سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإستفتاء في السودان وصفة للسلم أم للحرب؟..مريم المهدي تندد بوصاية واشنطن : السيادة السودانية منتهكة..للأسف الشديد حزب البشير يخشاها ويعمل على التقرب منها،
حذرت القيادية في حزب الأمة القومي المعارض في السودان مريم المهدي من مآلات الاستفتاء إذا جرى دون توافق بين الشريكين على القضايا الأساسية، وأكدت أن النقاش الدائر في السودان هذه الأيام ليس حول الاستفتاء من عدمه، وإنما حول التوافق على ضمان شروط إجراء الاستفتاء ليكون مدخلا للاستقرار لا وصفة للحرب. ووصفت المهدي في تصريحات خاصة ل "قدس برس" الوضع السياسي والأمني في السودان حاليا بأنه "خطير للغاية"، وقالت: "الطريق ليست سالكة لإجراء الاستفتاء حتى الآن، وهناك خلافات وتعقيدات كبيرة بين مختلف مكونات الساحة السياسية في السودان. نحن ندعو إلى إجراء الاستفتاء باعتباره مدخلا للاستقرار لكننا نريده استفتاء نزيها وشفافا وحقيقيا، وهذا غير متوفر الآن، فهنالك خلاف حول كل التفصيلات، الحدود وأبيي ومفوضية الاستفتاء وغير ذلك من القضايا، بالإضافة إلى انعدام الحريات، حيث تم وقف عمل البي بي سي والمونتكارلو وهناك اعتقالات لعدد من الصحفيين، وقس دارفور اندلعت صراعات جديدة وفي الجنوب كذلك، ولذلك فالوضع خطير للغاية". وأشارت المهدي إلى أن أميركا تمارس دور الوصاية على السودان وأن السيادة السودانية منتهكة، وقالت: "للأسف الشديد فإن الفاعل والضاغط الأساسي اليوم على الشريكين في السودان هو أميركا، فالمؤتمر الوطني في الشمال يخشاها ويعمل على التقرب منها، والحركة الشعبية في الجنوب تربطها بها مودة وتطلب منها المساعدة، وهي تمارس نوعا من الوصاية على السودان، والمجتمع الدولي غير معني بالسلام في السودان وإنما معني باجراءات محددة تتفق وأجندته". ودعت المهدي إلى حوار سوداني سوداني يعيد السيادة للبلاد ويحميها من مخاطر الحرب، وقالت "لا مخرج من الأوضاع الخطيرة التي يعيشها السودان اليوم إلا بالتوافق بين أهل السودان ووقف الاستقطاب بين الشريكين، إخوتنا في الجنوب تقدموا علينا بإجراء حوارات داخلية بينهم، ونحن الآن مدعوون جميعا للتوافق من أجل حماية أمن واستقرار السودان ووقف الاستقطاب، لذلك اقترحنا في حزب الأمة مجلسا رئاسيا ونعد لمؤتمر وطني شامل لكل القضايا التي يطرحها الاستفتاء ونتائجه وحدة أو انفصالا". ورفضت المهدي القبول بأن تكون الحركة الشعبية قد استخدمت أحزاب المعارضة سابقا ثم تخلت عنهم الآن لصالح الانفصال، وقالت: "نحن لم ترعنا أي جهة سياسية لا الحركة الشعبية ولا المؤتمر الوطني، نحن في القوى الوطنية الذين نرعى الشريكين وليسوا عما من يرعيان قوى المعارضة، وبالنسبة لعلاقتنا بالحركة الشعبية فقد التقينا معها على أسس محددة لإجراء الانتخابات ولكننا بعد ذلك انسحبنا من العملية الانتخابية، التي أثمرت وضعا غير شرعي تماما، وهو الوضع الذي باركته القوى الغربية بالضد عن الديمقراطية لتنفيذ أجندتها، ولذلك نحن كبارهم والقوى السياسية الوطنية في السودان هي المسؤولة تماما عن تقرير مصير السودان". وأضافت "الوضع الآن خطير للغاية، ونحن في حملة كبيرة للتعايش السلمي والأمن والاستقرار، نحن نحمي بعضنا بعضا، ونحن ضد التصريحات غير المسؤولة من أي من الأطراف السياسية، ونعتقد أن المخرج هو عبر الاجماع الوطني، ونعتقد أن هناك عقلاء في الشريكين يدركون أن تحديات الأمن والاستقرار". وأشارت المهدي إلى أن الوضع الصعب سيكون دافعا لتجميع السودانيين"نحن نعتقد أن الدور الأميركي في السودان وهو أشبه بدور الوصاية والقوات الدولية المنتشرة في عدة مناطق سودانية ستدفع السودانيين إلى اللقاء حتى لدى الشريكين، لحماية أمن البلاد واستقرارها". وأعربت المهدي عن أسفها لضعف الموقف العربي في السودان، وذكرت أن ليبيا تبذل جهودا مقدرة لمساعدة السودان على الاستقرار، وقالت "الدول العربية عامة مشغولة بقضاياها الخاصة، ودورها ضعيف في السودان كما في فلسطين والعراق، وجامعة الدول العربية هي من أضعف المؤسسات فعلا، ونحن نعتقد أن ليبيا تحاول أن تلعب دورا مهما لصالح السودان، ونحن ذاهبون في زيارة السبت إلى ليبيا بدعوة من القيادة الليبية، ونعتقد أن ليبيا تمتلك الجرأة الكافية والامكانيات المساعدة على مساعدة السودانيين".