بيروت استنكر المبعوث الدولي بشأن الأزمة السورية الأخضر الابراهيمي خطاب الرئيس بشار الأسد وقال إن اقتراح الرئيس السوري لإنهاء الأزمة لم يكن أفضل مما طرح من مبادرات سابقة فاشلة، والحكومة السورية توزع المهمات على اعضائها لتطبيق اقتراح الحل السياسي. وقال الابراهيمي في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية "أخشى أن يكون ما طرح لا يعدو أن يكون تكرارا لمبادرات سابقة لم تنجح عمليا... في الواقع هذا أمر لا يختلف وربما يكون طائفيا أكثر وأحادي الجانب". ومضى يقول "الزمن الذي تمنح فيه الاصلاحات من أعلى برحابة صدر قد ولى. الناس يريدون أن تكون لهم كلمة بشأن طريقة حكمهم ويريدون أن يتولوا أمر مستقبلهم بأنفسهم". و اعتبر الموفد الدولي الى سوريا الاربعاء ان الخطاب الاخير للرئيس السوري بشار الاسد الذي قدم فيه اقتراح حل سياسي للازمة في بلاده، كان "اكثر فئوية وانحيازا لجهة واحدة". وقال الابراهيمي في تعليقه الاول على الخطاب "ما قيل هذه المرة ليس مختلفا في الواقع، ولعله اكثر فئوية وانحيازا لجهة واحدة"، معتبرا ان "ما نحن في حاجة اليه هو مد اليد والاقرار بانه ثمة مشكلة، ومشكلة خطيرة جدا جدا بين السوريين، وانه على السوريين ان يتحدثوا الى بعضهم البعض لحلها". وقال الابراهيمي ان السوريين يعتقدون ان الفترة التي حكمت فيها أسرة الأسد البلاد على مدى 40 عاما فترة طويلة للغاية وهو ما يمثل اقرب تصريحاته الى الدعوة المباشرة لخروج الاسد من السلطة. وأضاف الابراهيمي "في سوريا بالذات اعتقد ان ما يقوله الناس هو ان حكم اسرة الاسد لمدة 40 عاما أطول بعض الشيء مما يجب. ولذلك فالتغيير يجب ان يكون حقيقيا. ينبغي له ان يكون حقيقيا واعتقد ان الرئيس الاسد يمكنه ان يتولى زمام القيادة في الاستجابة لتطلعات شعبه بدلا من مقاومتها". ورحب الائتلاف الوطني السوري وهو جماعة المعارضة السورية الرئيسية بتصريحات المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي التي انتقد فيها الرئيس بشار الاسد. وقال ممثل الائتلاف السوري في بريطانيا وليد سفور "تصريح الابراهيمي طال انتظاره. انه لم ينتقد الاسد من قبل." وتابع "لكن الان بعدما يئس عقب كلمة الاسد يوم الاحد ليس لديه بديل آخر سوى ان يقول للعالم ان حكمه حكم عائلي ويكفي اكثر من 40 عاما". ووزعت الحكومة السورية الاربعاء المهمات على اعضائها لتطبيق اقتراح الحل السياسي الذي عرضه الرئيس بشار الاسد في خطاب الاحد لحل الازمة المستمرة في البلاد منذ 21 شهرا، بحسب ما افادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) الاربعاء. وقالت الوكالة ان مجلس الوزراء "اقر البرنامج السياسي لحل الازمة في سوريا الذي يوضح المهام التي تعمل الحكومة السورية على انجازها لحين اعتماد الميثاق الوطني من قبل الشعب". وكان الاسد قال في خطابه الاحد، وهو الاول المباشر له منذ سبعة اشهر، ان الحكومة القائمة ستدعو الى مؤتمر وطني للوصول الى ميثاق وطني جديد يعرض على استفتاء، قبل تشكيل حكومة موسعة تتولى اجراء انتخابات برلمانية جديدة. وكلفت الحكومة الاربعاء "وزارة الخارجية والمغتربين باجراء الاتصالات الاقليمية والدولية لتوضيح البرنامج والدعوة لتأييده والتشاور حول الآلية التي يمكن تطبيقها لمراقبة تنفيذ بنوده وخاصة مراقبة الحدود". وفي النقطة الاولى من الاقتراح، قال الاسد ان الاولوية هي التزام الدول الاقليمية والدولية وقف "تمويل وتسليح وايواء المسلحين" قبل وقف العمليات العسكرية للقوات النظامية السورية التي تحتفظ بحق الرد. ودعا المجلس المجتمع الدولي الى تأييد اقتراح الاسد "والعمل على مكافحة الارهاب بكل اشكاله والالتزام بتنفيذ قرارات الاممالمتحدة ذات الصلة بما فيها حظر توريد السلاح للمجموعات الارهابية والتوقف عن دعمها ماديا وسياسيا واعلاميا". ويتهم النظام السوري دولا غربية واقليمية بدعم المقاتلين المعارضين الذين يواجهون القوات النظامية على الارض، والذين يستخدم وصف "الارهابيين" في الاشارة اليهم. كما اعلن المجلس عن تشكيل فريق عمل وزاري "لتنفيذ ما يترتب على الحكومة في البرنامج السياسي لحل الازمة في سوريا". ورفضت اطراف سورية معارضة في الداخل والخارج اقتراح الرئيس السوري، مجددة رفضها اي حوار قبل تنحيه.