السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    إبراهيم شقلاوي يكتب: يرفعون المصاحف على أسنّة الرماح    د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    شاهد بالفيديو.. لدى لقاء جمعهما بالجنود.. "مناوي" يلقب ياسر العطا بزعيم "البلابسة" والأخير يرد على اللقب بهتاف: (بل بس)    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    لماذا نزحوا إلى شمال السودان    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    مناوي .. سلام على الفاشر وأهلها وعلى شهدائها الذين كتبوا بالدم معنى البطولة    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الإعلام المصري: ملايين الجنيهات تدفع من الداخل والخارج لإسقاط مرسي
نشر في الراكوبة يوم 19 - 04 - 2013

هذه المرة الثانية التي تزور فيها «الشرق الأوسط» مبنى ماسبيرو، في غضون أقل من عام للقاء وزير الإعلام المصري صلاح عبد المقصود، وفي نفس المكتب بالدور التاسع الذي شغله من قبل وزيرا الإعلام السابقان في عهد مبارك صفوت الشريف وأنس الفقي، كان اللقاء مع الوزير عبد المقصود، ولم تدخل «الشرق الأوسط» إلى مكتبه إلا بعد أن استأذن مدير مكتبه محمد حكيم، في أن نمنح الوزير بعض الوقت لأداء صلاة المغرب، «لأن المغرب غريب»، على حد قوله وفي مكتب وزير الإعلام، المقبل من قلب الإخوان، استبدلت بصورة الرئيس السابق حسني مبارك، التي كانت فوق رأس الوزير آية جميلة بخط النسخ «وما توفيقي إلا بالله»، وعلى يسار الوزير شاشة عملاقة مقسمة إلى 16 شاشة صغيرة، تعرض 13 شاشة صغيرة لقنوات التلفزيون المصري، وثلاث لفضائيات عربية ومصرية، يتابعها الوزير الذي لا يخفي إخوانيته ، لكنه على حد قوله «يخلع عباءة الإخوان على بوابة ماسبيرو». في بداية اللقاء، تحدث الوزير عبد المقصود عن الإنجازات التي تحققت في عهد الرئيس مرسي، مشيرا إلى أن ثورة يناير أحدثت تحولا ديمقراطيا كبيرا لم تشهده مصر من قبل.. فمصر تعيش أزهى عصور حرية الإعلام والصحافة والكلمة، على حد قوله، وقال إن من أهم ما حققته لنا الثورة الحرية التي لا يمكن التراجع عنها والنظام الحالي يدعم الحرية المسؤولة التي لا تسب ولا تُجرِّح أحدا، مضيفا أن الساحة المصرية شهدت ميلاد 59 صحيفة جديدة، إضافة إلى 20 قناة فضائية خاصة سواء كانت مصرية أو باستثمارات عربية أو أجنبية داخل مصر. وقال إنه شخصيا يجاهد لتحويل الإعلام من إعلام حزب إلى إعلام شعب، وعلى سطح مكتبه تناثرت الملفات وهموم الوزارة التي يعمل على حلها كل يوم. وجاء الحوار على النحو التالي:
* ما الجديد الذي تحقق بالنسبة لميثاق الشرف الإعلامي الذي كنت قد وعدت به؟
