كانت تريزا ناياكوث التي تبلغ 24 عاما" من العمر، وهي أم لطفلين، تتسوق في السوق القريب من منزلها في روبخونا، في مدينة بنتيو بجنوب السودان، عندما سقطت قنبلة سودانية بقربها، فقتلت فتىً مراهقاً على الفور، وتوفي آخر في وقت لاحق من ذلك اليوم في المستشفى متأثراً بحروقه وجروح في رأسه. وأصيب حوالى 12 شخصاً في التفجير الذي تسبب في نشر حالة من الذعر بين المجتمعات المحلية. وكان قد قتل خمسة أشخاص على الأقل منذ فترة وجيزة، عندما انفجرت قنبلة في مقهى في بنتيو، عاصمة ولاية الوحدة. وأثناء زيارة إيرين لبنتيو، سقط صاروخان بالقرب من الجسر المؤدي إلى روبخونا. ووفقاً لما ذكره مسؤولون في جنوب السودان، فقد تم قصف بنتيو، التي تبعد 70 كيلومتراً على الأقل عن الحدود مع السودان، أربع مرات خلال 10 أيام. وقد تحدّث السكان إلى شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) للتعبير عن إحباطهم لأنه بالرغم من رضوخ جنوب السودان للضغوط الدولية بالانسحاب من حقول النفط الحدودية المتنازع عليها في منطقة هجليج، تجاهل السودان الضغوط المماثلة لوقف هجماته الجوية على جنوب الحدود. وتتذكر ناياكوث أحداث ذلك اليوم المشؤوم وتقول: "سمعت بعض الضوضاء عندما قامت الطائرة بقصف الناس، ففرّ الجميع على الفور، ثم رأيت صبياً تعرض للقصف ومات. كانت المتاجر تحترق والجميع خائف من الطائرة. كان الصبي عادةً يذهب إلى المدرسة ويستمتع بلعب كرة القدم مع أقرانه، ولكن والده طلب منه يومها أن يذهب مع ثلاثة أولاد آخرين ليشتري بعض الأحذية. فقُتل وهو ما زال يحمل الحذاء الذي كان قد اشتراه للتو. لقد كان مجرد صبي مراهق، لا ذنب له... "سقطت القنبلة الرئيسية على ذلك المحل ثم امتدت النيران إلى محلين آخرين. يبدو أن الطائرة جاءت لتقتل الناس. فهي لم تستهدف الجيش لأنها لو أرادت النيل من الجيش لكانت قصفت الخطوط الأمامية... أخشى من وجودي هنا الآن، لا سيما وأن جميع ألواح السور حول منزلي انهارت يوم القصف. كان الأطفال هناك ووحده الله كان يعلم إن كان سينجو أحد حينها... "أخاف من البقاء في المنزل ولكن ليس لدي مكان آخر أذهب إليه. لقد خفنا كثراً عندما انسحبت القوات من هجليج، وثمة العديد من قوات الجيش أينما كان الآن (هناك ثكنات ومهبط للطائرات على بعد كيلومترات قليلة) وأخشى أن يأتي العدو إلى المدينة لأنهم لا يرون ما يكفي من الجنود في الخط الأمامي. أصبح المكان فارغاً بعد أن فر معظم جيراني من منزلين مجاورين لي وخمس منازل مقابل منزلي ومنازل أخرى على الجانب الآخر".