القاهرة – اندلعت اعمال عنف مساء الجمعة امام قصر القبة الرئاسي، شمال القاهرة، خلال تظاهرة لمعارضي الرئيس المصري محمد مرسي وذلك عندما رشق المتظاهرون القصر بزجاجات المولوتوف والحجارة كما اظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي. وتجمع مئات المتظاهرين المعارضين للرئيس مرسي عصر الجمعة امام قصر القبة للمشاركة في تظاهرة بعنوان "كش ملك" لكن بعضهم بدا مساء في رشق بوابات القصر بالمولتوف والشماريخ والحجارة كما حاولوا تحطيم البوابة الرئيسية للقصر. وردت قوات الامن المكلفة بحماية القصر برش المتظاهرين بالمياة لتفريقهم. ولا تظهر اللقطات التي يبثها التلفزيون الرسمي اي تواجد لقوات مكافحة الشغب في محيط قصر القبة. وشارك ألوف الإسلاميين بمصر الجمعة في مظاهرة بالقاهرة للتنديد بالعنف الذي شاب احتجاجات الأسابيع الماضية وعبروا عن تأييدهم للرئيس محمد مرسي. ودعا للمظاهرة حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية المتحالفة مع مرسي. وقالت جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي إنها تشارك "رمزيا" في المظاهرة التي ترفع شعار "معا ضد العنف" لكن بعض المشاركين فيها هددوا بأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي إذا استمرت مظاهرات المعارضين الذين يدعو بعضهم لإسقاط مرسي. ويتظاهر المؤيدون لمرسي أمام جامعة القاهرة بمدينة الجيزة التي تقع على الضفة الغربية لنيل القاهرة والتي تبعد عدة كيلومترات عن ميدان التحرير الذي يعتصم فيه معارضون منذ نوفمبر/تشرين الثاني. ونظم الإسلاميون المظاهرة بعد احتجاجات دعت إليها جبهة الإنقاذ الوطني التي تقود المعارضة تحول بعضها للعنف واستخدمت فيها زجاجات حارقة وحجارة في رشق قصر الاتحادية كما أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش على محتجين. ورفع المؤيدون لمرسي لافتات كتب عليها "الشعب يريد يدا من حديد" و"يا جبهة الخراب (الإنقاذ).. نحن لكم بالمرصاد". وقال خطيب الجمعة في المظاهرة الشيخ محمد الصغير وهو قيادي في حزب البناء والتنمية وعضو في مجلس الشورى "جبهة الإنقاذ توفر غطاء سياسيا للعنف وحرق المقرات وتخريب المنشآت". وأضاف "الذي جاء بالصناديق لن يذهب بالمولوتوف. الشعب المصري سيدافع عن الشرعية وعن اختياره". وتحدث العضو القيادي في حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي إلى المتظاهرين مستنكرا العنف في الاحتجاجات ودعا المعارضة للعمل عبر صناديق الاقتراع. لكن مشاركين في المظاهرة المؤيدة لمرسي رفعوا مطالب يرفعها معارضون. وقال رمضان مصطفى عيسى (43 عاما) من مدينة بني سويف جنوبي القاهرة "جئت لأطالب بإنهاء الفقر". وقال محمود محمد محمد وهو مهندس جاء من مدينة الإسماعيلية إحدى مدن قناة السويس إنه "ضد ضعف الحكومة"، وأضاف "الشعب المصري يريد الاستقرار والهوية الإسلامية". وتشارك في المظاهرة الأحزاب والحركات الإسلامية باستثناء حزب النور السلفي الذي برز سياسيا بعد إسقاط مبارك وجاء في المركز الثاني في انتخابات مجلسي الشعب والشورى وتحالف مع جماعة الإخوان المسلمين لكنه اختلف معها أخيرا. وعلى الجانب الاخر، نظم نشطاء في المعارضة المصرية مظاهرات السبت تحت شعار "كش ملك" في إشارة إلى اعتقادهم بأن مظاهراتهم السابقة أمام الاتحادية في شرق العاصمة أجبرت الرئيس مرسي على نقل عمله إلى قصر القبة. وتجمع أمام البوابة الرئيسية لقصر القبة نحو 500 محتج بينهم نحو 50 يرددون هتافات على إيقاع دقات طبل تقول "الشعب يريد إسقاط النظام" و"ارحل ارحل "والله زمان وبعودة ليلة أبوكم ليلة سودا" فيما بدا أنه مؤشر لاشتباكات عنيفة. واستخدمت متظاهرات أغطية أوان من الألومنيوم في إحداث إيقاعات هتفن عليها "عايزين حكومة حرة العيشة بقت مرة". وقال عبد الله يوسف (30 عاما) وهو صاحب شركة تبريد "نتظاهر أمام القصور الرئاسية بدلا من التحرير لأننا نريد أن نقول للنظام إنه لا يسمع صوتنا وإنه اتضح أنه أغبى من اللي قبله... عايزين نكون أقرب من ودنه". وأضاف "شباب الثورة بالنسبة لهم شرعية مرسي انتهت بعد سقوط دماء الشهداء". وقالت أم يوسف وهي مدرسة جامعية في الخمسينات من العمر "لم أنزل مظاهرات قبل ذلك وقررت أنزل النهاردا علشان ربنا ميسألنيش ليه شفت الظلم وفضلت ساكت". وأضافت "قررت انزل ضد مرسي لما شفت الشباب بتقتلوا زي أيام مبارك". وأقيم أمام البوابة بمسافة تزيد على عشرة أمتار ساتر حديدي ارتفاعه نحو 160 سنتيمترا كتب المحتجون عليه أسماء قتلى احتجاجات وشعار "الشعب يريد إسقاط النظام". وطالب الإسلاميون جبهة الإنقاذ الوطني بوقف الدعوة للمظاهرات، لكن الجبهة تقول إنها تدعو لسلمية المظاهرات. وقتل ثلاثة أشخاص على الأقل في الاحتجاجات أمام الاتحادية وقام رجال شرطة بسحل وتعرية وضرب محتج أمام الكاميرا مما أثار غضب المصريين. وفي مدينة الإسكندرية الساحلية شارك نحو ألفي نشط في مسيرة مناوئة لمرسي هتفوا خلالها "يسقط يسقط حكم المرشد" في إشارة إلى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع.