الدبلة أو خاتم الزواج رمز متعارف عليه ويصبح حلماً يراود الكثيرين (ويا دبلة الخطوبة عقبالنا كلنا) مقطع من أغنية اشتهرت كثيراً خلال حقبة من الزمن القديم وهي تقليد متعارف عليه في كل المجتمعات على إختلاف طقوسها، ولكن أحياناً يتحول إلى شيء مزعج لأسباب تختلف من شخص لآخر خاصة المعمرين في الزواج الذين يعتبرونه مسألة غير مهمة، لكن البعض الآخر يرتبط به إرتباطاً وثيقاً ويعتبره مسألة في غاية الأهمية. إستطلعنا عدداً من الأفراد. محمد - موظف متزوج وأب لطفلين - ذكر أن الخاتم قد يصبح أحياناً مظهراً خادعاً، ويذكر أنه عاش قصة حب ثانية مع فتاة وكان يخفي عليها كل الملامح التي يمكن أن تدل على أنه متزوج بما في ذلك خاتم الزواج الذي كنت أحمله وفي البيت أحرص عليه متظاهراً بأن تمسكي بالخاتم هو تمسك بزوجتي فهو مهم بالنسبة للزوجة والخطيبة. يقول علي «53» سنة: لا أعير خاتم الزواج اية قيمة فأساس العلاقة بين الزوجين هي الثقة والاحترام، والحقيقة أنني عانيت شخصياً مع زوجتي عندما تخليت عن وضع الخاتم فهو بالنسبة لها مناعة تفشل اية محاولة لمعاكسة الأخريات متناسية بأنه في زمن العنوسة يمكن للفتاة العازبة أن تقبل الزواج من رجل ولو كان أباً لعشرة أطفال، فالخاتم لن يمنع الرجل من البحث عن شريكه أخرى لحياته اذا اراد ذلك فهو يستطيع بكل سهولة أن يرتدي الخاتم في بيته وأمام زوجته وبمجرد خروجه يخلعه. خالد موظف متزوج يقول إن الخاتم ليس مجرد قطعة ديكور في اليد بل هو رمز له دلالات عميقة وأبعاد حقيقية له إرتباط بمكان وزمان ما.. وهو يحمل في لمعانه بريق لحظات إختياره واقتنائه قبيل الخطوبة أو الزواج. الخاتم يجعلني دائماً أفكر وأتذكر عمق تلك اللحظة التي قضيتها أنا وزوجتي في البحث عن الخاتم المناسب، وأنا أختلف كلياً مع كل من يرى بأن الخاتم مجرد شكل فقط لما يحمله من مضمون عاطفي ورمز للحظات كانت تحولاً في حياتنا دون أن ننسى أهمية حمل الخاتم وتأثيره على نفسية المرأة التي تعتبر تمسك الرجل بوضع الخاتم وعدم إهماله عربون وفاء للحظات جميلة من العمر. د. إيمان محمد - باحثة اجتماعية - تذكر أن الخاتم إرتباط وثيق بثقافات الشعوب وتقليدها وله مكانة خاصة في علاقة الرجل بزوجته بالنظر للتأثيرات النفسية والعاطفية والوجدانية في نفسية المرأة وهذا المنطق يستحسن ان يراعي الزوج هذه المعطيات النفسية ويحافظ على خاتمه من أجل تقارب متواصل ما دام لا يكلف الرجل شيئاً وبالتالي سيجعل المرأة تشعر بالطمأنينة التي نسعى إليها جميعاً في بيوتنا. وقد تجد رجالاً ينزعون الخاتم خارج البيت للتحايل على البنات وقد نجد فئة طائشة من الرجال يعاكسون النساء المتزوجات والمسألة هنا لا تتعلق بالخاتم بل بشخصية هذا الرجل اذا كانت سوية وكنت ألح على زوجي بالحفاظ على الخاتم في الشهور الأولى من زواجنا، لكن تدريجياً بدأت تطفو أشياء أكبر ومشاكل أكبر كان علينا أن نواجهها في مقدمتها التربية والتعليم والعناية بالأبناء واقتناعاً منا جمعياً بأن الخاتم الحقيقي هو الضمير الحي أولاً وأخيراً. الخرطوم: مشاعل محمد