انعقدت يوم أمس الاربعاء الجلسة الاولي لسمنار قضايا الزراعة في مشروع الجزيرة ودور المرأة في المشروع الذي تقيمه المنظمة السودانية للبحث والتنمية (سورد) بالتعاون مع البرلمان النسائي بولاية الجزيرة وذلك بقرية طيبة عبدالباقي . كانت في جلسة الافتتاح ورقة عن قضية ملاك الاراضي بالمشروع قدمتها المزارعية زينب الامين محمد الامين أوضحت فيها ان 13% من ملاك المشروع من النساء والارامل يعتمدون كلية علي المشروع واوضحت حجم الظلم الذي وقع عليهم جراء عدم دفع اجارة الارض والتفاف الادارة لنزع الارض من ملاكها واشارت الي ما يترتب علي نزع الارض من مشاكل تقع علي عاتق المرأة والطفل بالمشروع . في الورقة الثانية والتي قدمتها الدكتورة بدرية حسن مكي تناولت قضايا المرأة الريفية وتقييم تجربة مدارس النساء الريفيات في تنمية قدرات المرأة في المشروع ونجاح هذه التجربة التي تمتاز ببساطتها وكلفتها القليلة ومردودها العالي في تبصير وتدريب المرأة في المجالات الانتاجية الحقلية وفي صحة البيئة والانتاج الحيواني والبستاني والصناعات المرتبطة بالانتاج الحيواني والنباتي باعتبار ان المرأة في مشروع الجزيرة تشكل اكثر من 80% من القوي المنتجة بالمشروع . قدمت العديد من المداخلات التي اثرت النقاش ومن ابرزها ما ذكرته العديد من المزارعيات حول حجم الخسائر التي لحقت بهم في هذا الموسم جراء العطش وتعنت روابط المياه وشركات الهدف ورجال الامن في مطالبتهم بجبايات لن يقدر عليها المزارع الذي تلاحقه الديون حيث بلغت انتاجية الفدان في احسن حالاتها حوالي جوالين فقط وتقدم الاستاذ جعفر نصر بمداخلة ضافية انتقد فيها الاستعمار الانجليزي بتعمده فصل الإنتاج الزراعي عن دورة الحيوان بالمشروع مما ترتب علي ذلك ضعف العائد بالنسبة للمنتج الذي انحصرجهده في انتاج القطن لتشغيل صناعة النسيج في لانكشير وقدم احصائيات توضح حجم انهيار المشروع الذي كان تعداد سكانه يفوق 6 مليون ليصبح الآن 4 مليون بسبب الهجرة الي المدن والي الخارج في الوقت الذي لم يتاثر فيه سكان الكنابي بالمشروع وهذا في حد ذاته يشكل خلل ديموغرافي في تركيبة المشروع السكانية أما المزارعية زينب الامين اوضحت ان حجم الدمار بالمشروع امر لا يمكن السكوت عليه ولا يمكن ان يصبر عليه ويحتاج الي تعبئة قومية وقيادة قوية وتجريب كل ادوات الرفض لما يجري عبر الاعتصام وتحريك الشباب والتوقف عن الزراعة في ظل وجود مشاكل تساعد علي مزيد من الافقار والاغراق في الديون لان نهاية المشروع تعني نهاية انسان الجزيرة. تناولت المزارعية النعمة محمد الطيب قضية ملكية الارض التي اقصت المرأة بفعل الوضع الذي تورث فيه الارض للولد وطالبت تحالف المزارعين بتمثيل المرأة في لجانه واتخاذ اجراءات صارمة في مواجهة الخسائر والتسيب وعدم توفر مياه الري تصل الي حد الاضراب عن الزراعة طالما لا يوجد عائد مجز للمزارع في الختام قامت الاستاذة الدكتورة عائشة الكارب في الختام بالتعقيب مستعرضة تجربتها الشخصية وهي التي حصلت علي درجة الدكتوراة في الحساب الفردي بمشروع الجزيرة حيث تنبأت بأنه سيكون سبب تفكيك و انهيار المشروع وتناولت قضية المشروع من منظار انها قضية تنمية تستهدف