في أحد أهم الاكتشافات الأثرية في واحة الخارجة في مصر، عثرت بعثة الآثار المصرية - الأميركية المشتركة على بقايا أقدم منطقة سكنية وإدارية متكاملة تكتشف في هذه المنطقة. الكشف الذي أنجزته البعثة الأميركية من جامعة ييل، بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار المصري، كان بالقرب من جبل غويطة في منطقة أم المواجير بالواحة. وأرجعه الدكتور زاهي حواس، الأمين العام للمجلس، إلى «عصر الانتقال الثاني»، وتابع أن المنطقة السكنية تمتد بطول كيلومتر واحد من الشمال إلى الجنوب وبعرض 250 مترا من الشرق إلى الغرب. حواس ذكر أيضا أن المنطقة كانت تقع على طريق القوافل التجارية بين مصر ودارفور في غرب السودان، وأن الكشف جاء أثناء أعمال المسح الأثري التي أجرتها البعثة لتحديد طرق التجارة التي استخدمت قديما بين مصر والسودان وتصويرها وتسجيلها. وأضاف أن الشواهد الأثرية التي عثرت عليها البعثة داخل المنطقة تدل على أن سكان هذه المنطقة كانوا جزءا من مجمع إداري وخدمي ضخم. من جهة ثانية قال الدكتور جون كوليمان دارنيل، رئيس البعثة الأميركية، إنه أثناء أعمال التنقيب عثرت البعثة على بقايا مبان إدارية ضخمة من الطوب اللبن مزودة بحجرات وممرات شبيهة بتلك التي عثر عليها من قبل في منطقة وادي النيل، وعثرت البعثة أيضا على بقايا مخبز مزود بفرنين، والعجلة التي استخدمها المصريون القدماء لصناعة الأواني اللازمة لحفظ الخبز وصناعته. وأردف: «إن حجم وكمية الأواني التي عثرت عليها البعثة داخل الرديم يدلان على وجود حركة نشطة ودائمة لعملية إعداد الخبز لدرجة أن الكمية المنتجة منه يمكن أن تكفي لتغذية جيش كامل».