لمشكلة التبوّل الليلي أسباب عدة نذكر منها إنتاج الكلًى كميات كبيرة من البول ليلا أو فرط المثانة التي تنقبض بكثرة من دون سبب واضح. إلا أن معظم الأطفال الذين يعانون هذه المشكلة يغطون بنومٍ عميق فلا يشعرون بالتالي بحاجتهم إلى التبول. غالبًا ما تظهر هذه المشكلة لدى الأطفال القلقين نتيجة تغيّر قاسٍ طرأ على حياتهم كتغيير المدرسة أو صدمة (موت أحدهم أو انفصال الأهل...) أو مشاكل مع رفاقه، وغير ذلك من صعوبات قد يختبرها الطفل. بللّ طفلي فراشه: كيف أتصرف؟ لا توجهي إليه توبيخًا شديدًا أو إهانةً عظيمة، تذكري أنه لا يتحمل مسؤولية ما يحدث معه فهو يعجز عن التحكم بنفسه أثناء النوم. ولكن لا تتولي كلّ شيء بنفسك (كتغيير الحفاضات حين يكون عمره مقبولا)، إذ سيعتبر نفسه دائمًا طفلا صغيرًا. بالإضافة إلى ذلك، تجنّبي تهنئته حين ينهض صباحًا نظيف الفراش؛ فهذه التهنئة دليل على أنه تصرّف في شكلٍ إرادي. من الأفضل دائمًا أن تقللي من أهمية الموقف وأن تشجعيه على معالجة هذه المشكلة من خلال دفعه إلى تولي بعض المهام. كيف أساعده؟ لا بدّ أن يشرب الطفل بانتظام في خلال النهار لتتمكن كليتاه من القيام بمهامهما على أكمل وجه. ولكن احرصي أن تمنعيه عن تناول السوائل باستثناء كميات معتدلة من المياه عند الشعور بالعطش الشديد بعد السادسة مساءً. في النهار، يتعيّن عليه أن يدخل الحمام بانتظام منعًا لأي ضيق قد يصيب مثانته. وتأكدي أيضًا من دخوله الحمام قبل النوم مباشرةً. يصبح طفلك ما إن يبلغ السادسة من عمره قادرًا على تغيير ملابسه وفراشه حين يستيقظ وقد بلل فراشه، لذلك ننصحك بأن تعلّميه كيف يقوم بهذه المهمة على أكمل وجه ثم اتركيه يقوم بها كلّ مرة يبلل فيها فراشه. ولا تنسي أن تتركي بعض النور دائمًا أثناء الليل لينير له الطريق إلى الحمام، وتأكدي أن هذا النور يبقى أفضل من وضع نونية خاصة في غرفته، فهذه النونية ليست المكان الأنسب لقضاء الحاجة. هل أرسله لينام خارج المنزل؟ شجعي طفلك على المشاركة في النزهات الخارجية فقد تزيده ثقةً بنفسه، لا سيما إذا مرّ الليل على خير! ولا تنسي أن تنبهي معلمته المسؤولة عن الصف الخارجي بوضع طفلك الحرج لتسيطر سرًا على الأمر في حال طرأ أي ظرف. ومن الضروري أن تزرعي الطمأنينة في نفسه وأن تؤكدي له أنه ليس الطفل الوحيد الذي يبلل فراشه في هذا العالم. وإن بدا الأمر ضروريًا، اختاري له ثيابًا داخلية تناسب وضعه كالملابس الداخلية الواقية التي يمكن التخلص منها والتي لا يمكن ملاحظتها تحت بيجامته. متى أستشير الطبيب؟ ننصحك باستشارة الطبيب حين تستمر مشكلة التبوّل الليلي بعد بلوغ طفلك سنًا تتراوح بين السادسة والعاشرة، لكن إذا بدت هذه المشكلة صعبة ومقلقة، اقصدي الطبيب قبل سنّ الخامسة. في حال ظهرت المشكلة مجددًا علمًا أن طفلك كان قد تخلّص منها، احرصي على أن تتأكدي أنها لم تنتج من أعراض مرضية كالسكري أو التهاب البول أو مرض كلوي. هل من علاج لهذه المشكلة؟ عند فشل مختلف التدابير الوقائية، يمكن الاعتماد على علاج هرموني، ديسموبريسين، لتقليص كمية البول التي تنتجها الكلى ليلا. كذلك يمكنك الاستعانة بمنبه يوقظ الطفل ما إن يبدأ بالتبوّل. إلا أن د. كريستوف فيليب، طبيب الأطفال واختصاصي في مشكلة التبوّل، لا يحبّذ هذه الطريقة لأنها تقلق نوم الطفل ويؤكد أن المساعدة النفسية ومساعدة الأهل تبقى خير وسيلة لمعالجة هذه المشكلة والتخلّص منها. أين الوراثة من هذه المشكلة؟ لا يمكن الشكّ إطلاقًا في الاستعداد العائلي عند الحديث عن مشكلة التبوّل. في حال عانى أحد الوالدين هذه المشكلة، فإن الطفل سيعانيها أيضًا بنسبة 45%. أما في حال عانى منها الاثنان معًا، فإن هذا الخطر يرتفع إلى 75%. ولا بدّ من الإشارة إلى أن الصبية معرضين أكثر من الفتيات لهذه المشكلة. لا تتأخري في استشارة الطبيب في حال عانيت أنت أو والده هذه المشكلة لفترة طويلة جدًا.