- في يوم 30 مارس (آذار) الماضي دعونا عددا من ملاك المحطات الفضائية وعددا من المشتغلين في المجال الإعلامي إضافة إلى ممثلي اتحاد الإذاعة والتلفزيون، وعقدنا ندوة لمناقشة عدة قضايا من ضمنها ميثاق الشرف الإعلامي، وتم الاتفاق على دعوة كلية الإعلام لاجتماع موسع، يضم مختلف القنوات والصحف والإذاعات ومحطات التلفاز لمناقشة هذا الميثاق، ونحن أكدنا منذ البداية أن هذا الميثاق لا نريده أن يفرض على العاملين في أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، بل نريد أن يضعه الإعلاميون أنفسهم بأيديهم دون ضغوط من أحد، ونحن نتمنى أن يغنينا ميثاق الشرف الإعلامي الجديد عن اللجوء إلى النيابات والمحاكم، وأن نصل به إلى ما يمكن تسميته التنظيم الذاتي للإعلام، واقترحت أن ننشئ هيئة للتنظيم الذاتي، تكون تابعة للمجلس الوطني للإعلام، وهو لا يتبع أحدا ونصت عليه المادة 215 من الدستور المصري الجديد، ومهمته منح التراخيص للقنوات والصحف والإذاعات، وأيضا ضمن مهامه ضمان حرية وتعددية الإعلام، وعدم احتكار وسائل النشر والإعلام من فئة أو تيار أو حلف أو رجال أعمال، ولم يفعل المجلس الوطني للإعلام بعد، لأنه بانتظار وضع قانون، وكذلك أن تدار حوله حالة حوار إعلامي مجتمعي حزبي وسياسي، قبل التطبيق، وستنشأ هيئة وطنية أخرى للصحافة والإعلام نصت عليها المادة 216 في الدستور الجديد، ستكون مهمتها إدارة ممتلكات الشعب في مجال الإعلام، وهي تمثل اتحاد الإذاعة والتلفزيون والصحافة القومية، و«وكالة أنباء الشرق الأوسط»، والمواقع الإلكترونية المملوكة للشعب.
* هل ما زلت على رأيك أن تكون آخر وزير إعلام في مصر؟
- لم أتزحزح عن رأيي في ذلك، لأنني أتمنى ذلك، نحن ندير هنا إعلام الشعب، وشعارنا «قناة شعب مصر»، والإعلام قبل الثورة كان بوقا للنظام وإعلام الحزب الواحد لا إعلام الشعب، وقد قطعنا شوطا كبيرا كي يكون إعلام الشعب يعبر عنه تعبيرا حقيقيا بكافة طوائفه، إعلام يُعلي المصلحة العامة للوطن ويحرص على إبراز الرأي والرأي الآخر، واليوم نشرف في ماسبيرو على 23 قناة تلفزيونية، و58 إذاعة من بينها 35 إذاعة موجهة ب23 لغة لدول أفريقيا وآسيا وأوروبا، وجميعها اليوم تتحدث باسم الشعب وتمثل فيها قوى المعارضة أكثر من تمثيل قوى الموالاة، هناك إحصائية خلال ال3 شهور الماضية تشير إلى أن 65% من الضيوف يمثلون المعارضة و35% يمثلون الموالاة، وهذا من باب إظهار الرأي والرأي الآخر.
* كم إعلاميا منتميا للإخوان في ماسبيرو اليوم بعد قدومكم لإدارة شؤون وزارة الإعلام بعد تولي الرئيس مرسي؟
- بابتسامة عريضة.. «لا تعلمونهم الله يعلمهم»، أنا من الإخوان، وأفخر بانتمائي إلى الإخوان، ولكنني أخلع عباءة الإخوان على بوابة ماسبيرو، وعليك أن تدرك أن ماسبيرو كان لصيقا برئاسة الجمهورية منذ عام 1952 وحتى 2011، وكانت تجرى تحريات أمنية دقيقة جدا على العاملين فيه، ولم يسمح لأي أحد من المنتمين إلى التيار الإسلامي بالدخول إلى ماسبيرو، ناهيك عن أعضاء جماعة الإخوان، ولم أدخل ماسبيرو، حتى بعد الثورة، رغم أنني كنت عضوا في اتحاد الإذاعة والتلفزيون ولم أجر لقاء تلفزيونيا أو أظهر على شاشات التلفزيون المصري إلا عشية فوز الرئيس محمد مرسي، حيث كنت مستشارا إعلاميا لحملته الانتخابية، وجئت في مناظرة بعد فوزه مع الدكتور سعد الدين إبراهيم، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تطأ فيها قدماي أرض مبنى ماسبيرو، وهذا بفضل الله ورحمته.
