هدد عيسى عبد المجيد منصور زعيم قبائل التبو في مدينة الكفرة بجنوب ليبيا بعدم السماح بمشاركة مواطني المنطقة الجنوبية في الانتخابات البرلمانية التي ستجري اليوم (السبت) لاختيار المؤتمر الوطني العام المسؤول عن إعادة تشكيل الدولة الليبية بعد سقوط ومقتل العقيد الراحل معمر القذافي الخريف الماضي. وقال منصور ل«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مقره في مدينة الكفرة، إن هناك ما وصفه بالمقاطعة التامة لقبائل التبو لهذه الانتخابات، متهما المجلس الانتقالي وحكومته المؤقتة بممارسة سياسة التطهير العرقي والإصرار على تبني سياسات النظام السابق في حرمان التبو من حقوقهم كمواطنين عاديين. واعتبر أن فلول نظام القذافي تهيمن على المجلس وحكومته، مشيرا إلى أن استمرار الوضع الراهن في الجنوب قد يؤدي لاحقا إلى حدوث تدخل أجنبي لا يسعى إليه التبو. ونفى منصور استعانة قبائل التبو بمقاتلين من تشاد أو النيجر أو محاولة إجراء اتصالات سرية مع فرنسا لتشجيعها على التدخل لحماية التبو، ووصف ما يجري في الكفرة بأنه نوع من التطهير العرقي على يد ميليشيات معادية للتبو، وموالية للمجلس الوطني الانتقالي. وقال منصور إن الوضع قابل للانفجار في أي لحظة، مشيرا إلى مقتل نحو 1629 وحرق أكثر من 500 منزل، وذلك منذ نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي حتى الآن. وكان منصور من المعارضين لنظام القذافي، وقال ردا على سؤل حول هذه النقطة، بقوله: «للأسف الذين كانوا ضد النظام السابق أصبح ليس لديهم الحق، والناس الذين كانوا مندسين في نظام القذافي هم الآن الذين يمثلون الدولة! مجموعة من مجموعات القذافي تمثل أكثر من 76 في المائة من النظام، لها أجندة خاصة، أما المعارضة الليبية أو المعارضون لنظام القذافي فلا يمثلون أكثر من 3 في المائة بالمجلس الانتقالي». وقال زعيم قبائل التبو في مدينة الكفرة، إننا لا ندعو للانفصال، ونطالب المجلس الانتقالي بسرعة إعطاء الحقوق الخاصة بقبائل التبو والكفرة، فضلا عن تمثيل التبو في ليبيا بالكامل، وتمثيلهم في الوزارات السيادية بالدولة وغير السيادية، وأيضا تمثيلهم في السفارات التابعة لليبيا بالخارج في مختلف البلدان العربية والأفريقية والأوروبية والآسيوية. وعن سبب استخدام السلاح في المطالبة بمطالب سياسية، قال عيسى عبد المجيد منصور: «لم نستخدم السلاح بل إن استخدام السلاح يتم من جانب الميليشيات التابعة للسلطات الليبية، حيث إن التبو لا يملكون الدبابات أو الصواريخ المضادة للطائرات، ومن يملك تلك الأسلحة الثقيلة هم مجموعات تابعة للسلطات الليبية». وعن رؤيته للمآل الذي يمكن أن يصل إليه الوضع في جنوب ليبيا، قال منصور إنه من الممكن أن يصل إلى حد التدخل الأجنبي، «فهناك من يدعي أن التبو تريد تقسيم ليبيا ولكن نحن لا نريد ذلك، بل من يسعى لتقسيم ليبيا هو الذي يحاول التقسيم من الشرق والغرب، وهو الذي وضع بوابات في الوادي الأحمر لمنع دخول الأغذية والمعدات الطبية وغيرها ما بين الشرق والغرب». وتابع قائلا: «نحن ضد الفيدرالية»، متهما مهاجمي التبو باستخدام أسلحة محرمة دوليا ضدهم، وقال: «نحن نطالب فقط بأدنى الحقوق.. لقد وصل الأمر إلى أن جميع الإجراءات موقوفة بالتبو، حتى أولاد التبو ممنوعون من الدراسة في المدارس العامة كما كان يحدث في النظام السابق»، مشيرا إلى سيطرة من سماها «مجموعة النظام السابق» على مؤسسات الدولة الكبرى. وأوضح أنه بعد الثورة الليبية «لم يتغير شيء سوى العلم والنشيد فقط». ورد منصور على الاتهامات التي تقول إن التبو استعانوا بعناصر من تشاد والنيجر وإنهم أجروا اتصالات مع فرنسا، بقوله إن «هذا كلام عار تماما عن الصحة، فجميع وكالات الأنباء والفضائية الليبية العربية وغير العربية نقلت على لسان مسؤولين ليبيين نفيهم وجود أي قوات خارجية أو تدخل خارجي من أي دولة سواء تشاد أو النيجر أو السودان أو أي دولة مجاورة». ووصف منصور الحالة المعيشية للتبو في الكفرة بأنها «صعبة جدا، وتتمثل في انقطاع التيار الكهربائي، وعدم وجود مياه صالحة للشرب، أو أغذية، أو حتى حليب الأطفال، فضلا عن عدم تمكن جرحانا من الوصول إلى المستشفى العام لوقوعه تحت سيطرة ميليشيات تابعة لرئيس الأركان أو ما يسمى بدرع ليبيا. وقال منصور عن مقاتلي التبو وتسليحهم إنهم «مسلحون بأسلحة خفيفة، كلاشنيكوف وغيرها، بهدف الدفاع عن النفس فقط، ولا يملكون الدبابات أو الصواريخ»، وأضاف أن التبو في موقف دفاعي فقط، مشددا على أن قبائل التبو لن تشارك في الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها اليوم، السابع من يوليو (تموز)، وأضاف: «هناك مقاطعة تامة من قبائل التبو في الجنوب الليبي الغربي والشرقي» للانتخابات. الشرق الاوسط