غادر الانجليز بلاد السودان بعد الاستقلال 1956 تاركين خلف قفاهم أربع منشآت (جكينه) كل من هذه الصروح تشكل إضافة نوعية كعجائب الدنيا السبع تتحدث بنعم الإله على السودانيين وهي: كلية غردون التذكارية/ الخدمة المدنية/ سكك حديد السودان/ مشروع الجزيرة العملاق، جميعها يتجلى فيها الإبداع والانجاز والإعجاز. مشروع الجزيرة محور حكينا مرتكز البلاد في مساحة سهلة منبسطة تبلغ 2.2مليون فدانا، تروى بانسيابية صناعية حديثة في بلاد مساحتها مليون ميل مربع" شرموه" فتافيت المتساقط من سكين القطع بالتعاون مع العوالق على حواف المدية، وقلصوه إلى ( 600) ألف كيلو مترا لا غير، وذهبت من ثروته النفطية النغمة (75%) وما شهدنه هجليج خير مثال صارخ لما كنا نحذِّر منه بكل المتاح لتلافي اشتعال نار الحروب التي وقودها الإنسان حتى لو افترضنا مجرد افتراض إن هجليج غير متنازع عليها، فإن السيادة هي السيادة لا تتجزأ وهنالك الاحتلال الاستيطاني في (حلايب وشلاتين وأبو رماد) واحتلال الأراضي السودانية الزراعية في(الفشقة وسندي باسندة) لماذا عين الرضا شرقاً وشمالاً وعين البغض جنوباً؟ لماذا الكيل بمكيالين للغة واحدة( أسود هجليج في حلايب نعام ) وسنظل نكرر بلا فتور خطنا الداعم للسلام العادل لكي لا نقع فريسة سائقة لهلاويس اللوث الهوجاء في ( دفرة، آبيي، بليله، بشائر، أبو جابرة، توماساوس، النار، تور، الحر)رحل (35%) من الأنفس في موسم الهجرة بعد الانفصال الفجيعة( وليخسأ الخاسئون) ولكن حدث البسمع لأنه ما برح الجنوب الجديد في دارفور خمس ولايات، إضافة إلى ولاية جنوب كردفان وولاية النيل الأزرق المجموع سبع ولايات يفور التنور فيها من( أم دافوق ) في أقصى الغرب حتى (خور شيما) في مناطق التماس مع الحبشة وعليه دمر الأشرار ما عمره الأخيار ويتحمل المؤتمر الحاكم تبعات المسؤولية وحده بدون شراكة غبية إلا من إطرافه المجاذبة في سباق مارثون حبل الكذب، لا نجعل من المشروع ( كربلاء) أخرى والجزيرة (الطف) ونلطم صقعاً للجرة والحقيقة العلقم في بداية كل موسم زراعي ما انفكت السياسة الزراعية مجهولة لدى المزارعين يحفها الغموض وعدم الشفافية بقدر التعلق بالعمليات الزراعية وحفر أبو عشرين وتحضير الأرض( دسك،طرح، هرو، خلخال، حرث، تقطيع سراب، جداول وتقانت وأبو ستة ، طراد، إزالة مكعبات الأطماء، وتطهير الحشائش من المواجر والترع والفرعيات ، وصيانة الكباري والأبواب والصفرة والقناطر والفم والبانكيت والقياسات ومناسيب المياه والكنتور وتجهيز مصارف تصفية المياه من الغرق والتمويل أي الكارثة ومدخلات الإنتاج من سمتد وسيوبر فوسفات وتقاوي وبذور ومبيد حشائش ورش طيران والأسعار والسلفيات وألية السداد، خاصة بعد أن رفعت المالية يدها من المشروع) ومنذ تدخل البنك الدولي في المشروع 1992 وشركات الرأسمالية الطفيلية الانتهازية كثيرمن المزارعين رفضوا محفظة البنك ونظام الكمبيالة وتظهير الشيك الذي يمهد الطريق السالك إلى السجون ليبقى المزارع حتى السداد وفق المادة(179 )من القانون الجنائي 1991 أو حتى الممات حالهم تجار الكسر في الحاج عبد الله والحوش والفاشر والحداد، وفي الموسم السابق فشلت سياسة نظام الشركات المتكاملة وفشل البنك الزراعي وفشلت شركة الأقطان في التسويق حيث سعرت قنطار القطن خام بمبلغ (400) جنيها فرز واحد وهنالك تتعد نوعية الفرز من واحد إلى تسعة وبين كل فرز وأخر فرق (20) جنيها تنازلياً حسب النظافة والجودة وإلى كتابة هذه السطور لم يتحصل المزارعين على مستحقاتهم. عاني المزارعين التكلفة الغالية والعطش المزمن والتسويق الرخيص وفشل التأمين الزراعي عبر شركة شيكان وفشلت روابط مستخدمي المياه، وأخيرا حلت وهي عمود فقري في قانون 2005 الخجول وتم حل مجلس إدارة المشروع، فهنالك فشل قادم بقوة بتعيين المتعافي رئيساً لمجلس الإدارة( حشف وسوء كيل) وحالياً ما اجتمع أثنين من الجزيرة إلا وكان المشروع ثالثهما ، وفي المقابل تصدت قطاعات واسعة من المزارعين وتحالف المزارعين رافضين هذا التعيين وأعلنوها صراحة بإصدار البيانات وقالوا : ( إن هذا التعيين إعادة إنتاج لإدمان الفشل الدائري وانهيار المشروع في ظل قانون 2005وقانون تنظيم أصحاب الإنتاج الزراعي والحيواني 2010م السيئين) لا يمكن لهذين القانونين اللذين سببا ربكة في المشروع إن يحلا محل خمس مؤسسات ( مجلس الإنتاج في التفاتيش، الصمد، الخفير، المفتش، مهندس الري) فشل المعاونون خفراء الهدف وفشل اتحاد المزارعين الفراري وفشل ما يسمى بالنهضة الزراعية، وفشل مرشدي الأقسام وحينما تفتقد الإدارة تتجافى قوة القرار مضاجع النواصب الذين ناصبوا السودانيين العداوة والبغضاء واستهدفوا الجزيرة في مشروعها، قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق) وظل المزارع محبط مثبط الهمه وقبل مجئ طواحين الهواء هؤلاء كانت همة المزارع جياشة متقدة الجذوة صيفها صيفين وشتائها شتائين حيث يزرع في الصيف محصولين مختلفين في ثلاث ( قصاد) واحد وتوظيف عشرين فدان الى أربعين فدان في الموسم ،أما حالياً ( عرب وين طمبوره وين) وما زال المزارع المنكوب يشكو لنا ويكرر الشكوى ل( الميدان) وحتى تمنينا لو إنه سكت إن نطقت مت وإن سكت مت فقلها ومت. الميدان