكنني مستعد للحوار'. ويختم ستيل مقاله بالقول ان استعداد الحكومة للحوار والانتقال من حكم اقلية الى حكم تعددي سيتضح ان استطاع عنان اقناع الطرفين بالجلوس على طاولة المفاوضات. ويشير الى ان مقدسي وغيره من المتحدثين باسم الحكومة يقولون ان النظام مستعد لقبول وقف اطلاق النار، ان اكد مراقبون دوليون ان المعارضة'القت سلاحها، كما ان الجيش مستعد للانسحاب من المدن في حالة ضمن المراقبون الدوليون ان لا تدعي المعارضة المسلحة انها حررتها. ويعتقد الكاتب انه في ظل رفض امريكا والغرب التدخل عسكريا وتحفظ فرنسا وغيرها على تسليح المعارضة فان الحل الوحيد هو دعم مهمة عنان، ووقف اطلاق النار وبعدها يبدأ الحوار حول عملية انتقال السلطة وبدون شروط مسبقة.