إذا قدر لك أن تزور العاصمة السعودية الرياض فلا بد أن تزور شارع غبيرا العام الذي يعود تاريخ ارتباط السودانيين به لأكثر من ثلاثة عقود ماضية، حتى أضحى الشارع الشهير يرتبط بكل ما هو سوداني، حيث تتمدد محال الثياب السودانية والمطاعم الشعبية ومحال بيع المنتجات السودانية بمختلف أنواعها، إلى جانب تجمع أعداد كبيرة من السودانيين بالشارع خاصة خلال ساعات المساء، ولكل منهم حكاية.. وعبر حلقات سوف نستعرض إفادات السودانيين الذين استقروا او ارتبطوا بشارع غبيرا العام، وسنرصد كثيراً من المشاهد والحكايات. بداية تحدث العم ساتي عن بدايات شارع غبيرا وقال: «نحن كنا من أوائل الذين افتتحوا محالاً تجارية بالشارع، وقد كان عدد السودانيين قليلاً، وبمضي عدة لسنوات ارتفعت نسبة السودانيين، وتنوعت أنشطتهم حتى أصبح الشارع كما تشاهدونه اليوم. وأوضح أن كل السودانيين المقيمين بالرياض لا بد أنهم قد عبروا من هذا الشارع، كما أن «شيلة العريس» غالباً ما تجهز من هنا، حيث تُباع أرقى الثياب النسائية والعطور «اللينة والجافة»، إضافة إلى أن الشارع يمثل ملتقى عاماً للسودانيين. وأكد محمد المقالي أن بداية شارع غبيرا العام كان بثلاثة محال فقط، وهي بامفلح وباجمال وهما من الحضارمة، ومحل عوض الشبلي وهو المكان الذي يمثل نقطة انطلاق أعمالنا من خلال معرض «أبو ظبي» للثياب الحديثة. وقال: لقد التحقت بهذا الشارع مطلع عام 1994م، وقد وجدت نفسي فيه، حيث يشعر الإنسان كأنه داخل وطنه لتعدد أنماط السودانيين الذين يعبرون من هذا الشارع. وقال محمد جاد الله: سنوات طويلة مضت ونحن نعمل بهذا الشارع الذي يكاد يجمع كل مكونات المجتمع السوداني، وتناغماً مع تعلقنا بالسودان كانت «سواكن» اسماً لمحلنا. وأوضح جاد الله وهو رجل له اهتمامات وكتابات في المجال الصحافي، أن للشارع أسراراً وحكايات مدهشة، فهو يجمع من لا يجدون عملاً والذين يعملون في مختلف المهن، كما أن الذين يسعون للدردشة يحضرون الى هنا كل مساء. وأشار إلى أن العمل بالشارع موسمي ويرتبط بإجازات الصيف والاعياد حينما يتجه قطاع كبير من المغتربين الى العودة الى الوطن. وقال بحر الدين الطاهر محمد نور: قبل «14» عاماً أعمل بأحد أشهر المطاعم بشارع غبيرا العام، وأشعر بأنني أعمل في أم درمان أو بحري، حيث يتلاشى هنا الإحساس بالغربة أمام هذا العدد الكبيرة من السودانيين. وأضاف قائلاً: المطعم الذي أعمل به تحضر إليه يومياً أعداد كبيرة من السودانيين بمختلف تخصصاتهم، فمنهم الطبيب والمهندس والأستاذ الجامعي والسائق وراعي الضأن والتاجر الخ.. وبين كل هؤلاء تنشأ نقاشات جميلة..