المتأمل في الوضع السوداني برمته السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني والعسكري يدرك بكل وضوح بأن فضائح العصابة الحاكمة لا تنتهي عند كشف المستور في النهب وسرقة المال العام وفضائح قادة الحزب الاخلاقية ولا تنتهي عند كذب الحزب الحاكم على المواطنين في (مقتل) الحلو ومشاركة (اسرائيل) في الهجوم على ابوكرشولا، لكن تتعداها إلى الفضائح الاعلامية من خلال الفبركات التي تعودت ماكينة الحزب على صناعتها وفي هذا الشأن اليوم نتحدث لأن الاعلام يمثل أكبر كاشف لهذه العصابة التي تعرت تماماً من أي غطاء يستر عورتها النتنة. العصابة الحاكمة ارتكزت طيلة سنوات حكمها على الاعلام واستخدامه بشكل سافر في تزييف الحقائق والمحاولات الفاشلة في لي عنق الحقيقة فإن ما يكتبه اسحاق احمد فضل الله من مقالات راتبة يمثل أكبر ماعون تضع فيه العصابة أوساخها ومخلفاتها وجهلها بل تزيد من مآسي أهل السودان، فإن اسحق ظل منذ بداية التسعينات يشغل عضوية العصابة الحاكمة بالترهات والأكاذيب والدجل والشعوذة والسيناريوهات المتوهمة والتي لا توجد إلا في دماغه الخرب، وظل كل هذه السنوات يكتب في محاولات فاشلة ورعناء لتبرئة العصابة الحاكمة من أي جرائم ارتكبتها سواء في دارفور أو في النيل الأزرق أو في الجنوب أو في دمار الاقتصاد وانهيار البنيات الاقتصادية أو فيما ارتكتبه من فضائح اخلاقية وامتهان لكرامة الناس، وقد ظل في غالبية مقالاته يضع شماعة الفشل على جهات أبداً لم يسمها ويتعمد ذلك حتى يلهي الناس عن جادة الحقيقة. مثلاً في مقاله بتاريخ الاثنين 13 مايو 2013م يرجع اسحق فضل الله كل ما حدث من ضياع وفشل اقتصادي لمخابرات أجنبية لم يحددها وذلك في مقاله بعنوان (حمَّام للسودان أو الموت!!) ونقرأ سوياً بعض فقرات من المقال إذ يقول كاتب الاستحاضة: "المخابرات تصمم الأمر بحيث تجعلك تختار بين الموت سكوتاً والموت (كلاماً)، والحكاية قديمة، وفي مصر القديمة الملك يسأم تبجيل الناس له.. ويختفي وبعد سنوات حين يتسلل عائداً يجد أن الكهنة قد جعلوه (إلهاً) معبوداً، وحين يستنكر الأمر يقول له كبير الكهنة، نحن جعلنا الناس تعتقد أنك إله وأنك صعدت إلى السماء وأن علامة ألوهيتك هي أنك تعود بعد موتك.. فإن أنت ظهرت للناس الآن أصبحت إلهاً وأصبحنا نحن أكثر قداسة، والمخابرات الآن تصمم الكوارث بحيث يصبح علاجها خياراً مثل هذا". وفي الفقرة التالية يأتي ليشغل أذهان الناس بالأوهام فيقول: "وسهل جداً أن تقول ماذا حدث، وصعب أن تقول (كيف)، وصعب جداً أن تقول (لماذا)، ومستحيل أن تقول (من صنع الحدث)، وأكثر استحالة أن تقول (ما الذي سوف يحدث)، لكن المستحيل هذا يصبح قريباً إن أنت حدثت عن الأخير هذا (من)، شيء صغير يمنع ففي السودان وكل العالم إن أنت حدثت عن الناس فقدت أشياء صغيرة مثل حياتك!!.