رفعت الحكومة شعار نأكل مما نزرع ، فانهارت الزراعة وأكل السودانيون الفقراء ما يستورد من خارج السودان من زيت وتوم وأرز وعدس ، وأكل السدنة وأثرياء النظام العنب الفارسي واللحوم المعلبة والفواكه اللبنانية والحلويات التركية . كما رفعت أيضاً شعار نلبس مما نصنع ، فأصبحت المصانع خاوية ومرتعاً للكدايس والكلاب كالأطلال التي وقف عليها شعراء العرب أو اهرامات البجراوية التي تكاد أن تندثر تحت الرمال جراء الإهمال الحكومي . ومن شعارات السدنة والتنابلة التي سمعناها كثيرا " لا للسلطة ولا للجاه " فتعاركوا حول السلطة وضربوا بعضهم تحت الأحزمة وزادوا عدد الوزارات حتي صارت سبعة وسبعين مصممة علي وزن القصة الشهيرة " علي بابا وال ..... " . أما الجاه فهو تلك القصور الفارهة والمدن الخاصة داخل العاصمة المحروسة بالبوابات الأمنية والعربات المليارية التي تحتوي من الداخل علي غرفة نوم وجلوس وحوض سباحة . ومن الأقوال التي يبدو أن الزمان قد عفا عليها تلك الأهزوجة التي رقص عليها السدنة كثيراً والتي تتوعد الأمريكان بالويل والثبور فقد طمست الآن من وسائل الاعلام الرسمية بعد أن صار قريشن الفتي المدلل للنظام وبعد أن اعترف الرئيس الأمريكي الساااابق كارتر بصحة الانتخابات المضروبة . من ضمن تعهدات الحكومة السابقة كان إجراء انتخابات حرة ونزيهة ، فرأينا جميعاً الصناديق وهي تملأ بالأوراق المزورة " صورة وصوت " والطعون التي رفضتها مفوضية الانتخابات والأرقام العجيبة التي ظهرت بعد ذلك . و رفعت الحكومة بعد الانتخابات المضروبة شعار محاربة الغلاء ، واعلنت ولاية الخرطوم عن مشروعها لتخفيض أسعار " الجداد " . وهمت بعض البنوك لتمويل مشروع جدادة محمرة لكل مواطن . وكاد آكلو لحوم الجداد أن يعلنوا نفرة جدادية علي وزن النفرة الزراعية التي أسكنت الزراعة المقابر ، إلا أن مجلس الوزراء قرر فجأة زيادة الجمارك وضريبة التنمية فارتفعت أسعار السلع ونصحت الحكومة الناس بمصالحة الغلاء . وبعيدا عن المركز فان بعض الولائيين يدورون بمكنات وزارية جديدة لنج ، فقد رفع أحدهم شعار تفكيك المعسكرات كما رفعت حماس شعار تفكيك المستوطنات . وواحد تاني رفع شعار ( 4 في 1) حلاً لمشكلة الزواج . وآخرون كدة وكدة نازلين خطف في الأجانب وشعارهم " أنا ما بخطف زهورك “ ، ثم يطلقون سراحهم بعد مفاوضات مع من يهمهم الأمر وتسويات . في هذه الأيام يرفع النظام شعار الوحدة ويركب الجميع موضة الهيئات الشعبية والمنظمات الوطنية من أجل الوحدة وهي " النقاطة " في هذا الزمان . كل الشعارات التي رفعتها الحكومة راحت شمار في مرقة وسقطت بجدارة . عليه وحتي لا تروح الوحدة في خبر كان ببترولها ودولاراتها وشماراتها فمطلوب من المؤتمر الوطني السكوت ومعناه الرضاء عند بعض الفقهاء في فقه الزواج " أو الجواز " علي حد قول المصريين القادمين للزراعة في كاب الجداد والحلاوين والذين سيشربون الشيشة غصباً عن " الكوامر " والأوامر والنياشين . كمال كرار