* كم عدد المذيعات المحجبات في ماسبيرو اليوم؟
- هذا المكان لم يشهد ظهور مذيعة محجبة واحدة على شاشة التلفاز المصري حتى بعد قيام الثورة، ومن كان يطلق لحيته، يضع نفسه في مكان شك وريبة، من قبل القائمين على ماسبيرو، حتى من ترتدي حجابا بسيطا كانت تعرض نفسها للأذى، وقبل الثورة لدينا الزميلة غادة فاروق المذيعة بقناة «النيل للأخبار» منذ تأسيس القناة عام 1998، ثم في 2001 بعد ثلاثة أعوام من عملها بالقناة ارتدت الحجاب، فأجلسوها بسبب الحجاب إلى خارج الشاشة، وبعد الثورة الزميلة نرمين البيطار، وهي نجلة الإعلامي الكبير كامل البيطار، أحد مؤسسي إذاعة «صوت العرب»، ارتدت البيطار الحجاب بعد الثورة، وعلى الرغم من قيام الثورة التي تنادي بالعدالة والكرامة والإنسانية وحقوق المواطن الدستورية والقانونية، أقعدوها أيضا بعيدا عن الشاشة، وبمجرد أن توليت الوزارة، سمحت للزميلات بالظهور على شاشات الأخبار بالحجاب، حيث إن بعضهن كن قد عدن بالفعل للبرامج، أما نشرات الأخبار، فكن ممنوعات من الظهور على شاشاتها منذ تأسيس التلفزيون المصري عام 1960 حتى عام 2012 عندما وفقني الله تعالى، وسمحت لهن بالظهور بالحجاب، وبات العدد اليوم يقترب من عشر مذيعات محجبات في قطاع الأخبار، وهو توفيق من الله تعالى.
* ما تعليقكم على حصار الإسلاميين لمدينة الإنتاج الإعلامي رغم أنكم أرسلتم كاميرات التلفزيون لتغطية الحدث؟
- أرسلت الكاميرات إلى مدينة الإنتاج الإعلامي، مثلما أرسلتها من قبل إلى محيط المحكمة الدستورية، ومحيط مكتب النائب العام، وإلى محيط قصر الاتحادية الذي يمثل مقر الرئاسة المصرية، وطالبت المتظاهرين الموجودين أمام مدينة الإنتاج الإعلامي بالابتعاد عن بوابات الدخول والخروج والحفاظ على سلمية مظاهراتهم، مؤكدا أن حق التظاهر مكفول، وأن الاحتجاج على أداء بعض القنوات الإعلامية ينبغي أن يكون عبر الوسائل القانونية، حيث إن المنطقة الإعلامية الحرة لا تتوانى في التحقيق في أي بلاغ يصلها من المواطنين أو الهيئات العامة والخاصة، وفي المقام الأول إرسال الكاميرات لتغطية المظاهرات عمل مهني في المقام الأول، وفي الوقت ذاته ندين حصار أي مؤسسة، لأن هناك وسائل قانونية يمكن اللجوء إليها، وهناك جهات قانونية يمكن الشكوى إليها، عند أي خروج على ميثاق الشرف الإعلامي، نحن ندعو لإعلام يعمل في إطار مهني، فمصر دولة كبيرة لا يمكن أن تسقط بمثل هذه الأقوال، ونسعى إلى إعلام يسهم في تأكيد الوحدة الوطنية وتجنب الفتن والفرقة بين أبناء الشعب الواحد.. إعلام يطرح ويدعم الرؤى والمقترحات التي تسهم في معالجة الأزمات ولا يشارك في صناعتها ويسهم في استكمال المسيرة، ولدينا المنطقة الحرة ولديها آليات شديدة للمحاسبة يمكن اللجوء إليها، تبدأ بلفت النظر، والتحقيق والمحاسبة، فإنذار، فوقف البرنامج المشكو في حقه، وإغلاق القناة نهائيا، وهذا حدث من قبل مع قناة «الفراعين»، فما المبرر لمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي أو الدعوة إلى إغلاق قنوات فيها، لكنني أيضا مع حق التظاهر على أن يكون بعيدا عن الأبواب، وألا يمنع نشاط المدينة، لأن بها استثمارات بالمليارات، وقلت من قبل إن الإعلام الخاص أنفق العام الماضي 6 مليارات جنيه، يقابلها مليار ونصف المليار من الدخل فقط، إذن هناك فجوة، ومال سياسي يدخل الإعلام الخاص، أي إن هناك فجوة 4.5 مليار جنيه لا نعرف من دفعها، أي إن الإعلانات حجمها مليار ونصف مليار جنيه فقط.