، وعن الشخصيات وأنت تفحص السودان تستطيع أن تحدث عن ألف شخصية تهدم السودان الآن ببراعة وتعجز عن إحصاء عشرة أو عشرين يصلحون، والشخصيات هذه التي تهدم تختلف، فالترابي مثلاً وقوش وآخرون كلهم يهدم السودان (بنظافة) وكلهم يستطيع أن يحدثك عن (إصلاح).. ومن يحدثك يشهد بحديثه هذا أنه (يبالي) بوجودك". وفي فقرة ثالثة من الترهات يهرف اسحاق فضل الله فيقول: "ومجموعة أخرى تهدم المركز العصبي للبلاد وهي جالسة في الخرطوم منعمة في هدوء ناعم.. ونعيم هادئ، وهوامش في ملفات هؤلاء تجد أن بعضهم ولسنوات يشتري المؤسسات الناجحة ثم يغلقها (والسودان الذي شرع في تصدير مواد البناء والأجهزة الإلكترونية والناقلات والجرارات والأسلحة الصغيرة والماكينات و.... و.... السودان هذا يتوقف لأن المصانع توقفت بعد أن (خُصخصت).. بتدبير بديع من هؤلاء، وجهات تعمل في تلقيح الماشية نحدِّث عنها العام الماضي ينتهي أمرها الآن بعد عام أو عامين إلى أن التلقيح الذي تنشره في السودان لا ينتج إلا (ذكوراً)، وبعدها لا إنتاج لأن الذكور لا تنجب ولا ألبان ولا لحوم...قبلها البترول قبل إيقافه الذي كان ينتج (550) ألف طن تتسلل مجموعة معينة إلى مراكز حساسة فيه ليهبط الانتاج إلى (350) ألفاً فقط، وقبلها إنتاج القمح والسمسم والدقيق والكركدي والصمغ إلا قليلاً والأسماك و كله حدث فيه ما حدث.. بتدبير من السادة هؤلاء". وفي فقرة رابعة يكتشف القارئ أوهام لا حصر لها ولا عد يكتبها اسحاق بخيال واسع يتفوق فيه على المرحوم أسامة أنور عكاشة ويقول: "ومثير أن وفداً حين يزور مؤسسة ضخمة (تدير المختبرات الزراعية) يفاجأ بأن العاملين هناك يبحثون عن المفتاح ويبحثون.. لأن الأجهزة هناك..أحدث أجهزة في العالم.. ترقد منذ عام في صناديقها لم يمسها أحد) وحين يسأل عن الفنيين وكلهم مؤهل فذ يجدهم قد أُبعدوا عن المعمل ليصبحوا موظفين خلف الملفات و...أحدهم يحمل شهاداته في جيبه (شهادات مدرب في كرة القدم ليعمل بها في الخليج) قبلها أربع عشرة طائرة للخطوط الجوية السودانية تخرج عن العمل، وأربع سفن تجوب العالم تخرج عن العمل، و... و... كل هذا تستطيع أن تحدث أنت عنه، لكن الحديث عن (لماذا) حديث يقطع العنق". ولا زال اسامة أنور عكاشة السودان يواصل في كتابة سيناريو المؤامرة على العصابة فيقول: "فهو حديث يجر إلى (فلان أو فلان( ودكتور كمال عبيد يرجع إليه من شاء حين يجلس إلى شخصية ضخمة قامت بعمل ضخم ضد البلاد يسأله لماذا... يقول لأنكم تظلمون قبيلتي!!. وأحاديث كمال لا داعي لها الآن ونؤجلها، وحديث عن شخصية أكثر غرابة هو حديث يقود الى عمل له صلة بمخابرات دولة أوروبية قبل أكثر من عشر سنوات، ومجموعة يومئذٍ من أربع دول تضم أحد عشر شخصية، والمجموعة هذه حين تشرع في (مخادعة) جهاز المخابرات الأوروبي الذي يعملون لصالحه يقوم الجهاز باغتيال عشرة منهم، ويبقى أحدهم، وأحدهم هذا يدير الآن عملاً خطيراً في السودان..لماذا أبقواعليه". رمي الفشل على أجهزة مخابرات أوربية مزعومة..!!. مما ذكرنا اعلاه من ترهات يكتبها اسحق احمد فضل الله لسنين عدداً يحاول في هذا المقال بالذات أن يبرئ العصابة من تهمة الفساد الذي أدى لبيع مؤسسات النقل الوطنية مثل الخطوط الجوية السودانية والخطوط البحرية السودانية وغيرها من المؤسسات الضخمة التي كانت الداعم الحقيقي للاقتصاد الوطني، كذلك رأينا كيف أن اسحاق من خلال هذا السيناريو السخيف والسمج يريد أن يفهم السودانيين بأن الحاكمين في البلاد قد أجتهدوا كل الجهد وأنهم قد أقاموا اقتصاداً قوياً وأنهم بذلك قاموا بتصدير مواد البناء والأجهزة الإلكترونية والناقلات والجرارات والأسلحة الصغيرة والماكينات..