إلى متى تظل الأخطاء الدفاعية قاصمة للظهر؟ فاجأ المريخ الجميع عبر شاشة الشروق التي نقلت اللقاء الكبير بين المريخ وفريق ليوبولو الكنغولي بالمستوى المميز الذي ظهر به وكان أكثر تماسكاً من خصمه إضافة إلى أن الأحمر فرض شخصيته في تلك المباراة وأجبر الانغولي على مجاراته في أسلوبه ويخيل إلى الكثيرين أن الأحمر يلعب في أم درمان وبين أنصاره فقد امتلك الملعب طولاً وعرضاً وسيطر على مجريات اللعب طوال شوطي المباراة وقدم أداءً رفيعاً نال به الإشادة والاستحسان من كل المشاهدين ويكفي أنه تقدم بالهدف الأول على خصمه واحرجه وسط أرضه وبين جماهيره وتركه يبحث عن التعادل ما بالك بالانتصار ولكن!! الكوكي يعود لصوابه ويستفيد من أخطائه أشفق عشاق الأحمر الوهاج على فريقهم وذلك بعد تواضعه المريع في آخر مباراتيه أمام أسود الجبال بالممتاز وأمام الهلال في آخر بروڤة قبل المغادرة لانغولا حيث قبل التعادل في ملعبه نسبة لخطأ كبير من الايڤواري باسكال ثم عاد وكرر ذات السيناريو أمام الأزرق باستاد الهلال وفي تلك المباراة كان مفقوداً تماماً ولم يحس بوجوده أحد على أرض الملعب الشئ الذي جعل الجميع تمنى انتهاء المباراة على هذه النتيجة التي لو استغل مهاجمو الهلال ما أتيحت لهم من فرص لمني الأحمر بهزيمة يسير بذكرها الركبان. وعندما غادرت البعثة لانجولا توقع الجميع أن يعود المريخ بهزيمة كبيرة على خلفية الأداء الباهت في ختام تحضيراته لهذه المباراة ولكن المدير الفني محمد عثمان الكوكي أدرك فداحة الخطأ الذي وقع وقام بإعادة صياغة التشكيل المريخي من جديد حيث أعاد لاعب الطرف الأيمن الخط السريع بلة جابر إلى مكانه الطبيعي إضافة إلى عودة الدينمو رمضان عجب لخط الوسط مما كان له دور فاعل في هذه النتيجة التي خرج بها المريخ. الأخطاء الدفاعية قاصمة الظهر للمريخ نجح المريخ في إنهاء الشوط الأول لصالحه وأجبر منافسه وأدخله في إشكال كبير بين أنصاره ولكن الأخطاء الدفاعية والتي تنذر بكارثة ستحل بالأحمر إذا لم تعالج بالصورة الصحيحة والسريعة رغم ضيق الفترة الزمنية المتبقية لجولة الإياب فليس من المنطق أن يتقدم الزعيم على خصمه ويعود ليقبل بالهزيمة فعلى أسوأ الفروض يجب أن يخرج متعادلاً وكان بالإمكان أفضل مما كان. الأحمر لم يتأهل بعد! مازالت مهمة المريخ في جولة الإياب صعبة وواهم من يظن أن الزعيم قاب قوسين أو أدنى من التأهل لأن الأخطاء التي ظل يقع فيها لاعبو المريخ كفيلة بإخراجه من أية بطولة نعم بإمكان الفرقة الحمراء أن تتقدم على الانجولي ولكن السؤال من يضمن ألا تستقبل شباكه أي أهداف من خصمه الانجولي العنيد والذي يملك نفس الطموحات والدوافع وهو يعرف جيداً أن المريخ يحتاج لهدف واحد لكي يتأهل إلى المرحلة الثانية من بطولة دوري أبطال أفريقيا، فهل يمكنه أن يفتح ملعبه على صراعيه كي يسهل مهمة الزعيم ويتأهل على حسابه لكل مباراة ظروفها ورغم أن الأحمر الوهاج قدم مباراة كبيرة بدنياً وتكتيكياً وظهر بشكل أفضل من الذي كان به أمام الهلالين إلا أن الفريق الانجولي ربما يسعى لقلب الطاولة كما فعل ليوبار الكنغولي وأذهل كل الحاضرين في استاد المريخ بالمستوى العالي والتكتيك الجميل الذي لعب به ضد المريخ وأخرجه من البطولة، وهذا الفريق أيضاً بإمكانه أن يفعل ذلك فيلوبار تواضع في أرضه وفاز بشق الأنفس على المارد الأحمر إلا أنه عاد وقدم مباراة العمر في الرد كاسل، بل أحرز كأس الكونفدرالية في أول مشاركة له، لذلك الحذر واجب من مغامرات هذه الفرق المغمورة والتي ليست لديها ما تخسره فلذلك ستكون من أعند الخصوم على أنديتنا وستصبح كارثة إذا تأهل خصم مغمور على حساب فريق المريخ صاحب السجلات الناصعة والتاريخ الحافل. أداء المباريات يعود بالفائدة للزعيم قبل انطلاقة جولة الإياب بعد أسبوعين. من الآن يجب أن تصحح الأخصاء واختيار العناصر الأكثر جاهزية من الناحيتين الفنية والبدنية والكوكي سيكون محظوظاً جداً لأسباب كثيرة أولها أن معظم لاعبي المريخ يشاركون أمام المنتخب الغاني في السادس والعشرين من هذا الشهر إضافة إلى أدائه لمباراتين في الدوري الممتاز أمام الأمل عطبرة والأهلي شندي، وأحسب أنها ستعد الأحمر بصورة مثالية للجولة القادمة والتي نتمنى أن يستفيد من أخطائه السابقة وأن يستصحب المدارات الكثيرة في المواسم السابقة سواءً أمام الفرق الانجولية أو غيرها وألا يخذل القاعدة الجماهيرية العريضة التي ستكون حاضرة، وهي السند الحقيقي للزعيم في مشوار البطولات الشائك والملئ بالمتاعب والمصاعب التي لاشك أن المريخ قادر على تجاوزها. قووون