لم أفاجأ بخروج منتخب إنجلترا من سباق اليورو (2016) كعادته لأن منتخب الأسود الثلاثة لم يفعل سوى مواصلة مقننة لخيباته وسقوطه في البطولات الكبرى لأنه ما زال يدور في فلك التبريرات الواهية ويعجز تماماً عن قرن دوريه الأكثر والأقوى شعبية بالعالم ببناء منتخب قوي يقارع الكبار. * الإتحاد الإنجليزي لكرة القدم عيّن المدير الفني (روي هودجسون) في مايو (2012) حيث قاد المنتخب في ثلاث بطولات رسمية كبرى وهي على التوالي (يورو 2012) و (كأس العالم 2014) وأخيراً اليورو (2016) ومع ذلك لم يحقق الإنجليزي العجوز أية نجاحات تذكر مع منتخب مهد كرة القدم في العالم. * في نهائيات الأمم الأوروبية (2012) غادر المنتخب الإنجليزي من الدور ربع النهائي بركلات الترجيح من نظيره الإيطالي بنتيجة (2-4) بعد أن أخفق كل من (الآشليين) في إحراز ركلتي الترجيح (آشلي يونج) و (آشلي كول). * أما الإخفاق الكارثي فكان في نهائيات مونديال (2014) بالبرازيل عندما فشل منتخب البريمر ليج في تجاوز الدور الأول (المجموعات) بعد أن خسر من (إيطاليا) و (اورجواي) على التوالي بنتيجة واحدة (1-2) ويتعادل في مباراته الأخيرة سلبياً مع كوستاريكا. * الخروج المذل وقتها كان يفرض على الإتحاد الإنجليزي ايجاد مدرب أفضل وأكثر نجاعة من هودجسون لأن الفشل في العبور للدور ثمن النهائي من مجموعة تضم تلك المنتخبات يعتبر من أسوأ النتائج التي لا تحفّز لإبقاء هودجسون على رأس الإدارة الفنية. * في بطولة اليورو الحالية صُفع الإنجليز مجددا من وافد يظهر لأول مرة في نهائيات الأمم الأوروبية وهو المنتخب (الآيسلندي) الذي ألحق هزيمة نكراء بروني وزملاءه خلال (13) دقيقة فقط بعد أن ادركوا التعادل وتقدموا بهدفين لهدف وحافظوا على تلك النتيجة ليمثلوا الحصان الأسود بحق في النسخة الحالية من البطولة. * إستقالة هودجسون أمر طبيعي جداً في ظل النكسة التي تعرّض لها منتخب الأسود الثلاثة خلال الأعوام (الأربعة) الأخيرة وحديث قادة الإتحاد الإنجليزي عن تكوين اللجان وإعلان حالة الإستنفار ما هو إلا حديث استهلاكي بعد أن فشلوا في تكوين منتخب نموذجي منذ بيضة الديك عام (1966) عندما نالوا كأس العالم وقتها. * هودجسون يعتبر عامل صغير جداً من مشكلة المنتخب الإنجليزي ولكن الطامة الكبرى يفترض أن تعالج من قبل مسؤولي كرة القدم بإنجلترا. * الإتحاد الإنجليزي عليه أن يدرس سببا واحداً للنهوض بمنتخب بلاده وهو لماذا يعتبر البريمر ليج الأكثر شعبية والأقوى جاذبية وقوة ومع ذلك يظهر المنتخب بتلك الصورة الباهتة. * الإجابة بسيطة جداً فبطل الدوري الإيطالي (يوفنتوس) رفد قائمة المنتخب ب (6) لاعبين بينما بطل الدوري الإنجليزي (ليستر سيتي) قدّم لاعباً واحداً فقط وهو المهاجم (فاردي). * ليس هذا فحسب حراس مرمى المنتخب الإنجليزي من (ساوثهامبتون – مانشستر سيتي – بيرنلي) بينما ثلاثي الحراسة الإيطالي من (لاتسيو – يوفنتوس – باريس سان جيرمان). * أما المفارقة العجيبة فهي وجود (خمسة لاعبين) من فريق حاز على الترتيب (الثامن) بالدوري الإنجليزي وهو ليفربول بينما أختير من ليستر حامل لقب البريمر ليج (لاعب واحد) ووصيفه آرسنال (لاعب واحد) وإن كان وجود (خمسة لاعبين) من توتنهام صاحب الترتيب (الثالث) منطقي ومقبول ولكن الفريق صاحب المركز الرابع والذي بلغ نصف نهائي دوري الأبطال (مانشستر سيتي) لم يقدّم سوى (لاعبين اثنين) فقط. * هذا الخلل يعود لسببين رئيسين الأول (غياب الإحتراف) للاعب الإنجليزي خارج أسوار إنجلترا حيث خلت قائمته في اليورو 2016 من أي لاعب يلعب خارج القطر. * أما السبب الثاني فيعود إلى الإعتماد المهول على اللاعب المحترف بصفوف الأندية الإنجليزية. * قوة الدوري الإنجليزي أفادت (الأسماء المحترفة) مع منتخباتها بينما قصمت ظهر الأسود الثلاثة وأظهرتها ضعيفة الشخصية وهرمة. * والدليل تألّق اللاعبين البلجيك مع منتخب بلادهم وقيادته للدور ربع النهائي (كورتوا) حارس البلوز ولوكاكو مهاجم (ايفرتون) وهازارد متوسط ميدان (البلوز) وفلايني (مانشستر يونايتد) وموسى ديمبلي (توتنهام). * وفي المنتخب الفرنسي بايت من (ويستهام الإنجليزي) وجيرو (أرسنال) ولوريس (تونتهام) ولوران كوتشيلني (أرسنال) وكانتي (ليستر سيتي) والقائمة تطول بالمنتخبات الأخرى. * نموذجان فقط يكشفان ما أشرنا إليه ومالم يتخذ الإتحاد الإنجليزي في البدء قرارات تصحيحية في شأن عدد اللاعبين الأجانب بكشوفات أنديته فلن يفلح أي مدير فني في صناعة التألق لمنتخب إنجلترا. * حاجة أخيرة كده :: البرتغال المتأرجح أمام بولندا العنيد.