* من أين جاء تمويل تلك القنوات الخاصة؟
- جاءت من فلول النظام السابق أي من الداخل، ومن الخارج أيضا، ومن بعض رجال الأعمال ومن بعض الأحزاب، ومن بعض أصحاب الأجندات السياسية التي يريدون فرضها، على الدولة المصرية، ولدينا مذيعون يتقاضون رواتب أضعاف ما يتقاضاه الرئيس الأميركي، بعض المذيعين يتقاضى 18 مليون جنيه في السنة، أي نحو مليون ونصف مليون جنيه في الشهر، وهناك مذيعون يتقاضى الواحد 14 مليون جنيه، وآخر يتقاضى 12 مليون جنيه وهكذا، ولدينا مذيعون متواضعون فيما يتلقونه من مرتبات رغم كفاءتهم المهنية العالية، إذن هناك فجوة، ومال سياسي يدخل الإعلام الخاص، وهناك بعض الإعلاميين يعتمون على إنجازات الحكومة الحالية، التي ورثت تركة ثقيلة وأزمات كبيرة من النظام السابق، وتسعى بكل قوة لحل هذه الأزمات وتلبية مطالب الشعب.
* ما تعليقكم على برنامج النجم باسم يوسف.. وهل أنت مع إحالة الاتهامات الموجهة إليه إلى القضاء؟
- أنا لا أريد أن يمثل الإعلامي باسم يوسف أمام القضاء، ولكم أنا مع محاكمته إعلاميا ذاتيا، إما عن طريق حكماء المهنة بما نسميه التنظيم الذاتي للإعلام، أي عبر الهيئة الوطنية التي أنادي بها «التنظيم الذاتي للإعلام»، وهي التي تضع قواعد العمل، وتحكم قواعد الممارسة المهنية، وهي التي تحاسب أيضا عن أي سقطات مهنية، وهذه الهيئة لم تفعل بعد أو تنشأ، لكن يمكن الاحتكام إلى المنطقة الحرة الإعلامية، وهي لديها من القوانين والقواعد واللوائح ما يمكن تطبيقه على أي خروقات، وقد مارستها بالفعل من قبل في عدة مرات سابقة، ولدينا أيضا «الشركة المصرية للأقمار الصناعية»، ويمكنها أيضا أن تحاسب، وهناك كثير من وسائل الإعلام الخاصة لا تقول الحقيقة، وكما قال المستشار أحمد مكي وزير العدل فإنها حكومة مظلومة تعمل كثيرا ولا تذكر إلا بالسلب، وإنجازات الحكومة لا تنعكس في وسائل الإعلام الخاصة على الإطلاق، وقد نجحت الحكومة الحالية في حل مشكلة الغاز، ونجحت أيضا في حل نحو 70% من مشكلة رغيف الخبز، وتحاول استعادة الأمن في الشارع المصري، وطرحت مشاريع استثمارية، وستطرح قريبا مشروع «مدينة المطار» باستثمارات تصل إلى 20 مليار دولار، وتعمل الآن على تنمية مشروع محور قناة السويس، وهو مشروع واعد جدا، سيضاعف دخل المجرى المائي العالمي.
