أعلن وزير التجارة السوداني عثمان عمر الشريف أن وفد بلاده المشارك في المؤتمر ال 13 ل «مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية» (أونكتاد) أثار قضية انضمام السودان إلى منظمة التجارة العالمية، مؤكداً أن هذه المسألة تمثل «أبرز الصعوبات التي تواجهنا حالياً». ولفت إلى أن «الانضمام للمنظمة يمر بمراحل معقدة ومفاوضات مطوّلة ولجان عديدة على رغم أن القواعد الأساس المنشئة للمنظمة تتضمن في مادتها ال 12 نصاً يطالب المجتمع الدولي بتسهيل إجراءات انضمام الدول النامية». وقال ل «الحياة»: «طالبنا الدول المشاركة في المؤتمر بتوحيد كلمتها في شأن تسهيل انضمام الدول النامية إلى منظمة التجارة الدولية، كما طالبنا بضرورة عدم الزج بالمواقف السياسية في القضايا التجارية والفصل بين السياسة والاقتصاد وإيقاف الحصار الاقتصادي وفرض العقوبات الاقتصادية على الدول النامية». وأوضح أن السودان يواجه «حصاراً اقتصادياً من الدول الغربية، بينما حظرت الولاياتالمتحدة حصوله على تقنية تشغيل مصنع النيل الأبيض لإنتاج السكر، الذي كان مقرراً افتتاحه قبل أيام»، واصفاً المواقف الأميركية تجاه الخرطوم بأنها «جائرة، وإذا تم تقييمها فهي غير إنسانية وتصبو إلى مستوى احتقار حقوق الإنسان». وفيما أشار الشريف إلى أن بلاده أثارت أيضاً قضية الديون، قال: «طلبنا الاستفادة من كل الشروط التي يضعها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لإعفاء ديون الدول النامية والأقل نمواً، وهو شرط ضروري لتعافي الاقتصاد العالمي». ورداً على سؤال حول إمكان الفصل بين السياسة والاقتصاد، قال: «الأمر صعب لأن الدول الغنية التي تتحكم في القرار السياسي تريد توجيه الاقتصاد العالمي، وببساطة، الدول الكبيرة تمارس قرصنة على الدول الصغيرة». وأشار إلى أن «السودان مرّ بظروف صعبة اقتصادياً عقب انفصال الجنوب، ابتداءً من مواجهة عجز نسبته 54 في المئة في موازنة عام 2010 – 2011، ولكننا خرجنا من الأزمة بإمكاناتنا». وأضاف: «لدينا الآن البرنامج الثلاثي ونركز على السلع الزراعية واكتشاف أسواق جديدة ونعمل على تسريع الصادرات، خصوصاً الثروة الحيوانية، ونضغط على المصروفات الحكومية بإجراءات سميناها البرنامج الاسعافي الثلاثي». وأكد عدم «التخوّف من ندرة السلع بعد الحرب، ولكن قد ترتفع الأسعار، ولدينا احتياط استراتيجي من السلع الضرورية، مثل القمح والذرة»، مشدّداً على أن «السودان لن يدخل في متاهات حدثت في الثمانينات وتسببت بمجاعة»، متوقعاً نجاح الموسم الزراعي في حل الكثير من المشكلات. ورداً على إمكان توقف انسياب السلع بين الشمال والجنوب قال: «علاقتنا مع الجنوب أزلية حيث يوجد متشددون ولديهم درجة من الحماقة وعدم تقدير للموقف أو أن إغراءات من دول أوروبية وإسرائيل أثرت بهم»، لافتاً إلى أن رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت أكد أنه إذا لم يتم التوصل إلى حلول سريعة فإن بلاده ستتعرض لأزمة كبيرة». وأوضح أن الحرب أوقفت التجارة بين الجانبين، كما أن تهريب السلع لا يمكن أن يستمر في ظل الحرب، ما سينعكس على الأسواق في أعالي النيل والوحدة، وهي مناطق في جنوب السودان، كما سينعكس على السودان لأن عدداً كبيراً من الشماليين ترتبط مصالحهم بالتجارة مع الجنوب» دار الحياة