صحف اعلانية بعضها غير مرخصة توزع مجانا في بعض المناطق كالجهراء والفروانية وتحمل اعلانات بمساحة ربع صفحة عن بيع منتجات منوعة لكريمات تبييض البشرة بمكونات مختلفة تحت دعوى انها اعشاب، والغريب ان الإعلان لا يحوي سوى رقم هاتف نقال، ولا يوجد اي رقم للترخيص الصحي او السجل التجاري للمنتجات، وقمنا بجمع اكثر من 5 صحف اعلانية غير مرخصة ووجدنا اكثر من 22 اعلانا عن بيع منتجات كريمات تبييض البشرة، وبالاتصال عليها جميعا وجدنا ان ايا من اصحاب تلك الاعلانات لا يمتلك مكتبا ولا سجلا تجاريا، بل يعمل من منزله، او في شقة يتخذها مخزنا، وتتراوح اسعار الكريمات المخصصة للتبييض بحسب سؤالنا للبائعين والبائعات الذين اتصلنا بهم بين 20 و40 دينارا، وبحسب احد صاحبة احدى تلك الاعلانات وهي من جنسية عربية فإن جميع كريماتها مجربة وأثبتت فاعليتها وانها تقوم بالتوزيع على جميع مناطق الكويت قائلة: «جميعها تحوي أعشابا ولا تدخل في تركيبتها اي مواد كيميائية»، ولكن هذا الأمر ينفيه تماما الصيدلي محمد العلي الذي يمتلك صيدلية في العاصمة قائلا: «جميع الكريمات الشعبية التي تباع في الكويت ويدعي أصحابها انها مكونة من أعشاب لابد ان تخلط بمواد كيميائية خطرة وهي الزئبق واسمه العلمي Mercury Chloride & Ammoniated أو هايدروكوينون وهو مستحضر شديد الخطورة سام بصورة أكبر من الزئبق، وبخلطها في الكريمات العادية تمنح اي مستحضر قدرة خارقة على التبييض، ويمكن ان تظهر نتيجته في اقل من ساعتين، ذلك لأن هذين المنتجين يقومان بتحفيز الجسم لوقف مادة الميلانين التي تحمي الجلد، والتي تمنحه لونه الأسمر، ولكن على المدى البعيد تسبب هاتان المادتان سرطان الجلد، كما انهما مادتان سامتان يمتصهما الجلد وإذا بلغت نسبة تركيزهما نسبة عالية يمكن ان يؤديان الى فشل كلوي وبالتالي الوفاة خاصة انه يتم استخدامهما دون اشراف طبي، ويقوم بتركيب تلك الكريمات أشخاص يبحثون عن الربح المادي السريع دون أدنى دراية منهم أنهم يبيعون السم الى الزبائن». وباتصالنا الثاني مع سيدة أخرى تتحدث الكويتية وتتخذ من شقة في حولي مقرا كمخزن لكريماتها القاتلة وسألناها عن حقيقة خلط تلك الكريمات بالمادتين السامتين قالت: «لم يمت أي من زبائني ولم يشتك علي أي أحد»، ثم أغلقت الهاتف، وباتصالنا مع سيدة ثالثة ممن يبعن تلك الكريمات ردت على تساؤلنا قائلة: «أولا بدال ما تحققون معاي وأنا على باب الله، روحوا شوفوا أغلب الصالونات ال 3 نجوم كلهم يبيعون هالكريمات، ولا رقابة ولا شيء». أما آخرهن فكانت أكثر صدقا عندما اعترفت لنا بأن بعض كريماتها تحتوي على الكورتيزون وقالت انها تشتريه دون وصفات من بعض الصيدليات وتقوم بخلطه بكريماتها قائلة: «أتعامل مع صيدلي في منطقة الجهراء هو من يوفر لي كمية الكورتيزون التي أطلبها وأنا لا أغش زبائني بل أخبرهم باحتواء الكريمات التي أبيعها على الكورتيزون»، وعما اذا كانت تحمل شهادة او تخصصا قالت: «لا منذ تعلمت هذه المهمة وخلط الكريمات»، ثم ختمت قائلة: «جميع الكريمات سواء لتبييض البشرة او لتمليس الشعر او لتنعيم الجلد والتي تباع في الكويت تحتوي على الكورتيزون او مواد كيماوية أخرى».