* من وجهة نظركم.. ما سر ضعف تجاوب الشارع مع الرئيس مرسي بعد عامين من الثورة وأكثر من 8 شهور من حكم الرئيس؟
- هناك أموال تضخ منذ انتخاب الرئيس مرسي من الداخل والخارج، لإضعاف هيبة الدولة وإسقاط الرئيس، وهناك محاولات لإظهار أن الرئيس لا ينفذ ما وعد به، ومنذ الأسبوع الثاني لحكم الرئيس مرسي، هناك محاولات لإظهاره بأنه الرئيس الذي وعد ولم يف بما وعد به، بل في اليوم الأول الذي تولى فيه الرئيس الحكم دشن موقع اسمه «مرسي ميتر»، بحيث يقيس أداء الرئيس في الملفات الخمسة التي وعد بها، وهي ملفات الغاز، والأمن، والمرور، ورغيف الخبز، والنظافة.
* عندما يتحدث الرئيس عن أصابع سيقطعها.. هل هي أصابع من الداخل أم من الخارج؟
- هي أصابع من الخارج، أما أصابع الداخل فيجب أن تحاسب أو يكف أذاها، وقلت لأصدقائي إن من يراهن على إسقاط الرئيس ببضعة آلاف يخرجون للتظاهر هنا وهناك فهو واهم، لأن الرئيس لديه أضعاف هذه الآلاف من المؤيدين، وهذه ليست آلية الإسقاط، أما آلية الإسقاط فيجب أن تكون عبر صناديق الانتخابات التي جاءت بالرئيس، لأننا اليوم دولة اخترنا هذا الطريق، أي صندوق الانتخابات الذي يعكس إرادة الشعب، وعلى الجميع أن ينتظر برنامج الرئيس مرسي، بإعطائه الوقت، فإذا نجح، فلنجدد له وإذا أخفق فالرأي للشعب، وقلت لأصدقائي أيضا إذا كنتم تتوهمون أن بإمكانكم إسقاط الرئيس عبر التظاهر في عدة شهور، فأنا أبشر من سيأتي بعد الرئيس مرسي، بأنه لن يجلس على كرسي الحكم سوى أيام وليس أسابيع، وهناك الملايين من الجنيهات تدفع من الداخل والخارج في مسعى لإسقاط الرئيس مرسي.
* هل هناك نية لبيع أي من القنوات التلفزيونية أو الإذاعية في ماسبيرو؟
- منذ البداية نفينا كل هذه الإشاعات، ونحن جاءتنا طلبات كثيرة لشراء إذاعات من جهات عربية ودولية، بالإضافة إلى جهات عربية أرادت شراء موجات إذاعة، ولكننا اعتذرنا لهم، ولا نية على الإطلاق لبيع أي قناة أو إذاعة لأحد، لأنه لا يوجد لدينا فائض نبيعه أو نؤجره، وكذلك القنوات الإقليمية لن نقوم ببيعها على الإطلاق، ونحن نسعى بالفعل لتطوير هذه القنوات، لأن لها دورا مهما في التنمية المحلية والمجتمعية، ولا غنى عنها ونحن نريد أن نرتقي بها، وأول منح جاءتنا للتدريب خصصتها لأبناء القنوات الإقليمية، واندهشت عندما علمت أن بعض أبناء هذه القنوات لم يحصل على تدريب لنحو عشر سنوات متتالية، فقد ظلموا في مجال التدريب والتطوير.