إلخ، والكاتب يريد أيضاً أن يرسخ من خلال هذه المقالات وكل مقالاته السابقة بأن قادة النظام لم يألوا جهداً في النهوض بالبلاد لكن دوماً كانت هناك جهات داخلية وخارجية تحُول دون وصول السودان للمكانة التي يريدها، وهذا كذب صراح والكل يعلم ذلك ونائب الرئيس علي عثمان محمد طه كان قد قال قبل عام من الآن "أضعنا أموال البلاد في العمل السياسي". واسحاق عندما يتحدث عن جهات قد أفشلت (الانجازات) التي تحدث عنها تتضح الصورة في هذه الفقرة بأن قيادات الحزب الحاكم قد أوعزت للكاتب أن يتهم مخابرات أوربية ويتهم أيضاً حسن الترابي وصلاح قوش والغريبة أن اسحاق فضل الله عام 1997م قد مدح الترابي مدحاً لا يصدق في مقال بصحيفة (الأنباء) عندما كان الترابي داخل المنظومة الحاكمة والمقال بعنوان (حديث العسجد) يمدح فيه الترابي والتفسير التوحيدي ووضعه على مصاف الابداعات البشرية الحديثة، وبنفس القدر هذا الاسحاق كان يمتدح المعتقل حالياً صلاح قوش وطريقة ارهابه وتنكيله بالمعارضين، هذا الأرزقي الأجير البائس يمتدح القادة وهم في السلطة وإذا ما خرجوا عنها الويل والثبور..!!. اسحاق فضل الله اختار أن يلعب هذا الدور القذر في تشويه الحقائق ونكران الحقيقة وفي كل مرة كان يرمي فشل العصابة في حكم بلادنا على جهة بعينها لسنوات طويلة كان يتحدث عن سيناريوهات اسرائيلية في تقسيم السودان وهذا الحديث في بداية التسعينات، واسحاق أكثر من يعلم من اعلاميي العصابة الحاكمة أن انفصال جنوب السودان تم بأيادي سودانية وليس لأي جهة أخرى صلة بهذا الأمر وقد اعترفت قيادات النظام في مرات ومناسبات كثيرة بأنها من أعطت الجنوبيين حق الانفصال عن السودان وتأسيس دولتهم وقد قالها رئيس الجمهورية نفسه مفتخراً باستقلال دولة الجنوب..!. للاسف أن قادة النظام يأخذوا ما يكتبه هذا المعتوه ثم يبنوا عليه خططهم الاعلامية والتحشيدية، وقد عشت يوماً بنفسي ايام كان معتوه آخر يطلق عليه (الدكتور) في الدجل والشعوذة تعتمد عليه قيادة الجيش في ميدان العمليات وجميع العاملين في هذا المجال كانوا يدركون هذه الحقيقة المرة أن مشعوذ كان هو من يوجه قيادة القوات المسلحة لحرب المتمردين في المحاور القتالية المختلفة، والآن المشعوذ الاعلامي اسحاق فضل الله هو من تعتمد عليه الدولة في كشف مخططات أجهزة المخابرات العالمية على نظامهم الآيل للسقوط.. بإذن الله تعالى. حوار الزميل الظافر مع شقيق الرئيس والاشارات والرسائل الأمنية..!!. الحوار الذي أجراه عدد من الزملاء الصحافيين من بينهم عبدالباقي الظافر مع شقيق الرئيس اللواء طبيب (م) عبد الله حسن البشير بصحيفة (الأهرام اليوم) ونشر يوم 25 مايو الجاري بعدد من المواقع الالكترونية كان حواراً موجهاً من قبل الأجهزة الأمنية ومن أعلى هرم المسؤولية في السودان جعلني أتحسف على الزميل الظافر الذي كنت اعتقد فيه المهنية والمسؤولية الوطنية، ليس مهماً بالنسبة ليّ فكل يوم تتساقط الأمثلة الجميلة من حساباتنا، والحوار الصحفي من شقيق الرئيس د. عبدالله حسن البشير وفي هذا الوقت بالذات وقد انحدرت بلادنا إلى مرحلة لم تكن في الحسبان على الاطلاق تحتم أن تكون الأسئلة على قدر ما يحيط