هل ولد الرجال والنساء في العصر الحديث وهم مهيأون للجري أم لابد من المواظبة على تدريب أجسامنا في القرن الحادي والعشرين للحفاظ على لياقة الجسم وصحته؟ عندما يتعلق الأمر برعاية وتدريب من يجري المسافات الطويلة في العصر الحديث تختلف آراء الخبراء. ويعتقد جاي ديتشاري مؤلف كتاب "التشريح من أجل العدائين" أنه حتى يكون الشخص عداء أفضل فإن الجري ليس كافيا. وقال ديتشاري وهو اخصائي علاج طبيعي "الجري هو في الأصل رياضة ذات بعد واحد... يتحرك الشخص أساسا للامام. لا يتحول المرء في الواقع إلى رياضي محترف". وأضاف أنه نتيجة لذلك أظهرت الدراسات أن ثلث العدائين تلحق بهم إصابات كل عام. ومضى يقول "لذلك فإن الكثير من العدائين يجرون فحسب... لذلك يطالع الكثير من الناس مجلة اللياقة البدنية ويقولون **'يمكنني أن أفعل هذا**'. بعد ذلك يصابون ويتساءلون عن السبب... إذا أعددنا أنفسنا سيكون أداؤنا أفضل". ويركز كتابه على تحديد نقاط الضعف مع سرد نصائح للوقاية من الإصابات إلى جانب ذكر التدريبات التصحيحية والتكميلية. وقال "ما هي مشكلاتك؟ هل خطوتك كبيرة؟ هل لديك مشكلة تتعلق بوضع جسمك؟ هل تعاني من ضعف السيطرة على القدمين؟ اعرف أكبر مشاكلك واصلحها. وسيحسن ذلك من وضعك". وذكر ديتشاري أنه في حين ان الكثير من الكتب تركز على كفاءة القلب والرئة فإنه يركز على الجسم ذاته. أما خلال السنوات الثلاثين التي مارس فيها روبرت فورستر العلاج الطبيعي مع الرياضيين في سانتا مونيكا بكاليفورنيا عالج رياضيين يحملون أرقاما قياسية ورياضيين مصابين ونساء مسنات يتعافين من جراحة الحوض. وقال فورستر في مكالمة هاتفية من لندن "لقد تطورت أجسامنا لتجري... كانت سيقان جدودنا الذين يعيشون وسط الأشجار أقصر وأذرعهم أطول وأقدامهم أقصر. لقد تغير الجسم فعلا ليكون فعالا في الجري". لكن فوستر قال إن القدرة الجسدية الحالية للمدني الغربي العادي تبلغ نحو عشرة في المئة مما هو ممكن. وقال "بعض الناس يمكنهم الجري مئة ميل يوميا". والخطأ الأكثر شيوعا الذي يراه من وجهة نظره هو طول الخطوة. وقال "الجميع يخطون خطوة كبيرة... هناك حاجة إلى وضع القدم تحت مركز الجاذبية.. أو على أقرب مسافة ممكنة منه. نعمد إلى أخذ عدد قليل جدا من الخطوات كل دقيقة. عندما يقل الوقت على الأرض سيحل هذا الكثير من المشكلات". وبالنسبة للعداء الذي يتطلع لكفاءة أكبر يفضل فورستر سلسلة من التمرينات المرتبطة بالجري مثل أرجحة الذراعين وتمرينات الركبتين. لكن دكتور لويس محرم وهو المدير الطبي لماراثون مدينة نيويورك ومؤلف "الدليل الطبي للجري الصحي" يقول إنه في حين ان الكثير من التمرينات من الممكن ان تجعل الشخص أكثر فاعلية فإن جمال الجري هو أن الشخص لا يحتاج للقيام بها. وقال محرم "الجري هو أفضل رياضة متاحة. كل ما تحتاج إليه هو زوج جيد من حذاء الجري وسروال قصير.. ثم تنطلق... التمرين الشامل ليس ضروريا حقا. الرياضيون المحترفون يفعلون ذلك لأن هذا يجعلهم أسرع لكن أفضل الناس سيقولون لك إن الإحماء وبرنامج مرونة جيد للأطراف السفلى هو كل ما تحتاجه". وقال محرم إن الجري ربما يكون أحد الرياضات الأكثر أمانا ما دام التدريب يسير بشكل سليم.