* كم شاشة تشاهد خلال فترة العمل في مكتبكم؟
- في العادة أتابع يوميا 16 شاشة، من الصباح الباكر حتى ساعة متأخرة من الليل، أختار في العادة بعض القنوات المهمة التابعة للتلفزيون المصري، وجميعها مهمة، وما ألاحظه في المكتب القنوات الأولى، والفضائية، والثانية، والنيل للأخبار، والنيل لايف، وصوت الشعب، وأتابع من المنزل القنوات الإقليمية الست، قناة الصعيد، وطيبة (جنوب الصعيد)، والدلتا، والإسكندرية، والقاهرة الكبرى، لكنني أعتمد على وسائل أخرى في المتابعة وهي تقارير متابعة القنوات الإذاعية والتلفزيونية، وتأتينا نسخ منها كل يوم، بالإضافة إلى تقارير متابعة الجودة، وخلال اليوم وفي المنزل أتابع أيضا «الجزيرة» و«العربية» من أجل المقارنة مع قناة «النيل للأخبار»، وهي قناة منافسة ولا بد أن أقارن بين محتوى «النيل» وغيرها من القنوات الإخبارية مثل «العربية»، و«سكاي»، و«سي إن إن»، و«بي بي سي العربية»، مع الأخذ في الاعتبار أن «النيل للأخبار» قناة مصرية وعربية ودولية، ولدينا مراسلون ل«النيل للأخبار» في الكثير من الدول.
* كم عدد العاملين في ماسبيرو؟
- لدينا 43 ألف موظف، والمشكلة الكبرى هي المرتبات والحوافز والأجور حيث تبلغ نحو 270 مليون جنيه في الشهر، ومنذ اليوم الأول بدأت حملة في ترشيد النفقات، وأضع ضوابط للصرف حتى بلغت الشهر الماضي، نحو 208 ملايين جنيه، والشهر الحالي بلغت نفقات المرتبات 198 مليون جنيه، لكنه مرشح للزيادة الشهر المقبل، بفعل العلاوة التي قررتها الحكومة المصرية للعاملين في قطاع الدولة، وهذا سيرفع المبلغ قليلا، وما زلت أيضا ملتزما بسياسة الباب المفتوح للاستماع إلى شكاوى الموظفين وقبل أن تدخل علي، كان هناك وفد من قناة «النيل للأخبار» في مكتبي، التقيت اليوم أيضا عددا من الزملاء بصدد إنشاء راديو جديد، أو إذاعة جديدة سيكون اسمها «راديو الشعب»، وهو راديو على موجة إف إم، سيقدم خدمات سريعة إخبارية مرورية اقتصادية، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققناه في «راديو مصر»، وكانت وزارة الإعلام أعدت تقريرا عن أول 200 يوم لي في الوزارة، أشار إلى نجاحي في توفير 186 مليون جنيه من نفقات الوزارة، وتحقيق إيرادات 89 مليون جنيه من الإعلانات، ومبيعات 52 مليون جنيه من الأعمال الدرامية، وبفضل الله، استكمال استوديو 5 أكبر استوديو بالمنطقة العربية، وأنشأت استوديو خاصا وهو الاستوديو رقم 21 لقناة مصر الفضائية بتكلفة 16 مليون جنيه، وأيضا إنشاء أرشيف إلكتروني للإذاعة تكلف 15 مليون جنيه، وأقوم حاليا بإنشاء 3 استوديوهات تلفزيونية مطلة على النيل في الدور العاشر، ستفتتح بعد أسابيع، لنستغني عن الأماكن المؤجرة في مدينة الإنتاج الإعلامي، حيث جاءتنا مطالبات ب132 مليون جنيه متأخرات عن السنوات السابقة، مستحقة لمدينة الإنتاج الإعلامي على اتحاد الإذاعة والتلفزيون، ونحن قلصنا هذه الخدمات ونقوم حاليا ببناء مجمع خدمات في 6 أكتوبر على أرضنا، وسنستغني عن استوديوهات 6 أكتوبر المؤجرة وكذلك المخازن والمكاتب نهاية الشهر.
