عندما تشاهد مباراة في دوري أبطال أوروبا فإنك بلا شك تكون مطمئناً لمتابعة المتعة والإثارة والتشويق وقبل كل ذلك يكون العنوان الرئيسي للمباريات (الندّية والتكافؤ) قياساً على وضعية تلك الأندية ببطولاتها المحلية. □ دوري أبطال أوروبا يعني (صفوة وأفضل) أندية القارة الأوروبية والتي يفترض أن تكون جميع مبارياتها بدوري المجموعات بمثابة نهائي مبكر تنتظره جماهير الكرة بشغف شديد ولهفة منقطعة النظير لمتابعة الصدامات الإنجليزية الألمانية الإيطالية الإسبانية الفرنسية. □ قال جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) خلال إحدى جولاته بأمريكا الجنوبية بأنه يمكن تطبيق مقترح زيادة عدد المنتخبات المشاركة في بطولة كأس العالم في نسخة (2026) بواقع (40) منتخباً أي بزيادة (8) منتخبات جديدة للعدد المعمول به سابقاً والبالغ (32) منتخباً. □ المقترح طالب به رئيس الويفا السابق الفرنسي (ميشيل بلاتيني) ويبدو أنه راق لرئيس الفيفا على الرغم من أن المقترح المذكور سيقتل إثارة كأس العالم لأنه سيزيد عدد المنتخبات الضعيفة والهشّة والتي لا تملك من الطموح سوى أنها (وصلت) لنهائيات المونديال. □ تماماً مثلما يحدث بدوري أبطال أوروبا خلال السنوات الأخيرة بعد أن أصبح يضم عدداً من الفرق (الهردبيس) والتي تكتفي فقط بشرف الوصول والمشاركة (بالشامبيونز ليج). □ إثنان وثلاثون فريقاً يشاركون في دور المجموعات المؤهّل للمراحل الإقصائية كان من الأفضل أن يتم تقليصها إلى (24) لإضفاء المزيد من الإثارة والقوة أو بالعدم زيادة المراحل التمهيدية المؤهّلة لمرحلة المجموعات. □ فأندية بلغاريا والدانمارك وبولندا وروسيا وحتى بلجيكا واسكتلندا غير أنها تشكّل (جسراً) للعبور إلى الأدوار الإقصائية وكعكة دسمة لزيادة بدانة الأندية الأخرى من الأهداف لا تمثّل أي نقطة قوة بالمنافسة الكبرى. □ فريق مثل (ليجيا وارسو) البولندي يخسر لقاءه الأول على أرضه أمام بروسيا دورتموند (بسداسية) ويخسر من فريق سبورتنج لشبونة (بثنائية) ويسقط أمام ريال مدريد (بالخمسة). □ يا ترى ماهى القيمة الفنية التي يقدمها فريق بهذا الضعف لمنافسة بكل هذا الصخب؟. □ ما ينطبق على الفريق البولندي ينطبق أيضاً على أندية أخرى مثل (سيلتيك الأسكلتندي) الخاسر (بالسبعة) من برشلونة في الجولة الأولى و(روستوف الروسي) الذي تم تمزيقه (بالخمسة) من بايرن ميونخ الألماني و (لودوجوريتس رازجراد البلغاري) الذي خسر بسداسية من أرسنال الإنجليزي. □ وإن عدنا بالوراء قليلاً وتحديداً نسخة العام الماضي سنجد أن فرق مثل (مالمو السويدي) و (دينامو زغرب الكرواتي) و(استانا الكازاخستاني) شكلّت نفس المعبر التي شكلته الأندية الحالية مما يؤكّد على وجود (خلل) في آلية اختيار الفرق المشاركة بدوري الأبطال. □ ومن المفارقات الغريبة هى سقوط فرق كبرى ذات تاريخ وسمعة وجماهيرية مثل أرسنال الإنجليزي وروما الإيطالي ومانشستر سيتي الإنجليزي بنتائج عريضة أيضاً بلغت الأربعة والخمسة والستة وهو مؤشّر جديد لضرورة إحداث تقنين للمنافسة الأقوى على الكرة الأرضية. □ والسبب بالتأكيد هو مشاركة أربعة وثلاثة أندية من (اتحاد واحد) كألمانيا وإنجلترا وإسبانيا التي تحظى (بأربعة مقاعد) وإيطاليا وفرنسا والبرتغال التي تحصل على (ثلاثة مقاعد) ثم فريقين من اتحادات على شاكلة رومانيا وروسيا وبلجيكا وسويسرا وتركيا وأوكرانيا وهولندا. □ فثالث ورابع الدوري في العادة تجده بعيداً جداً عن المنافسة بالبطولة المحلية وبالتالي تنعكس مستوياته على البطولة الأوروبية. □ نقطة أخرى في غاية الأهمية لا تنفصل عن سياق المقال وهى أن خفوت بريق أندية كانت تحصل على تلك المراكز مثل ميلان وإنتر ميلان وليفربول ومانشستر يونايتد وفالنسيا وديبورتيفو لاكورونا بحكم خبرتها وباعها الطويل بالشامبيونز ليج كان له الأثر البالغ أيضاً في التقليل من قوة المنافسة إلى حد كبير بعد أن حلت محلها فرق مغمورة أقصى معدلات طموحها هو تجاوز مرحلة المجموعات واستقبال الأندية الكبرى. □ حاجة أخيرة كده :: مصر من (غانا) إلى (غانا) !