خلال نوم الطفل، يقوم الجسم بمهامّ متعدّدة كإفراز هرمون النموّ. ينتج هذه الهرمون خلال النوم العميق ويعزّز نموّ الأنسجة والتئامها. ينتج الجسم أيضاً خلال هذه الفترة هرمون البرولاكتين، الذي ينشّط الجهاز المناعي. يساعد النوم أيضاً على تنظيم المعلومات المكتسبة خلال اليوم وعلى حفظها. دور النوم لدى الأطفال إذاً بالغ الأهمية، وتختلف خصائصه عن تلك التي يتميّز بها الراشدون. إليكم بعض المعلومات التي قد توضّح لكم الصورة. تختلف الحاجة إلى النوم مع اختلاف أعمار الأطفال. يعلم معظمنا أن الرضّع ينامون حوالى 16 ساعة في اليوم، فهذه الفترة ضرورية لنموهم. أما الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و8 سنوات فينامون بين 10 و11 ساعة في اليوم. لا تختلف فترة النوم كثيراً لدى الطفل ولدى المراهق أيضاً. خلال الشهر الأول، تنقسم فترة النوم إلى مراحل قصيرة من 60 دقيقة تتألف من فترات نوم مضطربة وأخرى هادئة. خلال هذه الفترة، لا يميّز الطفل بين الليل والنهار وينام حوالى 16 ساعة في اليوم. لدى الطفل بين الشهرين والستة أشهر، تختلف فترة النوم لأنه يبدأ بالتمييز بين الليل والنهار. تغلب فترات النوم العميق على فترات النوم المضطرب، ما يسمح للطفل بالنوم لفترة أطول. من المهم إيقاظه في النهار، لأنه يستطيع النوم حتى تسع ساعات ليلاً. خلال عمر الستة أشهر والأربع سنوات، تنخفض فترتا النوم والقيلولة كثيراً. عندما يبلغ الطفل السن الثانية، لا يأخذ سوى قيلولة بعد الغداء. خلال هذه الفترة، يدرك انفصاله عن أهله فيتعلم النوم بمفرده. لمساعدة الطفل على إيجاد نمط النوم الذي يناسبه دعوه ينام في الظلمة واتركوا بعض المجال كي يدخل الضوء خلال القيلولة. كذلك عليكم أن راقبوا إشارات التعب: البكاء، فرك العينين، الانزعاج... الوقت المفضّل كي ينام الطفل، عليكم أن تجهزوا له ظروفاً تشعره بالثقة كأن تتركوا له الباب مفتوحاً، الضوء مضاء وأن تضعوا بجانبه الدمى. يمكنكم أيضاً أن تخبروه القصص والحكايات كي يشعر بالاطمئنان. من المهم أن تعتمدوا العادات نفسها كلّ مساء وفي الوقت نفسه، وعلى الطفل أن يعي أن أمه لن تنام إلى جانبه، لذلك عليها أن تخرج من الغرفة قبل أن ينام. اضطرابات قد يعاني الطفل اضطراباً في النوم، فيستيقظ ليلاً ويبكي من دون سبب. هذه المشاكل شائعة جداً بين الأطفال وهي، على عكس الاعتقاد السائد، طبيعية. لكن الأمر يصبح غير مألوفٍ إذا تكررت هذه الحوادث بكثرة وإذا بدأ الطفل بالصراخ. في هذه الحالة، يفضل التحدث إلى طبيب الأطفال. ننصحكم أيضاً ألا تهرعوا مباشرة إلى طفلكم في حال بكى لأنه سيعاود النوم على طريقته. يمكنكم التأكد أنه بخير فحسب والعودة إلى النوم فوراً. قد تسبب الأمراض العضوية أو النفسية الأرق للطفل، ويلاحظ الأهل أن طفلهم قد يروبص أو يصاب بسلس البول بين سن الثالثة والعاشرة. لذلك، يجب أن يُطلعوا طبيب الأطفال على هذه الأمور كافّة. يجد الأطفال بين الست والسبع سنوات صعوبة في النوم، فمن النادر أن يناموا فجأة. في الواقع، يستطيع الأهل منذ الولادة تحديد نمط النوم لدى الطفل. قد ينام بعض الأطفال أكثر من غيرهم بخمس