بالبلاد من مهددات وفيها ما يشفي الصدور لكن ظهرت بشكل واضح الموجهات الأمنية والسياسية والتي تتمثل في محاولة تنظيف وتلميع صورة (الرئيس) لدى عامة الناس لما لحق بها من بعد أن فضحنا فساده وأرصدته في بنوك سويسرا وفساد أشقاءه وزوجته ليس بالكلام (الساكت) بل بالأدلة والأشخاص والتاريخ والأمكنة ومن ذكرناهم أحياء يرزقون. الحوار في مجمله دعاية للرئيس عمر البشير ومحاولة اظهاره وانه المجاهد الورع وتتماهى اجابات اللواء عبدالله البشير مع الحديث داخل الحزب الحاكم لامكانية ترشيح عمر البشير لدورة رئاسية جديدة، كذلك الحوار هو دعاية قد تكون مدفوعة الأجر خاصة وأن المواقع الالكترونية الواسعة الانتشار قد نشرت وثائق فساد سعادة اللواء (م) وعلاقته المريبة والغريبة بالشركة العربية للاستثمار والانماء الزراعي، وما نعرفه عن 5 مناصب كان يتقلدها بدون وجه حق هي خصماً بكل تأكيد على حق الكفاءات الوطنية التي طردت من البلاد. الاشادة ب د.غازي صلاح الدين تمثل رسالة واضحة لعلي عثمان محمد طه..!!. الحوار كان فضيحة بكل ما تحمل الكلمة من معنى قام به ثلاث صحفيين جهابذة بينهم رئيس تحرير محتمل ومرشح لرئاسة تحرير صحيفة مدعومة من العصابة مثل سابقاتها (الحرة) و(المستقلة) و(العاصمة)، ثلاث صحفيين بلحمهم وشحمهم حاوروا شقيق رئيس دولة مطلوب للعدالة الدولية متهماً في قضايا إبادة جماعية وجرائم حرب لشعب عريق وله تاريخ وعمق حضاري، ولم تتوقف الابادات الجماعية حتى اليوم والرئيس في مأمن من المسألة لكن ينتظره يوم تشخص فيه الأبصار، وأشقاءه تملكوا بدون وجه حق الأراضي والعقارات وشاركوا مستثمرين عرب في مشروعات استثمارية مختلفة ما يعني أن المادة المنشورة في هذا اللقاء هي عبارة عن اعلان تحريري في شكل حوار صحفي وتم الترويج فيه لأكاذيب تنفي فساده وفساد الأسرة الرئاسية وتحاول أعطاء صورة مغايرة للحقيقة التي اصبح الجميع يعرفها. ومن الرسائل المهمة التي ضمنها حوار الصحيفة مع اللواء طبيب عبدالله حسن أحمد البشير الرسالة الواضحة المعالم من الرئيس إلى نائبه الأول علي عثمان محمد طه عبر شقيقه الطبيب الذي ذكر في افادته للزميل عبدالباقي الظافر بأن "د. غازي صلاح الدين هو الأقرب لخلافة الرئيس"، وفي هذه النقطة تظهر العبارة والمضمون الرئيسي للحوار الصحفي كما تظهر القرب الوجداني للرئيس من د.غازي صلاح الدين الذي يعتبر عند الكثير من مجموعة الرئيس بمثابة مفكر وسياسي ضليع وداهية في رواية أخرى..!!. فاعتقد بأن علي عثمان محمد طه قد استلم الرسالة فهو ليس بالساذج الذي لا يدرك ما وراء الكلام والتصريحات وما تخفيه الأسئلة والأجوبة في هكذا حوارات يُختار لها التوقيت والمحاورين والصحف، وأعتقد جازماً بأن علي عثمان يعرف تماماً أنه ليس مكان خلافة ولا البديل المناسب والمطلوب كما يصرح بذلك ابن عمه ربيع عبدالعاطي، فإن ميل الرئيس العاطفي والوجداني وميل أهله كذلك مع غازي الذي لم يعرف عنه يوماً تجاوزه للرئيس والحزب الحاكم كما فعل علي عثمان محمد طه حينما تجاوز الرئيس والحزب وقام بالتخطيط والتنفيذ لعملية اغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك في أثيوبيا 1995م، تلقائياً أن الرئيس وأهله يعتقدون بأهليه غازي