القدس - تدخل هذا الاسبوع صناعة الموضة والصحة في إسرائيل عصراً جديداً في محاربة ظاهرة اضطرابات الأكل وفقدان الشهية (الأنوريكسيا) بين الشبان والشابات، حيث يدخل حيز التنفيذ "قانون عارضات الأزياء"، وهو قانون لا سابق له بمصطلحات عالمية. بموجب هذا القانون، يُمنع تشغيل عارضة أزياء أو عارض أزياء يعاني من نقص في الوزن كما ويُمنعون من المشاركة في الدعايات التجارية. ينص القانون أيضاً على أنه في حال تم استعمال أدوات محوسبة لتغيير صورة عارضة أو عارض الأزياء، مثل برنامج الفوتوشوب، لأجل تضييق أو تجميل حجم الجسم، فإنه يجب الإشارة إلى ذلك صراحة. في هذا السياق، تحدث المبادرون للقانون - عضوة الكنيست راحيل أداتو (من حزب "الحركة") وعضو الكنيست داني دنون (من حزب "الليكود بيتنا")- وأشارا إلى "أننا نتحدث هنا عن ثورة حقيقية في النظر إلى مفهوم الجمال في إسرائيل" وقالت أداتو ان "هذا القانون يحطم مثال الجمال النحيل لدرجة المرض، الذي كان بمثابة قدوة للمراهقين والمراهقات في إسرائيل، الذين كانوا يحاولون تقليد هذا الوهم، ونتيجة لذلك تعرضوا للخطر والاضطرابات في الأكل. يعيد هذا القانون نموذج الجمال إلى حدود المنطق، وهي الحدود السليمة من الناحية الصحية". وتحدث دنون عن دخول القانون حيز التنفيذ قائلاً "يشكل هذا القانون انطلاقة جوهرية في الطريق إلى القضاء على اضطرابات الأكل في إسرائيل... ويبعث رسالة واضحة إلى وكلاء عارضي وعارضات الأزياء بأن الحياة أهم من جني المال". بحسب القانون الجديد على كل عارضة أزياء، ترغب بالمشاركة في برامج الدعايات، أن تقدم تقارير طبية تشير إلى أنه خلال الأشهر الثلاثة التي سبقت التصوير كان مؤشر ال"بي أم آي" لديها فوق 18.5، ويتم قياس هذا المؤشر حسب العلاقة بين وزن الجسم وتربيع طول الإنسان. وثمة بند رئيسي آخر في القانون، الذي سُمي بشكل رسمي "قانون تقييد الوزن في صناعة عرض الأزياء"، وينص على أنه ينبغي على الناشرين الذين يقدمون في دعايتهم صورة إنسان خضعت لاستعمال برامج حاسوب لتغيير شكل الجسم وتضييق الخصر، أن تشمل هذه الصورة كتابة صريحة تذكر ذلك. كما أن القانون يشدد على أن كتابة التحذير يجب أن تكون أكبر من 7% من مساحة النشر الإجمالية للدعاية. وقد وضّح المبادرون للقانون بأن كل ناشر أو شركة دعايات تتجاوز هذا القانون سوف تكون عرضة لدعاوى في المحكمة من قبل من يعانون من اضطرابات في الأكل وأبناء عائلاتهم وبأن شروط القانون تنطبق على كافة الدعايات التي تبث في البلاد حتى لو أُعدت في خارج البلاد ولو كان المشاركون فيها من غير المواطنين الإسرائيليين. من ناحية أخرى، نجح القانون في إثارة أصداء على المستوى العالمي وقد استعرضت وسائل إعلام بارزة الأمر بشكل موسع ومن بينها قسم الأزياء في صحيفة ديلي تلغراف التي كتبت بإسهاب عن مسيرة سن قانون عارضات الأزياء. ومما كُتب في ديلي تلغراف "يبدو أننا نتحدث هنا عن محاولة أولى من قبل حكومة أياً كانت باستعمال سن القوانين لمحاربة صناعة الأزياء التي تُتهم بتشجيع اضطرابات الأكل من خلال عرض النحافة المتطرفة على أنها مثال للجمال". وقد يتحول القانون ليصبح قدوة لدول أخرى تعمل على محاربة انتشار مرض فقدان الشهية الأنوريكسيا (وهو مرض يسبب اضطرابات خطيرة في الأكل ويؤدي إلى خسارة الوزن بشكل بارز وفي حالات معينة قد يؤدي إلى الوفاة) ومرض النهام (الشره العصبي)، خاصة بين النساء والشابات. غل غدوت، وهي واحدة من عارضات الأزياء المشهورات في إسرائيل وارتبط اسمها مع القانون بسبب الانتقادات العديدة التي وجهت إليها مؤخراً بسبب وزنها، علقت في حسابها على التويتر على القانون قائلة إنه مجرد دعاية رخيصة لنيل الشعبية وكتبت "فقدان الشهية مرض صعب يحتاج لعلاج جدي وعميق وأكثر أهمية من 'قانون بي أم آي'".