ساعات، ويشار إلى أن الأطفال النشيطين هم عادة من يبدأ بالبكاء عند حلول فترة النوم. وإذا كان الطفل يحب النوم فسيبقى يحبه عندما يكبر. انتبهوا إلى العادات السيئة عليكم تجنب بعض العادات السيئة، كاصطحاب الولد إلى الفراش أو جعله ينام في أي مكان ثم أخذه إلى الفراش. بدلاً من ذلك، عليكم إجباره على النوم في سريره وبمفرده، إلا إذا طرأت مشكلة محددة تتطلب مراقبته. إذا اعتاد على النوم في غرفة والديه أو في سريرهما، فإنه سيشعر بالقلق عندما يعود إلى النوم بمفرده. إذا رفض النوم في غرفته، عليكم التحدث إلى الطبيب لمحاولة معرفة السبب. غالباً، يحاول الطفل معرفة ما إذا كان أهله يستجيبون لطلبه بسرعة أو لا. لذلك، على الأهل أن يفرضوا سلطتهم لأنهم أيضاً يحتاجون إلى النوم، خصوصاً إذا كانوا يعملون. فالأرق المتكرر لا يُحتمل. مراحل يعاني بعض الأطفال، بدءاً من عمر الثلاث سنوات، اضطراباً في النوم. في سن الرابعة يحلمون كوابيساً، لذلك من الضروري أن يذهب الأهل لطمأنة أولادهم، للتكلم معهم ومساعدتهم على النوم مجدداً. فمن الصعب إجبار الطفل على المكوث في سريره إذا لم يرغب بذلك أو إذا لم يكن يشعر بالنعاس. إذا كان الطفل يواجه صعوبة في النوم، ينصحكم الأطباء بالانتظار فترة 20 دقيقة. إذا بقي مستيقظاً بعد مضيّ هذه الفترة، دعوه يلعب بهدوء أو يقرأ لعشرين دقيقة، ثم أطفئوا النور وأيقظوه في اليوم التالي في الساعة المعتادة. من المهم التوصل إلى حلّ مقبول لأن اضطرابات النوم المتكررة أو القلق قد يتفاقمان في المستقبل. بدءاً من سن الرابعة، ينام الطفل بسهولة ولفترة طويلة ويستيقظ بكامل نشاطه. إذا لاحظت المدرسة أنه ينام أثناء الحصة، غالباً ما يعود سبب ذلك إلى النوم المتأخر. ينصحكم الطبيب بتدوين ساعات الخلود إلى النوم وساعات الاستيقاظ كي يستطيع تحديد المشكلة. حالات المراهقة الخاصّة لا تختلف فترة النوم كثيراً لدى المراهقين، فهم ينامون بمعدل تسع ساعات يومياً. المشكلة أن المراهق قد يرفض الخلود إلى النوم باكراً. يعود السبب الرئيس في ذلك إلى اختلاف الهرمونات. لذلك، يسعى المراهق إلى النوم لساعة متأخرة خلال نهاية الأسبوع كي يعوض ما فاته، علماً أن نقص النوم المتكرّر يسبب أوجاعاً في الرأس وتعباً عضليّاً. تدخل المسألة مرحلة الخطر إذا تكرّر النعاس اليومي، عندها تصبح فترة القيلولة مهمة ولكن المراهقين لا يحبّذونها. فوائد القيلولة للقيلولة فوائد عدة. من الطبيعي أن يلجأ المرء إليها بعد الأكل، لكن الأطباء لا يحبذون أن يأخذ من يعاني الضغط، أمراض القلب والسمنة فترة قيلولة. يأخذ الأطفال والمراهقون فترة قيلولة أطول من غيرهم، ولهذه الفترة فوائد متعددة كالتخلص من التعب العصبي والجسدي، نضج الدماغ، تقوية الذاكرة والنمو الجسدي. من الضروري معرفة أنه كان بإمكان البالغين تجنب مشاكل الأرق لو اهتم أهلهم بمشاكل النوم التي عانوها. لمساعدة طفلكم على النوم، جنبوه المواد المنبّهة كالكولا. لا تدعوه يشرب كثيراً قبل الخلود إلى الفراش واجعلوا حرارة الغرفة مناسبة. ولا ننسى ضرورة ابتعاده عن المشاهد العنيفة على التلفاز وألعاب الفيديو التي تفقده الرغبة في النوم.