أكثر من علي عثمان الذين يروا فيه الخطورة وامكانية انقلابه على الرئيس واردة كما انقلب على شيخه حسن الترابي..!. انا كلي يقين بأن الحوار الصحفي الذي أجرته (الاهرام اليوم) مع اللواء طبيب عبدالله كان اعلاناً عن شخصية الخليفة الذي سيخلف عمر البشير في رئاسة البلاد إن استمر الرئيس رئيساً أو تنحى..!!. الإشادة بوزير الدفاع بالنظر..!!. من خلال اللقاء الصحفي التاريخي الذي وثقته الشبكة العنكبوتية حظي بمساحة كبيرة جداً للاشادة بوزير الدفاع بالنظر الذي أصبح مادة للتندر تتناولها الأجيال السودانية القادمة جيل عن جيل لما فيها من دراما ومن سابقة ليس في تاريخ السودان فحسب بل تاريخ العالم العربي والاسلامي والجغرافية الأفريقية، وزير دفاع في عهده انتهكت حرمة البلاد بشكل مستمر ومستفز وبلا توقف واحتلت أراضيه من كل الأنحاء شرقاً من أثيوبيا لمساحة تعادل مساحة بلاد خليجية وأوربية، وفي الشمال من مصر، ومن الغرب وفي هذه اللحظات الطائرات التشادية تقصف الأراضي السودانية في شمال دارفور، فضلاً عن الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة على أجواء البلاد، وأصبحت المُدن تسقط في يد القوات الثورية بلا مقاومة تذكر. هذه الرعونة والغباء في الاشادة بوزير دفاع كل الجيش تحت أمرته رفض الانصياع لأوامره، بينما مجموعات مدنية غير مدربة بالشكل الرسمي وغير معدة للقتال هي التي تحارب الآن باسم الجيش وتقع في الأسر وتضيع قتلاً وتشريدا في الضهاري والصحارى، والشخص العادي يتساءل عن الانجازات التي حققها وزير الدفاع بالنظر والتي يفرح بها الرئيس وأشقاؤه وهي المتمثلة في البنايات الكبيرة الشاهقة داخل القيادة العامة وفي الكثير من المواقع العسكرية داخل العاصمة ومصانع السلاح التي ليس لهم فيها يد غير أنها تنتج أسلحة فتاكة لكنها في نهاية المطاف تكون ملكاً للحركات الثورية التي تقاتل مرتزقة النظام الذين يحاربون بلا روح ولا دافع قتالي. ولأول مرة منذ 30 يونيو 1989م يحارب النظام بمرتزقة ومدفوعين بالقبيلة تارة والمال تارة أخرى، وكل (المجاهدين) وال(السائحون) و(الدبابين) الآن خارج التشكيلة تماماً كما توقعت قبل سنوات لأن الجماعات (الجهادية) التابعة للحزب الحاكمة أدركت بأن العصابة ترسل أبناءها للسياحة في الغردقة وشرم الشيخ وماليزيا ودبي..إلخ بينما أولاد الآخرين يُفوجُون لمناطق القتال ليقاتلوا أخوانهم في الحركات الثورية الذين خرجوا للقتال بعد أن أعيتهم الحيلة واستمرار الاجهزة الأمنية والشرطية في قتل الناس بسبب وبدون سبب في كل مناطق البلاد بلا استثناء، وأن بطش الاجهزة الأمنية أصبح موجه للجميع وقد كان ولا زال شعار العصابة الحاكمة "لا صوت يعلو فوق صوت البندقية"، لذلك خرج أبناء السودان وحملوا السلاح بعد أن استحال الوضع في البلاد إلى ساحة للدماء والمعتقلات والاغتصاب والتنكيل بكل من يعارض وجهة نظر النظام حتى ولو كان من داخل المنظومة الحاكمة. ستبكوا قريباً كما بكى الأمير ابوعبدالله على الأندلس.. النظام الحاكم في السودان الآن يتهاوى نحو الحضيض ويعيش في حالة وهن وضياع غير مسبوقة كانت متوقعة للمحللين فالجيش الآن في خبر كان، والدفاع الشعبي قد أدرك منسوبيه الحقيقة المرة ولا سيما