نفت الدكتورة أسماء بن قادة طليقة يوسف القرضاوي الأنباء التي تداولتها وسائل الإعلام بشأن تدخل الشيخة موزة عقيلة أمير قطر لدى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة من أجل قبول ملف ترشيحها للانتخابات البرلمانية القادمة في الجزائر، مؤكدة على أنها تكره اسم 'طليقة القرضاوي'، ولا تحبذ أن تعرف به في وسائل الإعلام. وأضافت الأكاديمية أسماء بن قادة في تصريحات ل'القدس العربي' أن قرارها الترشح للانتخابات البرلمانية القادمة لم يكن اعتباطيا، وأنه جاء في أعقاب الإصلاحات السياسية التي باشرتها السلطات منذ نيسان (أبريل) من العام الماضي. وردا على سؤال يتعلق بالدافع الذي جعلها تقرر دخول مجال العمل السياسي، أجابت قائلة 'إن الدافع الذي يقف خلف قرار المشاركة في الانتخابات يكمن في ذلك الالتقاء والتقاطع بين مضمون الإصلاحات التي طرحها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة واتجاهي في التفكير حول مجمل القضايا التي تضمنتها الإصلاحات ومنهجية تناولها، لاسيما اتجاه الاستثمار في رأس المال الفكري والمعرفي في تنفيذها، بالاعتماد على كتل تستوعب التحولات المتسارعة الجارية على مستوى الواقع الفعلي، وتملك ذهنية استباقية مدركة للتحول الجاري في مفهوم الزمن والإيقاع الاستعجالي والمتسارع للتفاعلات ذات البعد المعرفي والاقتصادي والاستراتيجي'. واعتبرت أن هذا الاتجاه تضمنته أهم سيناريوهات علماء الدراسات المستقبلية، عندما أكدوا بأن تحولا يجري اليوم في نطاق أشخاص السلطة والعمل السياسي، ففي المراحل الأولى للتاريخ آلت صناعة القرار وممارسة السلطة لملاك الأراضي والجنود، ثم أصبحت لأصحاب المصانع والشركات وهي في طريقها للعاملين في مجال العلم والتكنوقراط، باعتبارهم اليوم المصدر الفعلي للثروة، فضلا على أن الثورة المعرفية كانت دائما سابقة لأي تحول حقيقي. وأوضحت الدكتورة أسماء بن قادة 'لقد حان الأوان لتغيير أنظمة تفكيرنا وذهنياتنا وخريطتنا الإدراكية'، مؤكدة على 'أن تركيز بوتفليقة على الخبراء والأكاديميين، توجه استراتيجي غاية في الأهمية، على اعتبار أنه يأتي في سياق استكمال مراحل البرنامج الرئاسي الذي بدأ بتحقيق الأمن والاستقرار من خلال الوئام والمصالحة، كما عمل على تلبية الاحتياجات الأساسية للمواطن الجزائري مثل المشاريع الضخمة للسكن والرعاية الصحية والمراكز الجامعية وتهيئة البنية التحتية...الخ بالمفهوم الذي قصدته'. أما فيما يتعلق باختيارها الترشح ضمن صفوف حزب جبهة التحرير الوطني بدل الترشح ضمن قوائم الأحزاب الإسلامية، فقالت أسماء 'جبهة التحرير هي الحزب الجامع المانع الذي أجد فيه نفسي، برصيده ومبادئه وثوابته أعيش في انسجام تام مع ذاتي، سواء تعلق الأمر بالهوية وما يرتبط بها من دين ولغة وعرق وثقافة أو بثوابت السيادة والوحدة أو الديموقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية، فجبهة التحرير هي بمثابة الروح للذات الوطنية الجزائرية، أما من حيث البرامج فإن جبهة التحرير بما تملكه من خبرة وتراكم وخزان الكوادر والخبراء هي الأقدر على استيعاب وتنفيذ إصلاحات الرئيس بوتفليقة'. وأكدت على أن أدلجة الدين تزعجها، مشيرة إلى أن 'ما عرف بالإسلام السياسي لم يكن سوى مرحلة جاءت في سياق تفاعلات المراحل المباشرة لما بعد فترات الاحتلال، فنحن مسلمون والإسلام هو الاسم الذي اختاره الله عز وجل لدينه بعيدا عن كل تلك المسميات كالإسلام المعتدل أو الوسطي أو الأوروبي أو التاريخي، وكأن مفردة الإسلام عاجزة على أن تفي بالمعنى وكأننا في موقف دفاعي عن الإسلام، بينما تلك المسميات كلها نتاج لمراكز التفكير الغربية التي تنحت المصطلحات والمسميات في كل مرحلة وفقا لاستراتيجياتها ومصالحها لتلك المراحل'. واعتبرت أنها تؤمن بالإسلام الرسالي الذي يعبر عنه بجوهر الإسلام ومقاصده وهو ما يتحدد عند جبهة التحرير بالمبادئ الإسلامية كما جاء في بيان أول تشرين الثاني (نوفمبر). وردا على سؤال حول دور البرلمان القادم والتشاؤم الذي يصاحب الانتخابات البرلمانية أوضحت الدكتورة أسماء: ليس من عادتي إصدار الأحكام من خلال الانطباعات المباشرة أو من منطلق التعميم، وقد تابع الكثيرون مداولات البرلمان حول الإصلاحات، وبعض التجاذبات الجزئية التي جرت بين الأحزاب حول بعض القضايا التي صوتت عليها الكتل النيابية بكل حرية، وقد امتنع البعض عن التصويت على جزئية من جزئياتها وصوتت على أغلبيتها واختلفت حول أمور أخرى وبالتالي فإن الموضوع كما يصور في وسائل الإعلام عن كون البرلمان مجرد غرفة تسجيل. أما فيما يتعلق بالموضوع الذي أثار جدلا بخصوص تدخل الشيخة موزة لدى الرئيس بوتفليقة لقبول ملف ترشيح أسماء بن قادة، فأكدت على أن 'الشيخة موزة بنت ناصر المسند تقف وراء انجازات مهمة في قطر، وعلى رأسها مؤسسة قطر للتربية والعلوم، والمجلس الأعلى للأسرة، وخارج قطر مثل المركز التطوعي للعمل العربي، وبيني وبينها مودة وتواصل، ولكن تبقى لكل دولة السيادة الكاملة على مؤسساتها وتحديد مرشحيها لها، فالخبر عار عن الصحة ولا أساس له من الواقع'. وفضلت أسماء بن قادة عدم الرد على الأسئلة المتعلقة بحياتها السابقة مع الشيخ يوسف القرضاوي، مؤكدة على أنها ستكتب كل شيء في مذكراتها، مشددة على أنها تشعر بنفسها أفضل اليوم. القدس العربي