الخرطوم : هويدا المكى: أقرت وزارة الزراعة الاسبوع الماضى بفشل سياسات تشجيع الانتاج المتبعة لتوفير الغذاء، مبينة انها لم تحقق اهدافها وان انتاج القمح يكفى بالكاد لنسبة 16% من الاستهلاك مقارنة بحجم المستورد منه والبالغ اكثر من مليون طن. واعلن وزير المالية عن بدء اجراءات استيراد الدقيق لمواجهة ارتفاع اسعاره، تأتي هذه المستجدات في وقت تتباين فيه الرؤى بشأن الغذاء ما بين تغيير النمط الغذائي لاهل السودان ومؤشرات الموسم الزراعي الجديد التي تؤكد ان البلاد على موعد مع وفرة غير معهودة في انتاج الذرة فهل تعود الكسرة لسابق عهدها كملكة متوجة على المائدة ؟ (الصحافة ) التقت مجموعة من المواطنين من الجنسين عن امكانية العودة للكسرة بصفة راتبة حتى تعود كسابق عهدها سيدة للموقف ؟ تقول الحاجة فاطمة عوض من ناحية الحاج يوسف انه ليس لديها مانع من عودة الكسرة لصدارة المائدة السودانية وان تصبح سيدة الموقف، ووصفت الحاجة فاطمة نفسها بانها من الجيل الذي يستمتع بصناعتها ماضية للقول : ( كانت الامهات قديما اول ما يقمن به هو تعليم الفتيات صناعة الكسرة ، واذا لم تتعلمها الفتاة فتلك كارثة فى نظر الامهات وحتى اذا تقدم الى خطبتها عريس فإن امهاته يسألن عن مدى معرفتها بعمل الكسرة وربما تم فسخ الخطوبة اذا وقفن على عدم اجادة العروس لذلك ) . الحاجة زينب بت مرسال لم تخفِ اسفها بسبب تراجع الكسرة واختفائها تدريجيا من المائدة السودانية واصبحت غير اساسية ،فيما تلاشت تماما في بعض البيوت وربما كان سبب ذلك خروج النساء للعمل ولم يعد للامهات الوقت الكافى لعمل اية وجبة ناهيك عن الكسرة التى تحتاج الى جهد وزمن فى عملها ،لذلك اعتمدت الاسرعلى الخبز والاكل الجاهز ما ادى الى تعود ابنائهم لتناول الوجبات الجاهزة، غير ان بت مرسال - كما تحب ان ينادوها - عادت للقول ان ارتفاع استخدام البدرة وانتشار السرطانات دفع النساء بمن فيهن العاملات للعودة لصناعة الكسرة في منازلهن او شرائها من النسوة وعادت سيدة للموقف كسابق عهدها كما ان الاجيال الجديدة التي حرمت السنين الماضية باتت تنادي وتلح على الامهات وصار صراخ ( دايرين كسرة ) واضحا كما عادت النساء اللائي يبعن الكسرة للظهور بكثافة في الاسواق. من جانبها عادت الحاجة فاطمة للحديث قائلة انه من الممكن الاستغناء عن النسبة الاكبر من الخبز واستبداله بالكسرة بعد ان استلطف الجيل الحالى الكسرة وهو الذى لم يتربَّ عليها ، فيما قالت الطالبة هيام محمد بجامعة السودان انه لا مانع لديها اذا استدعى الامر ان تكون جميع الوجبات كسرة برغم ان مثل ذلك التوجه يقابل العديد من حالات الرفض فى بداية الامر وان جيلها سيعاني قليلا قبل ان يعتاد على الوضع وترى هيام ان ليس للامهات والآباء مشكلة فى الاعتماد على الكسرة لان الخبز من المستجدات الحديثة التى اعتمدت عليها المائدة السودانية ،حيث كانت الاسر فى الماضى تعتمد على (الكسرة ،القراصة ، العصيدة ) غير انه وبسبب سرعة ايقاع الحياة وخروج الامهات للعمل وبسبب العولمة التى اجتاحت العالم وغيرت كل الثقافات السائدة، تغير النمط الغذائي السوداني وبات الاعتماد على الخبز . وقالت هيام ان ثقافة الاكل تغيرت تماما نسبة لمجريات العصر الحديثه وبحكم انشغال الامهات بالعمل وقضاء معظم الوقت بالمكاتب من اجل ضمان مستقبل الابناء، واما عثمان الامين فاشار الى ان الحديث عن عودة الكسرة لتسيد المائدة حديث بشريات ودليل على عودة العافية فعندما كان المواطن السودانى يعتمد على الانتاج المحلى لم تنتشر هذه السرطانات المتصاعدة التى باتت تهدده وتكلفه الكثير بعلاجها واحيانا تؤدى الى الوفاة ورأى عثمان بضرورة استغلال ارتفاع الاسعار بالعودة الى الاصل مثل الكسرة التى تخلو من المواد المضافة التى تسبب الكثير من الامراض كما ان العودة الى الكسرة هو الحل السليم لمحاربة ارتفاع اسعار الدقيق والتجار المحتكرين واضاف عثمان ان الخبز له شكل و كثير من اصحاب المخابز يستخدمون بودرة البوتاسيوم التى تسبب مرض السرطان لكن الكسرة صمام امان لوجبة كاملة الدسم خالية من الشوائب .عبدالباقي رزق الله مزارع ذهب الى ان عودة الاسر السودانية للكسرة امر جيد ودليل عافية واشار الى ان للكسرة فوائد كما يقول العارفون فهي على حد قولهم (تملا الكرش وتجيب القرش)، وفي ذلك حفظ للسلام الاجتماعي لان الجوع الكافر يدفع ضحاياه لارتكاب الجرائم كما ان امتلاء الكرش يعني قدرة المرء على العمل وانتاج المزيد