* ما تعليقكم وأنت ابن الجماعة على ما يتردد من أن الإخوان يسعون إلى «التكويش» على مفاصل الدولة أو ما يعرف باسم «الأخونة»؟
- أستطيع القول إن الحكومة بها 35 وزارة، من بين هذه الوزارات 7 وزراء دخلوا الحكومة وهم منتمون لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان، إذن نحن نتحدث عن 20% من الوزراء هم المنتمون للإخوان، وهم وزراء دخلوا الحكومة على أساس أنهم وزراء تكنوقراط، ولدينا حزب الوسط، له أيضا حقيبة، وأحزاب أخرى، ولدينا مختلف أطياف اللون المصري الليبرالي والقومي والإسلامي موجودة داخل هذه الحكومة، لكن لم يدخل أحد فيهم إلى الوزارة بناء على توجهه السياسي، إنما دخل بناء على حكم خبرته كوزير تكنوقراط، أما مزاعم «أخونة الدولة» فهي أكذوبة كبيرة حاول أن يصنعها أعداء الرئيس، حتى يقطعوا الطريق أمام أي محاولة لتطبيق برنامجه الانتخابي، وللأسف اشترك في هذا الأمر بعض الأحزاب القريبة منا مثل حزب النور، وأخطأ أحدهم عندما زعم أن هناك وظائف كثيرة للإخوان، في رواية 13 ألفا، وفي رواية أخرى في 13 محافظة، فإذا بالملف الذي قدم للسيد الرئيس به وظائف في 190 موقعا يزعم أنهم من الإخوان، ونسي من تقدم بهذا الملف أن الإخوان أيضا أبناء هذا البلد وموجودون منذ قبل الثورة، وأول قضية قدمها الرئيس السابق مبارك إلى المحاكم العسكرية، كان على لائحتها 3 وكلاء وزراء من الإخوان، و11 مديرا عاما، و9 أمناء عموم من النقابات المهنية من المحسوبين على الإخوان، و12 بروفيسورا في الجامعة، وجماعة الإخوان معروفة أنها مليئة بالكفاءات، ولا يستغرب أن أبناءها منتشرون في جميع الوزارات، فإذا رقي أحدهم لتولي موقع أو إدارة لا يستغرب هذا الأمر، لكن ما العيب أن يستعين الرئيس مرسي ببعض من يرى أنهم أكفاء، والرئيس الأميركي أوباما بعد إعلان النتيجة يجهز فريقه الرئاسي الذي يبلغ بضعة آلاف، وأنا في وزارة الإعلام لم أعين أحدا من الإخوان حتى يومنا هذا لقناعتي الشخصية أن هذا المكان مكتظ بآلاف العاملين، وهو ليس في حاجة إلى عمالة جديدة، لكنني في نفس الوقت انتدبت قاضيين من مجلس الدولة لمعاونتي في الإدارة والرقابة المالية، لأنني لا أزعم أنه لدي الخبرة القانونية التي تحصن قراراتي من الزلل.
* ما تقييمكم لرفض قيادات جبهة الإنقاذ الحوار مع الرئيس مرسي رغم دعواته المستمرة لهم؟
- هم لا يريدون حوارا، لأنهم يخشون الحوار، ويخشون صندوق الانتخابات، وللأسف الشديد بعض الدوائر الخارجية تؤيدهم في ذلك رغم معرفتها بحقيقتهم وحجمهم، بعض الآليات الديمقراطية المستخدمة في الغرب، بعض الدوائر الغربية لا يريدون أن نستخدمها في بلادنا، هم لا يريدون أن يعترفوا أن الحكم لمن فاز بنتائج صندوق الانتخابات، والبعض تخلى عن هذه القناعة، ويقول أشركوا الجميع، ولو أشركت الجميع، فلا برنامج لي ولا هوية لي، لكن برنامجي الذي اختارني الشعب على أساسه لا بد أن أعطى فرصة كي أطبقه، حتى يكون واقعا على الأرض وملموسا، والشعب في هذه المرحلة اختار برنامجا وعلينا احترام إرادة الشعب، ولو الحكومة أخطأت يجب علينا أن ننتقدها ونقومها، ولذا أنا أنشأت برنامجا يوميا اسمه «كشف حساب» يبث يوميا على أربع قنوات؛ الأولى والفضائية وصوت الشعب والنايل لايف، يستضيف يوميا أحد الوزراء يقدم فيه جردة حساب لإنجازاته، وماذا يعد من أفكار جديدة، وأستضيفه مرة أخرى بعد شهر، لأحاسبه على وعوده في البرنامج، ونحن لسنا بوقا للحكومة بل عين الشعب على أداء الحكومة.
