خرجت الكرة الإماراتية من دورة الألعاب الأولمبية المقامة حالياً في العاصمة البريطانية لندن بخسارتين أمام أوروغواي (1-2) وبريطانيا (1-3) وتعادل مع السنغال (1-1) ولكنها كسبت جيلاً ذهبياً يمتع ويبدع بتشكيلة متجانسة قادها الخبير اسماعيل مطر وحاك هجماتها الصغار الواعدين. ورغم الوداع المبكر لمسابقة كرة القدم إلا أن المدرب الوطني مهدي علي قدم للعالم منتخباً نال الإعجاب والاحترام وكشف النقاب عن نجوم قد تتهافت أندية أوروبية على استقطابهم ولو للفرق الرديفة وعلى رأسهم النجم الصاعد راشد عيسى أكبر مكاسب كرة الإمارات في الدورة الأولمبية الحالية. راشد عيسى (20 عام) يلعب لنادي الوصل الإماراتي واستطاع أن يفرض نفسه لاعباً أساسياً على حساب اللاعب الكبير اسماعيل الحمادي الذي قام الجهاز الفني باستدعاءه ضمن ثلاثي فوق سن 23 إلى جانب اسماعيل مطر والحارس علي خصيف، وأثبت راشد قدراته في البطولة ليرد التحية لمدربه بتسجيله هدفاً تاريخياً في مرمى بريطانيا وصناعة آخر لمطر في مرمى السنغال. راشد عيسى يحتفل بهدفه - كرة القدم - الألعاب الأولمبية ويقول راشد عيسى إنه "اكتسب الكثير من المهارات والخبرات الكروية من الأسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا الذي درب الوصل خلال الموسم الفائت"، مضيفاً أن "ماردونا سيكون فخوراً بي لأنني أقدم عروضاً جيدة في لندن وخصوصاً بعد تسجيلي هدفاً في شباك بريطانيا والذي أعتبره الأغلى في حياتي". ويرتبط راشد عيسى بعلاقة قوية مع مارادونا الذي لطالما أشاد في قدراته ومهاراته الميدانية وأديا معاً رقصات التانغو على هامش التدريبات والمباريات الرسمية في لقطات نقلتها وسائل إعلام عالمية وسط أجواء كشفت عشق اللاعب للأسطورة وأمنياته بأن يصل لشهرة الأرجنتيني العملاق الذي بدوره كان يعتبره أحد أبناءه. ولعل التمريرة الساحرة التي منحها راشد عيسى لمطر داخل المنطقة السنغالية دليل على إمكانات خارقة للاعب تنم عن تطور في مستواه الفني وبلوغه نضجاً كروياً قلما يلمسه الفنيون في لاعبي الإمارات، إذ بنى هجمة بنفسه من منتصف الملعب وقاد الكرة مافة طويلة بمهارة عالية غلى الجناح الأيسر مراوغاً لاعبين قبل التمويه والتمرير على طريقة الساحر البرازيلي رونالدينهو (الرأس يميناً والكرة يساراً) ليتحقق الهدف الإماراتي الثاني في المسابقة والنقطة الأولى لأبناء زايد في تاريخ الدورات الأولمبية. راشد عيسى يحتفل بهدفه - كرة القدم - الألعاب الأولمبية وكان راشد عيسى قد شارك مع منتخب الإمارات للشباب في كاس آسيا للشباب عام 2008 والتي توج بها الأبيض بطلا للمرة الأولى، ولكن الإصابة حرمته من المشاركة في نهائيات كأس العالم للشباب في مصر عام 2009 وعوضها بالمشاركة في دورة الألعاب الآسيوية في الصين 2010 والتي فازت الإمارات بميداليتها الفضية. ولا شك بأن الأولمبياد سيبقى خالداً في ذاكرة راشد وعليه إكمال البناء والمضي قدماً في طريق الكرة الصحيحة بعيداً عن عوامل هلاك اللاعبين الصاعدين وعلى رأسها الوقوع في مغبة الغرور والاكتفاء بما تحقق له في وقت قياسي. فهل نرى راشد عيسى محترفاً في إحدى البطولات الأوروبية مستقبلاً في ظل الاهتمام الكبير الذي وجده في لندن من وكلاء اللاعبين وكشافي الأندية الكبيرة الحاضرين للمحفل العالمي الضخم؟ أم أن اللاعب الإماراتي "الأولمبي" سيبقى محروماً من حقه المشروع في الاحتراف الحقيقي؟!.