حتفل الصينيون خلال اليومين الماضيين بعيد «تشينغمينغ» أو ما يعرف بعيد «ذكرى الموتى» أو عيد «كنس القبور»، وهو أحد أهم الأعياد التقليدية الصينية التي يتذكر خلالها الأهل والأصحاب موتاهم من الأقارب والأجداد، وهو أيضا عيد يجمع بين الحزن والفرح، لكن هذا العام شهد الكثير من المستحدثات على المجتمع الصيني ما بين مصاعب الحياة الاقتصادية والطقوس الغريبة التي وصفها البعض بالبعيدة عن الإنسانية. وتختلف الطقوس الخاصة بهذا العيد بين القوميات المختلفة في الصين، ففي هذا العيد يزور أبناء قومية «هان» وبعض الأقليات القومية قبور موتاهم، ولا يقومون بالطبخ بل يتناولون الأطعمة الباردة فقط، حيث يتزامن هذا العيد مع ما يعرف بمعتقدات هانشي حيث كان القدماء في الصين يواصلون نشاطات معتقد هانشي خلال موسم تشينغمينغ، فأصبحت ذكرى معتقد هانشي وموسم تشينغمينغ عيدا واحدا تدريجيا، حيث لا يطبخ الناس ويأكلون الأطعمة الباردة، وتشكلت تدريجيا أيضا عادة زيارة القبور لتذكر الأجداد. وخلال هذا العيد تكون المقابر مزدحمة بالزوار، ويقوم خلالها الأهل بتنظيف قبور موتاهم أولا، ثم يضعون عليها الزهور وبعض الأشياء التي أحبها الراحلون في حياتهم، ثم يشعلون البخور ويحرقون الأوراق ويقدمون احترامهم واقفين صامتين أمام القبور، ويصنعون الكعك من الأرز ويرتدون قبعات مصنوعة من أوراق الشجر فوق رؤوسهم، كما يقدمون الهدايا للموتى، وبعض هذه الهدايا تتضمن أوراقا مالية مقلدة فئة 100 يوان وبعض الصور التي تتضمن هواتف محمولة من نوعية «آى فون» و«آى باد» وصورا للذهب والمجوهرات، وهى كما يعتقدون تدخل البهجة على الموتى وتشعرهم بالسعادة والتسلية فى قبورهم. كما يقومون بتأجير اشخاص يبكون على رحيلهم. وبعكس الحزن الذي يعبر عنه الناس عند زيارتهم للقبور، يتمتع الصينيون خلال هذا العيد بمظاهر الفرح والأمل لتزامن هذا العيد مع دخول فصل الربيع، فتبدو الدنيا حيوية ونشيطة، ويخرج الناس لزيارة المناظر الطبيعية والآثار التاريخية، وإطلاق الطائرات الورقية من النشاطات التي يحبها الناس في موسم تشينغمينغ، ويمارسونها في نهار العيد وليلته، كما يقومون بتعليق سلسلة من الفوانيس الملونة على الطيارات فتبدو كالنجوم المتلألئة مع الطائرات الورقية المنطلقة.