قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير إن بلاده تمر بأخطر مرحلة في تطبيق اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب، وهي الاستفتاء على مصير الجنوب. ومن جهة أخرى يعتزم جنوب السودان إعادة مليون ونصف مليون نازح من أبناء الجنوب يعيشون بالشمال في وقت مناسب للتصويت في الاستفتاء. ودعا الرئيس السوداني الحريصين على وحدة السودان إلى تنظيم حملات لدعم تلك الوحدة. لكنه أعلن التزام حكومته بتنفيذ اتفاق السلام إلى نهاياته وإن حوى أخطر بند ربما قسم السودان إلى دولتين وهو الاستفتاء. يأتي ذلك فيما كثف المسؤولون في حكومة البشير تحركاتهم السياسية الهادفة إلى جعل الوحدة بين الشمال والجنوب السوداني الخيار الأمثل. وفي السياق أفادت وثائق حكومية بأن جنوب السودان يعتزم إعادة مليون ونصف مليون نازح من أبناء جنوب السودان يعيشون بالشمال في وقت مناسب للتصويت في الاستفتاء على استقلال الجنوب. وأشارت وثيقة أعدتها وزارة الشؤون الإنسانية في حكومة جنوب السودان التي تتمتع بحكم شبه ذاتي إلى أن الاستفتاء المقبل يتطلب مشاركة جميع المهجرين من جنوب السودان القاطنين في الشمال، والذين عبروا عن رغبتهم في العودة إلى الجنوب للاكتتاب في عملية الاستفتاء. وقالت وزارة الشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث إنها تستهدف إعادة 1.5 مليون من أبناء الجنوب في الشمال يقولون إنهم يريدون التصويت في الجنوب بموجب خطة أطلق عليها اسم "عد للوطن لتختار" وهي إستراتيجية أعدتها حكومة الجنوب. ميزانية ويهدف برنامج الترحيل الطارئ وشعاره إلى تمويل عودة الجنوبيين إلى جنوب السودان خلال فترة الاستفتاء، وقد زود الصندوق بميزانية قدرها 60 مليون جنيه سوداني (25 مليون دولار). وأفادت وثائق وزارة الشؤون الإنسانية بأن حكومة جنوب السودان "قبلت تحدي تنظيم برنامج نقل النازحين في أي مكان قد يوجدون فيه في ولايات الشمال". ويجري تخصيص نصف المبلغ المقترح للنقل من خلال الشاحنات والقطارات والحافلات والسفن، والنصف الآخر لتغطية جوانب تتعلق بالإمداد مثل الغذاء والأمن أثناء النقل. يذكر أن الاستفتاء حول استقلال جنوب السودان هو البند الرئيسي في اتفاق السلام الشامل الذي وضع حدا في 2005 لأكثر من عقدين من الحرب الأهلية بين الشمال حيث الغالبية مسلمة والجنوب حيث الغالبية مسيحية. وخلف النزاع مليوني قتيل وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وليس من المعروف الأعداد الرسمية للناخبين الذين سيشاركون في الاستفتاء الذي سيقرر مستقبل أكبر دولة في أفريقيا. وسيتمكن الجنوبيون الذين يعيشون خارج المنطقة التي تتمتع بشبه استقلال من التصويت بمجرد أن يثبتوا أصولهم الجنوبية.