أبناء الهامش الذين كانوا هم الوقود الفعلي لكل الحروب التي خاضها النظام في البلاد، والمطالبة بالتغيير في ما تبقى من الجيش تتواصل بقوة لكن الرئيس البشير مستمسك بوزير الدفاع بالنظر لأنه كاتم أسرار أعدام عملية اغتيال ضباط 28 رمضان والكثير من حوادث القتل التي قام بها الجيش بقيادته وفي وسط هذه المعمعة التي تحدث في دهاليز الرئاسة هناك الحرب الباردة مع مجموعة علي عثمان محمد طه التي تدور رحاها في أكثر من محور، والخطر الذي يتهدد الرئاسة من الصندوق الأسود للنظام (صلاح قوش) ومن معه من مجموعة الجداد الالكتروني الذين كتبوا رسالة التهديد من أجل اطلاق قوش، وهناك المجموعة التي سمت نفسها ب(الاصلاح) التي هددت بدق (الصفائح) ونشر( الفضائح) وحسب معلوماتي أن مكتبة مؤسسة (الفداء) للانتاج الاعلامي (ساحات الفداء) زاخرة بالمواد المصورة الخام التي يمكن أن تقلب الطاولة على جهاز الأمن ورئاسة الجمهورية لما فيها من تجاوزات في الحرب وجوزيف كوني وضباط جيش الرب اليوغندي وهم يصولُون ويجُولُون في بلادنا بمعية كبار ضباط الجيش الأحياء منهم والأموات..!. وبكل هذه الصورة تشعر العصابة الحاكمة بالهزيمة في كافة المحاور السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية لذلك تستخدم سلاح (الاعلام)، والصحافة على وجه الخصوص ويلعب في ذلك الكاتب اسحق احمد فضل الله الدور الكبير فيقوم علي عثمان محمد طه بتسويق أكاذبه فيعلن بأن "دولاً عالمية وإقليمية تقود مخططاً لتمزيق السودان، وأن ما جرى مؤخراً، ويجري حالياً في مناطق بجنوب وشمال كردفان، لا تقوده أجندة حزبية أو جهوية أو قبلية، لكنها أجندة إسرائيلية ودولية لتفتيت السودان..!!. كما تستخدم العصابة الحاكمة الصحافيين الذين ليس لديهم الوازع الوطني ولا المهني في تحريك الملفات السياسية والأمنية وفي الحقيقة ليس لدي اعتقاد بأن الصحفي المحترف والشريف يمكن أن يلعب هذه اللعبة القذرة مع نظام قتل وشرد وحرق ونهب إلا أن يكون عنصرياً أو خائناً للوطن لكن سوداني عزيز النفس أرضعته أم سودانية لا أتصور أن يعمل مع هذا النظام الذي ترتفع الأكف في كل الصلوات تدعوا عليه وخاصة أسر الضحايا المنتشرين في كل بقاع السودان ومنهم أسرة الشهيدة عوضية عجبنا وشهيد قرية أم دوم وأسر ضحايا الخدمة الالزامية في العليفون وضحايا 28 رمضان واسر ضحايا كجبار وأمري وأسر ضحايا مجزرة بورتسودان فضلاً عن المئات الآلاف الذين راحوا في حرب دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، والله وتا الله لا يعمل مع هذا النظام إلا من خبث أصله..!!. فإن قادة النظام الحاكم في السودان سيبكون قريباً نظامهم الذي قارب على النهايات بعد أن ضيعوا السودان وقتلوا أبناءه وشردوا كفاءاته واغتصبوا نساءه ورجاله، يبكون كما بكى الأمير ابو عبدالله على ضياع ملك الأندلس. قال الله سبحانه وتعالى في عذاب الظالمين: (ثمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ، وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ، وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الأَرْضِ لافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ). الآية 25-54 سورة يونس. [email protected]