على غير المفترض أن يكون، تسللت إلى قواميس اللغة في الشارع العام، مفردات بعضها غريب، وآخر مستورد، وثالث منفر ومزعج ومقزز، والمفترض ان يكون، هو الاعتزاز بلغة الضاد، اللغة العربية الفصحى الجميلة، ومحاولة بعث امجادها ونشرها والكد في تعلمها وتعليمها للآخرين، لكن للأسف الشديد اللغة العربية، وحتى الدارجة السودانية ? التي هي قريبة جدا من الفصحى- آخذة في التلاشي والخروج من لغة المعاملات اليومية يوما بعد الآخر، خاصة عند فئات الشباب والطلاب في المراحل المختلفة، حيث نجد أن غالبية من الشباب والشابات يتجاهلون اللغة العربية، ولغة التخاطب اليومي، ويمضون إلى استخدام قواميس جديدة ومصطلحات لها مدلولات غير واضحة وغير متعارف عليها، يتواصلون بها فيما بينهم على نحو (ماسورة .. مزة .. كسير jلج.. وريتنا الطفا النور منو.. وريتنا المكر النملة منو.. جيب الزيت.. فرمرم.. فرنب.. وغيرها). (الرأي العام) سألت طالبات بجامعة النيلين عن وجهة نظرهن في هذه الطريقة للتخاطب، ولماذا؟، فقلن إن هذه المصطلحات تستخدم في إطار محدود على مستوى بعض المجتمعات، ويصفن الأمر بأنه غير صحيح حيث لا يمكن استخدامها في البيت، لكنها تسود في الجامعة والشارع بنسبة عالية مع انها ليست عادية، إلا أن الطالبات يعتقدن انها تعتبر مصطلحات (شماسة) لا يجوز تداولها بين الفئات المتعلمة. وهاجمت (سارة) هذه المصطلحات و(الراندوك)، وقالت إنها مرفوضة بشدة، واعتبرت وجودها في مجتمعات الجامعات السودانية (أكبر مشكلة)، لأن الجامعة للدراسة والتعلم لا لمصطلحات الشوارع، فيما رأت (عبير) أن هذه المصطلحات كثيرة الاستخدام والانتشار، ويمكن استخدامها من باب الدعابة فقط، فاذا كان استخدامها في كل الأحوال فهو خاطئ لانها غير محترمة (تأتي من الشارع) ? حسب تعبيرها. لكن بعض الطلاب يرون انها مصطلحات بين الشباب في الجامعة و(الحلة)، بمعنى انها مصطلحات شبابية، وقالوا إن هذه المصطلحات توجدها البيئة، ويتم تقليدها بصورة عمياء فتنتشر، وهي خاصة بالشباب فقط، ولذلك استخدامها في المنازل يصبح خطأ كبيرا. ويقول الطلاب أحمد تاج السر، وستيفن، ومصعب، إن هذه المصطلحات مفروضة عليك وإذا لم تستخدمها تصبح شاذا وسط مجتمع الجامعة، وإذا استخدمت بديلا لها توصف بأنك من القدماء أو غير متحضر ومواكب، ويضيفون بأنها مصطلحات ليس لها مصادر معروفة، وتفرضها البيئة بمعاشرة الآخرين في العمل أو الدراسة وكل المعاملات، وهي مفهومة لا تحتاج إلى شرح بل توضح نفسها، كما انها مناسبة لبعض البيئات مثل الجامعة، واستخدامها في الشارع عادي لكنه محرج نوعا ما، ويعتقدون أن هذه المصطلحات في الجامعة موضوع متجدد لا يموت حتى يأتي بديل للمصطلحات الحالية (موضة جديدة). من ناحيته، يقول نصر الدين أستاذ علم النفس بجامعة أفريقيا العالمية، إن الشارع العام لا يقبل هذه المصطلحات بصورة كبيرة، رغم أنها تاتي من الشارع، ولكنها تنتشر في مجتمع الجامعة ويتم استخدامها بصورة واسعة، ويضيف بأنه قد يستخدم الشاب هذه المصطلحات أمام أفراد أسرته عدا الأب فقط، ويعتبر أن اللغة العربية لا تحتاج الى شرح، ويدعو نصر الدين الاسرة للتحكم في كل المصطلحات التي يستخدمها ابناؤها، ويضيف: اذا فسرنا كلمة (ماسورة) فهي تعني في اللغة العربية (حنفية المياه) لكنها تستخدم الآن كمصطلح للشئ الذي لا فائدة منه. الراي العام