لبلبة الشهيرة بنونيا، ستبقى دوماً طفلة تحتفي بشقاوتها ومرحها، ولا ترغب في أن تغادر هذه المرحلة التي يعيشها الجمهور معها بتفاصيلها كافة. في أرشيفها أكثر من 90 عملا فنياً أدت فيها أدواراً مختلفة وقدمت أغنيات متنوعة عاطفية وأخرى موجهة إلى الأطفال، وأمتعت مشاهديها من المحيط إلى الخليج. اليوم، تنشغل لبلبة بجمع أرشيفها الغنائي بعد أعوام من التجاهل. عن مجمل مسيرتها الفنية، ومشاريعها الأخيرة، ومشاركتها في المهرجانات السينمائية، ورأيها في سينما الشباب كانت الدردشة التالية معها. لماذا قررت جمع أرشيفك الغنائي بعد تجاهله فترة طويلة؟ أرفض كلمة «تجاهل»، يمكن أن نسمي تلك الفترة انشغالاً بالتمثيل، رغماً عني، ثم سرقني الوقت، وكلما تقدمت السنوات صعب الحصول على نسخ من الأغاني التي قدمتها فقلّت حماستي، خصوصاً أن ثمة أغنيات أديتها ضمن أفلام وأخرى في برامج، بالإضافة إلى أغنيات مصورة في التلفزيون. عندما قررت جمع أرشيفي الغنائي فرحت لمجرد اتخاذ خطوات في هذا الشأن، لأن الأمر أعادني إلى فترة أحبها في مسيرتي الفنية، فاستعدت ذكريات جميلة رحل كثير من أبطالها عن عالمنا، وبقيت ذكراهم الطيبة والعطرة بيننا. ما صحة ما يتردد من أن الموسيقار عمار الشريعي أحد أبرز المعاونين لك في جمع أرشيفك الغنائي؟ تربطني علاقة صداقة بالموسيقار العبقري عمار الشريعي وزوجته وابنه الوحيد مراد، فهو شخص ودود وجاري ونتبادل الزيارات، وكثيراً ما أجري حوارات صحافية في الاستوديو الخاص به لأنه يقع بالقرب من منزلي. فضلاً عن ذلك، لا تخفى موهبته على أحد، فهو قدم روائع وأنا أشعر بالراحة معه، بالإضافة إلى أنه تحمّس لفكرة البحث عن أرشيفي الغنائي وتجميعه باعتبار أنه قدم لي أغنيات عدّة. كم يبلغ رصيدك الغنائي؟ حوالى 300 أغنية، ثمة أسطوانات قدمتها في بداياتي تعرضت للتلف أو لم تعد بحالتها الأصلية. بالتالي، لا أعرف كيف أتصرف في هذا الأمر، وبخبرته قد يجد عمار الشريعي لي حلولاً. أتمنى تحقيق حلمي هذا لأن الغناء والتقليد موهبتان عرفت بهما في بداياتي الفنية، وأود اليوم استعادة ذكرياتي مع الشباب الذين فاجأوني بأنهم يحفظون أغنياتي القديمة ويرددونها، لذا أفتخر بما قدمته على مدار الأعوام. كيف عشتِ عيد الأم الذي حلّ منذ فترة وأنت ودعت والدتك قبل عامين تقريباً؟ تذكرت الأيام الجميلة التي كنت أمضيها مع والدتي رحمها الله، والهدايا التي قدمتها إليها وأعجبتها. يعلم المحيطون بي مدى تعلقي بها منذ كنت طفلة وحتى آخر لحظات حياتها وبعدما فارقت الحياة. لم أرزق بأطفال وهذا قضاء الله، تكفيني أمومتي التي أمارسها مع أبناء شقيقي، فأنا متعلقة بهم وهم يعاملونني كأم لهم. أحمد الله على أنني مترابطة مع عائلتي وأقاربي، فهذه نعمة، وأدعو الجميع إلى رد الجميل لأهلهم، والعمل على إسعادهم بشتى الطرق، لأنهم أحلى ما في الوجود، ولهم فضل علينا، فأبسط شيء أن نسعدهم بهدية أو كلمة طيبة في كل أيام السنة وليس في عيد الأم فحسب. ما رأيك بالمهرجانات السينمائية التي تحققين حضوراً بارزاً فيها؟ أعشق التجمعات الفنية والمهرجانات لأنها مساحة لتلاقي الأفكار والاطلاع على فنون أخرى، وفرصة لمشاهدة كل جديد في السينما، خصوصاً أن الظروف لا تسمح دوماً لنا بمتابعة العروض كافة. عموماً، أجد نفسي في المهرجانات وأرحب بالدعوات التي أتلقاها من المهرجانات المحترمة مثل: «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، «مهرجان أبو ظبي السينمائي»، «مهرجان بيروت السينمائي الدولي»... وكيف تقيّمين مشاركتك الأخيرة في لجنة تحكيم «مهرجان أوسكار السينما المصرية»؟ وفر لي المهرجان فرصة لمشاهدة إبداع الأجيال الجديدة ومحاولة أعطائهم حقهم، فقد سعدت بهذه التحربة وأبهرتني الأفلام التي شاهدتها. في المناسبة، ما رأيك بسينما الشباب؟ فوجئت بموهبة هذا الجيل وشجاعته، مثلا دنيا سمير غانم وأحمد حلمي وأحمد مكي من الفنانين الموهوبين للغاية، ويذكرونني ببداياتي عندما كنت أؤدي أدواراً كوميدية مختلفة. عموماً، سينما الشباب ممتعة، على عكس ما يرى كثيرون، وتحمل نضجاً ووعياً وفكراً مختلفاً وأنا معجبة بها، بدليل أنني لا أتردد في المشاركة في أعمالهم التي أجدها مميزة. كيف تمضين يومك؟ أطالع الصحف وأمارس الرياضة في الصباح، وألتقي أصدقائي في المساء، ويزورني أخي وأولاده من حين إلى آخر، وأسافر إلى بيروت كل فترة لزيارة صديقة لي. وما صحة استعدادك لعمل فني جديد يجمعك بنجم الكوميديا عادل إمام؟ لا أساس له من الصحة. لا وجود لفيلم سينمائي يجمعني بعادل إمام قريباً، وإن كنت أتمنى ذلك.