* ما آخر مرة التقيت فيها الرئيس مرسي؟
- تقريبا منذ نحو شهر، والرئيس محمد مرسي مشاغله كثيرة جدا، وأظن أن الرجل لديه أعباء كثيرة، ندعو الله أن يعينه عليها، وليس هناك توجيه من الرئيس إلى الإعلام، وهو شخصيا يريد من الإعلام أن يكون عينا للشعب على أدائه هو وأداء الحكومة.
* هل تغير نمط حياتكم كثيرا بسبب المنصب الوزاري؟
- المنصب قضى على الاجتماعيات، ولكن نسأل الله أن يبارك في أوقاتنا، وأن يصلح أحوالنا وأحوال أسرنا، لأن البركة في الوقت، وقد تكون لفتة صغيرة يفعلها الرجل في منزله تدخل السرور على أهل بيته، ونسأل الله عز وجل البركة. وأظن أن البلد رغم الصعاب تسير إلى الأفضل، وجميع أعضاء الحكومة يعملون، ومصر محفوظة برعاية الله عز وجل، وسننجح في عبور هذه المحنة، وكثير من الدول مرت بظروف مماثلة.
* هل أولادك يعملون في مجال الإعلام؟
- لي ولدان وبنتان، الابن الأكبر صحافي يعمل في محطة «الجزيرة» الفضائية، وابنة أنهت ماجستيرا في مجال الإعلام من الجامعة الأميركية، والابنة الصغرى تعمل أيضا في مجال الأفلام الوثائقية، والابن الأصغر في بكالوريوس إعلام هذا العام، وحاولت كثيرا أن أمنعهم من دخول هذا المجال، لأنني كنت أعتقد أن المجال الإعلامي مغلق في وجوه أمثالنا، وعلى سبيل المثال ابني عمل في إحدى الصحف الخاصة، وتم إبعاده بقرار أمني في عهد الرئيس السابق مبارك، وابنتي كانت الأولى في الجامعة في السنة النهائية وتم إبعادها من التعيين معيدة في الجامعة، وأنا شخصيا اعتقلت في عهد مبارك أربع مرات، منها مرتان بسبب مقالتين، وأذكر أنني قلت ذات مرة لنائب رئيس جهاز أمن الدولة وكان مسؤولا عن النشاط الديني في أمن الدولة، أنتم تساوون بين من يحمل القلم ومن يحمل الرشاش، فرد علي بقوله: «القلم الذي تحمله أخطر من الرشاش»، وفي النيابة العسكرية اتهموني بكتابة منشور ضد الحكومة، أجبتهم بأنني صحافي، فكيف أكتب منشورا، وأنا أكتب في جريدة معترف بها، توزع مئات الألوف من النسخ، وما حاجتي لطباعة مئات النسخ من منشور كما تدعون، وطلب وكيل النيابة العسكرية نسخة من الصحيفة، ووجد المقال منشورا هناك، ومن الله علينا أن ننجو من القوم الظالمين.
* في ليالي السجن هل كنت تتخيل أن الله سينصر الفتية الذين آمنوا بربهم؟
- كنت أرى شعاعا من الأمل من غرفة الزنزانة، كنت على يقين أن النصر مقبل لا ريب فيه، وكانت أسعد أيام حياتي التي قضيتها في سجن ملحق طرة أولا ثم سجن مزرعة طرة، وكانت أسعد أيام حياتي لأنني كنت أشعر بالظلم، وكانت الخلوة تطول مع الله سبحانه وتعالى، وأيضا مع ثلة من خيرة أبناء الوطن، كان معي في تلك الأيام بالسجن، الدكتور عصام العريان، والمهندس خيرت الشاطر، والدكتور محمود حسين، والدكتور محمد حبيب، والدكتور محمود عزت.
* ما الآية الكريمة التي دائما ما تتردد على لسانك؟
- «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين».. «رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.