سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استقبال رسمي فاتر وببرود شديد لوفد مجلس الأمن رداً على رفضهم مقابلة البشير..الخرطوم تحبس أنفاسها أمس لدقائق معدودة .. اعتقال 75 وجرح 36 خلال اشتباكات دامية بين انفصاليين ووحدويين في أول بروفة للاستفتاء..
شهدت العاصمة السودانية «توترا محدودا» واشتباكات بين جنوبيين انفصاليين وآخرين من دعاة الوحدة، مدعومين من قبل الخرطوم، في وقت متزامن مع لقاءات لوفد مجلس الأمن الدولي مع مسؤولين سودانيين خلال زيارته للعاصمة السودانية أمس. وعمدت الخرطوم لعدم تنظيم استقبال رسمي للوفد، ردا على عدم تضمين مقابلة الرئيس البشير لأجندة الوفد بسبب مزاعم المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور المضطرب،. وحبست الخرطوم أنفاسها أمس لدقائق معدودة في وقت متزامن مع زيارة وفد مجلس الأمن الدولي للسودان لمدة أربعة أيام، وفضلت الحكومة عدم استقبال الوفد رسميا، وببرود شديد، ردا على رفض أعضاء المجلس تضمين مقابلة الرئيس عمر البشير ضمن أجندة عمل المجلس، الذي بدأ زيارته بجوبا، ثم دارفور ليعود للخرطوم يوم الجمعة، وقام سفراء الدول الأعضاء بمجلس الأمن في الخرطوم باستقبال الوفد الذي وجد ترحيبا مغايرا في جوبا. وحرصت الخرطوم على إظهار قوتها الشعبية بتنظيم مسيرة شعبية لهيئة دعم الوحدة، قدرت بنحو 3 آلاف من منسوبي الاتحادات والمنظمات وبعض سلاطين القبائل الجنوبية. ورفع المتظاهرون شعارات تدعو لوحدة السودان، وإدانة المحكمة الجنائية الدولية. ورفعت المسيرة مذكرة لمكتب الأممالمتحدةبالخرطوم بعد أن خاطبها رئيس البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر والقيادي في المؤتمر الوطني محمد مندور المهدي، وأكد الطاهر «التزام الحكومة بقيام كل المؤسسات السياسية والقانونية بما فيها تشكيل حكومة الجنوب، وفاء للعهد الذي قطعته الحكومة على نفسها، ولم يتبق من بنود الاتفاقية غير الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان». وطالب الطاهر حكومة الجنوب «بمراجعة نصوص الاتفاقية، حتى لا يتجدد القتال مرة أخرى»، وناشد «المجتمع الدولي للعب دور مساند لوحدة السودان، لأن استقرار السودان يعني استقرار العالم». ومن جانبه قال محمد مندور المهدي: «إن قضية الاستفتاء قضية تهم كل أهل السودان، وليست مقصورة على أبناء الجنوب»، مضيفا «أن ما يجمع أبناء الجنوب بالشمال أكثر مما يفرقهم، وأن هناك أعدادا مقدرة من أبناء الجنوب ارتبطت حياتهم بالشمال، والآن هم جزء من أهل الشمال». وتقاطع عشرات من الشباب والطلاب الجنوبيين مع المسيرة، مما أدى لاشتباك بين دعاة الوحدة والانفصاليين، وتدخل مسلحون لتفريق الشباب الجنوبيين باستخدام الهراوات. وعقد اتحاد الطلاب الجنوبيينبالخرطوم مؤتمرا صحافيا بدار السلاطين، أشاروا فيه لاعتقال 75 طالبا خلال المسيرة، وجرح 36 خلال الاشتباكات. واعتبروا ما حصل يشكك في نوايا الخرطوم إجراء استفتاء تقرير المصير والاعتراف باستقلال الجنوب. ويستعد الجنوبيون لاستفتاء بعد 90 يوما لتحديد مصيرهم بين اختيار البقاء مع الشمال في دولة واحدة، أو الانفصال وإعلان دولة مستقلة. وتسود أجواء التوتر بين الخرطوموجوبا بسبب خلافات الاستفتاء وإجرائه في مواعيده المحددة «بحرية ونزاهة والاعتراف بنتيجته». من جهته أعلن وزير الخارجية السوداني علي كرتي، أمس أمام سفراء الأممالمتحدة أن بلاده لا تريد «الحرب»، لكنها لن تقبل نتيجة الاستفتاء المقبل حول تقرير مصير الجنوب إذا حصلت تدخلات. وصرح الوزير أمام وفد سفراء الدول الخمس عشرة الأعضاء في مجلس الأمن الدولي برئاسة السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة سوزان رايس، الذي أنهى جولة من أربعة أيام في السودان قائلا: «إننا لا نريد الحرب». فائز الشيخ