(الشارقة) صدر حديثاً ضمن سلسلة “دراسات" في منشورات الهيئة العربية للمسرح كتاب جديد للباحث الدكتور بشير عباس بشير بعنوان “الأدب المسرحي في السودان.. نشأته وتطوره" ويقع في 250 صفحة من القطع المتوسط. وقسم الكتاب إلى ثلاثة أبواب في كل باب فصلان، إضافة إلى خاتمة وملحق للصور، في الباب الأول استعرض الباحث بدايات المسرح السوداني مبينا الدور الكبير الذي لعبته المدارس باحتضانها هذا الفن الوافد على الثقافة السودانية، إذ ان أول نشاط مسرحي منظم شهدته مدرسة رفاعة في 1903 وذهب ريعه لتأهيل مباني المدرسة بحسب ما ذكر الشيخ بابكر بدري (1861 1954) في كتابه “حياتي". ويستعرض الباحث ايضا دور الجاليات العربية، وتحديدا المصرية والشامية، في تكريس فن المسرح عبر ما كانت تقدمه من عروض في انديتها بالخرطوم. وفي الباب ذاته تحدث الباحث عن النقد الذي رافق تلك البدايات المسرحية بخاصة بعد فترة الثلاثينيات حيث بدأ المجال المسرحي يفرز خصائصه ويحدد ملامحه بفضل بروز العديد من الكتاب والمخرجين المحليين إضافة إلى ظهور المجلات الادبية كالنهضة والفجر والحضارة ما كان له أثره الواضح في حضور بعض الأسماء النقدية وإن لم تقدم هذه الاسماء سوى بعض الملاحظات النقدية الشكلية والعامة. ويقول الباحث ان نقاد تلك المرحلة غضوا الطرف عن الاشكاليات الفنية ولم يتعمقوا في مساءلة العروض وقتذاك حرصاً منهم على وجود المسرح وانحيازهم له كأداة للتغيير الاجتماعي ولمغالبة المستعمر. “المسرح السوداني الفصيح" هو عنوان الباب الثاني ويعرض خلاله الباحث للنصوص المسرحية التي كُتبت باللغة العربية الفصحى وينقسم هذا الباب إلى فصلين الأول يقارب المسرحيات العربية التي بنيت على مادة تاريخية سواء من التاريخ الاسلامي أو السوداني أو الافريقي أو الفرعوني، أما الفصل الثاني فينشغل بالمسرحيات الاجتماعية، اي التي تناولت قضايا مثل حرية المرأة والحرية السياسية والسلوكيات وسواها. الباب الثالث خصصه الباحث للمسرح الشعبي في السودان سواء اعتمد لغة عامية نثرية أو شعرية، وقرأ الباحث هنا مسرحيات مثل “المك نمر" لإبراهيم العبادي و"تاجوج" و"خراب سوبا" لخالد أبو الروس وسواها من النصوص التي كُتبت في عشرينيات القرن الماضي إلا انها لا زالت تحتفظ بوهجها وبحظوتها في خشبة المسرح السوداني. وإلى جانب بعض الصور، ينشر الباحث في خاتمة بحثه بعض النصوص المسرحية النادرة التي ناقشها. ويمكن القول ان الهيئة العربية للمسرح بنشرها هذا الكتاب، وهو في الأصل اطروحة دكتوراه، اهدت المكتبة العربية مصدراً مهماً في تاريخ المسرح السوداني، وسيعين الباحث المسرحي العربي كثيراً. الاتحاد