القاهرة - يعكف صناع الدراما المصرية حاليا على التحضير لمسلسل "مصنع الكراهية" المأخوذ عن رواية لأحد قيادات الاخوان المسلمين تحمل نفس الاسم، وتموله جهة خاصة غير معروفة. والمسلسل من تأليف عبدالواحد محمد علي وهو احد قيادات الاخوان المسلمين، وكان مسئول الجماعة بمحافظة سوهاج، ويعيش بالولايات المتحدة ويتولى ادارة مركز الدراسات الاسلامية بفلوريدا. ويتزامن الاعداد لهذا الانتاج الدرامي الضخم مع اعتلاء الاخوان منصة الحكم في مصر، وارتفاع الاصوات المهاجمة لسياسة الرئيس المصري محمد مرسي الرئيس السابق لحزب الحرية والعدالة المنبثقة عن جماعة الاخوان المسلمين. وشارك ألوف من المصريين في مظاهرات ترفض مايعتبره ليبراليون ويساريون هيمنة للجماعة الاسلامية على كتابة دستور جديد للبلاد، وتحتج على فشل الرئيس محمد مرسي في تحقيق أهداف الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك مطلع عام 2011. ورفعت المظاهرات شعار "مصر مش عزبة... مصر لكل المصريين". يذكر انه رصدت ميزانية ضخمة للعمل الجديد والتصوير سيتجاوز حدود مصر الى أوروبا وتركيا. وتدور احداث المسلسل حول الظلم والاضطهاد الذي كان سائدا في العهد السابق من خلال قصة احد رجال الاعمال، والمشاكل التي يتعرض لها بسبب جهاز مباحث امن الدولة والمجتمع البوليسي الذي عاش فيه. ويرى ناقدون فنيون ان العمل الجديد محاولة لتلميع صورة الاخوان خاصة ان الخطوط العريضة للمسلسل تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان العمل يروج للجماعات الدينية، كما انه محاولة للرد على مسلسل "الجماعة" الذي تناول حياة حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين. وحُركت دعوى قضائية ضد مسلسل حسن البنا المثير للجدل حتى قبل بداية عرضه. وتوقعت الحركات الاسلامية أن يحظى الإخوان بمزيد من التعاطف وكسب جماهيرية عالية جراء عرض المسلسل، ولكن بمجرد ظهوره على الشاشة الصغيرة تصاعدت ردود فعل الإخوان وشككوا في دقة ومصداقية السيناريو. وانتقد المرشد العام للجماعة محمد بديع الهجوم على الجماعة، مشيرا إلى ان "محاولات تشويه تاريخ الإخوان الناصع ليست بجديدة، ولا يجب أن تصرفنا عن دعوتنا وواجبنا نحو أمتنا". وجاء رد فعل المرشد العام عن المسلسل منذ بدء الإعلان عنه، بعد تصريح للمرشد السابق محمد مهدي عاكف انتقد فيه أيضا محاولات تشويه الجماعة قائلا إن "المسلسل لن يهز في الإخوان شعرة".