الانسان في الجزيرة في المقام الاول وخلصت الي ان الآثار الناجمة من تفكك المشروع انعكست في تلوث مياه الشرب بفعل تسرب الاسمدة والمبيدات وتأثر انتاج الغذاء بهذا التلوث الذي الحق اضرار بصحة البيئة وانعكس بشكل مباشر علي المرأة في المشروع لتسجل ولاية الجزيرة ومناطق المشروع اكبر نسبة وفيات للنساء الحوامل وهذه نسبة مخيفة ارتبطت في المقام الاول بصحة البيئة وعرجت علي تعليم المرأة مؤكدة علي حالة ارتداد الامية وسط الاجيال الجديدة بوجود امهات متعلمات وبناتهن لم يحظين بقدر من التعليم الذي اصبح تجارة لا تقدر عليها الكثير من الاسر وحول صحة البيئة اوضحت الدكتورة الحجم الحقيقي لكارثة مقبرة المبيدات في الحصاحيصا التي تسببت في زيادة نسبة الاجهاض الي 6 اضعاف وفي الختام طالبت بتمثيل النساء في كل اللجان المجتمعية وطالبت الرجال بحث زوجاتهم وبناتهم واخواتهم بارتياد العمل العام وتبني قضايا المرأة والتفكير الجاد في البديل للخروج بازمة المشروع الي نهضة حقيقية لان التغيير قادم وهو سنة الحياة وحتي لا نقف مكتوفي الايدي وننظر الي المشروع يضيع مننا بهذه الصورة المحزنة . انتهت فعاليات اليوم الاول حول قضايا المشروع وسوف تتواصل الجلسة اليوم التالي والتي خصصت لقانون 2005 لمشروع الجزيرة تقدمه الاستاذة المحامية هنادي فضل والورقة الثانية حول الاصلاح الاقتصادي وتقييم تجربة قانون 2005 تقدمها الاستاذة غادة علي وورقة عن تحليل قانون الانتاج الحيواني تقدمها الاستاذة اسلام بالاضافة الي عرض لفيلم وثائقي عن مشروع الجزيرة . حول البرلمان النسائي بولاية الجزيرة وعلي هامش جلسات السمنار تحدثت الاستاذة غادة علي يوسف رئيسة البرلمان عن فكرة تكوين البرلمان بأنها تمخضت اثناء الانتخابات العامة بعد قيام اكثر من ممثلات تجمع يضم 8 احزاب بالاتفاق علي التعاون في ما بينهم لخدمة قضايا المرأة بغض النظر عن الانتماء الحزبي او الاثني او العرقي وجاءت الفكرة الي حيز التنفيذ بمبادرة من المنظمة السوداني للبحث والتنمية (سورد) التي تتراسها الدكتورة عائشة الكارب وقام البرلمان علي ضؤ دراسات تمخضت عن استبيان شاركت فيه جميع نساء الاحزاب بمن فيهن نساء المؤتمر الوطني حول قبول الاخر لتنشأ فكرة البرلمان يضم كل الوان الطيف السياسي لخدمة قضايا المرأة في الجزيرة من سوبا وحتي الحاج عبدالله ويضم كل قطاعات المرأة العاملة من معلمات ومزارعات واطباء ومحامين الخ.. حيث عقدت جمعية عمومية اختيرت لجنة تنفيذية وضعت دستور ولائحة منطمة تقدمت للسلطات المختصة للتسجيل قبل 4 اشهر تقبع الموافقة النهائية لدي السلطات الامنية التي لم تصدق بقيام البرلمان حتي الان علي الرغم من المشاريع والفعاليات الكبيرة التي حققها البرلمان في مجال الصحة والتعليم والعمل الهامشي والخدمة المدنية والعديد من الورش آخرها ورشة حول الدستور رفضت قيامها السلطات الامنية. [email protected] حضور نوعي المزارعية زينب الامين محمد الامين الاستاذة غادة علي يوسف رئيسة البرلمان النسائي بولاية الجزيرة الدكتورة الزراعية عائشة الكارب ورئيسة المنظمة السودانية للبحث والتنمية الدكتورة علوية حسن مكي اختصاصية التنمية الريفية بمشروع الجزيرة