واشنطن - حذرت وزارة الامن الداخلي الاميركية من ان التحديث الذي قامت به شركة اوراكل لبرنامجها جافا المستخدم في تصفح الانترنت مازال لا يوفر الحماية لاجهزة الكمبيوتر من الهجمات، وأبقت على نصيحتها السابقة لتعطيل عمل البرنامج. وقال فريق متخصص في الامن الالكتروني تابع للوزارة في بيان في موقعها الالكتروني الاثنين "إذا لم تكن هناك ضرورة قصوى لتشغيل جافا لتصفح الانترنت فعليكم ان تعطلوا عمله". وطرحت اوراكل تحديثا لجافا الاحد بعد ايام من اصدار الحكومة تحذيرا أوليا بشأن البرنامج قائلة إن به خللا استغل لسرقة الهوية وارتكاب جرائم اخرى. وفي حين ان بعض الباحثين اشتكوا من ثغرات بالبرنامج إلا انه بدأ يثير المزيد من الدعوات الى التدقيق في العام الماضي بعد موجة من الهجمات الالكترونية اثارت تحذيرا امنيا في اغسطس/اب. وتقول شركة (كاسبرسكي لاب) للامن الالكتروني إن جافا مسؤول عن 50 بالمئة من الهجمات الالكترونية العام الماضي مع قيام متسللين باختراق اجهزة الكمبيوتر باستغلال الثغرات الموجودة فيه. وجاء في دراسة نشرت الاثنين ان عدد الهجمات الالكترونية ضد منظمات اميركية "تضاعف" منذ ثلاث سنوات، في حين ان الخسائر المالية التي نجمت عنها زادت بمعدل 40%. واوضحت الدراسة التي اعدها معهد "بونيمون" ومقره ميشغن (شمال) وتموله المجموعة المعلوماتية الاميركية "هوليت-باكارد" ان "التأثير المالي (لهذه الهجمات) نما بما يقرب من 40%" خلال السنوات الثلاث الماضية. وقال مايكل كالاهان نائب رئيس مجموعة هوليت-باكارد والمسؤول الامني فيها ان "المنظمات تهدر المزيد من الوقت والمال والطاقة لمواجهة الهجمات الالكترونية على مستويات ستصبح قريبا لا تطاق". وتمثل سرقة المعلومات 44 بالمئة من هذه الخسائر كما يمثل الربح الفائت في مجال الانتاجية 30 بالمئة، حسب الدراسة التي اوضحت ان الوقت الذي يهدر للرد على مثل هذا الحدث هو بمعدل 24 يوما، لكن يمكن ان يصل الى 50 يوما. ودعت مجموعة صناعة الخدمات المالية الأميركية الشهر الماضي البنوك وشركات السمسرة وشركات التأمين أن تكون في حالة تأهب قصوى في مواجهة هجمات إلكترونية بعدما تعطلت مواقع بنك أوف أميركا وجيه بي مورغان تشيس.