* قدمت مجموعة الإصلاح والنهضة التي تنوي خوض انتخابات الإتحاد العام لكرة القدم برئاسة الفريق أول ركن عبد الرحمن سر الختم ظهر أمس رقاع الدعوة للإعلام الأحمر لطرح برنامجها؛ والتفاكر في بعض الجوانب المتعلقة بالوضع الكروي الراهن ورؤية المجموعة ورئيسها للتغيير ..! * كان النقاش بمطعم فينيسيا المطل على شارع النيل بالخرطوم ساخناً، فالإعلام الأحمر لديه حزمة عريضة من التحفظات على المجموعة بصورة عامة ورئيسها بصورة أكثر خصوصية حيث كان حضوراً من المجموعة العقيد صديق علي صالح وسيف الكاملين، لذا فقد جاءت مداخلتي ساخنة، وحروفي حارقة؛ ومفرداتي غاضبة إلي حد بعيد؛ ولم يكن ذاك الشعور بالغليان مجرد احساس خاص، فللغضب الذي يعمي العيون من مواقف عبد الرحمن سر الختم مسببات موضوعية ونماذج جلية ومراقبة عن كثب، ورؤية تكونت على خلفية أحداث؛ ووجهة نظر مبنية على شواهد حية. * تلخصت مداخلتي التي حملت تحفظات مريخية موضوعية وأخرجت فيها كل ما يعتمل داخل صدري بوضوح وشفافية في عدة نقاط جاءت على النحو التالي : * أولاً : من حق كل شخص أن يكون له فريق يشجعه؛ ونادي ينحاز له، ولون يفاخر به شريطة الا يتداخل (الإنتماء الخاص) مع (العمل العام) فيتم استغلال السلطة، وتسخير الكرسي لفرض أفضلية فريق كرة قدم على آخر دون أدنى مراعاة لمشاعر الرياضيين في المنطقة التي تقع تحت دائرة تأثير تلك القرارات، فعبد الرحمن سر الختم عندما كان والياً للجزيرة قام بإطلاق اسم الهلال على أحد شوارع حاضرة الولاية بعد صيانته وتزيينه في فعل مستفز لعشاق الأحمر بمدني، ولن ينسى الناس معلومة موثقة ومعروفة للجميع مفادها أن الفريق عبد الرحمن عند قدومه لمدني قام بتغيير ألوان شركة مواصلات الجزيرة العريقة؛ وأستبدل تاريخاً راسخاً؛ وصورة محفورة في الوجدان بمسخ مشوه لم يستمر كثيراً مكوناً من اللونين (الأبيض والأزرق) ولم يتبق لهم وقتها سوى رسم شعار الهلال على البصات ..! * ثانياً : لم يقف التجاوز واستغلال السلطة في تمكين اللون الرياضي الخاص في (شركة مواصلات ولاية الجزيرة وشارع الهلال) بل الأمر إمتد لأكثر من ذلك؛ فحتى (المنزل الحكومي الفخيم) بود مدني الذي تعاقب علي الإقامة فيه مجموعة من ولاة ولاية الجزيرة عند قدوم عبد الرحمن سر الختم لأرض المحنة تم تغيير ألوانه وطلائه باللونين الأبيض والأزرق وشمل الأمر الديكور أيضاً، وأذكر أني عند تلبيتي لدعوة والي ولاية الجزيرة الحالي د. محمد طاهر ايلا لحضور ختام مهرجان الجزيرة للسياحة والتسوق في مطلع هذا العام، عبرت له عن دهشتي العارمة لحظة دخولنا منزله الذي بات أشبه بنادي الهلال، فقال ايلا بوضوحه المعروف : (والله يا هيثم نحنا قوميين لكن القصة دي جيت لقيتها كدا وقالوا الألوان والديكور دا من زمن عبد الرحمن سر الختم)..! * ثالثاً : الطامة الكبرى حسب وجهة نظر معظم أهل المريخ أن عبد الرحمن سر الختم بعد إعلانه نيته الترشح لمنصب رياضي قومي وشروعه في الإتصال بالأندية والإتحادات المحلية جاء لإستاد الخرطوم في يوم مباراة أعلن المريخ فيها أنه لن يلعب ضد الهلال ما لم يلتزم الإتحاد بعدم تتويج الأزرق لحين البت في طلب الفحص الذي تقدم به للجنة الاستئنافات، وكان من غير المقبول من (المرشح الرئاسي القادم) أن يحضر مرتدياً عباءة الهلال، ويشارك في التتويج أيضاً (بلا صفة رسمية) الأمر الذي يضاعف مخاوف أهل المريخ مما يمكن أن يحدث إبان رئاسته مستقبلاً إن كان الرجل يفعل ذلك وهو لا يزال (قيد الترشيح) وينتظر (مساندة الجميع).! * رابعاً : لم تتوقف المخاوف الحمراء من تحركات عبد الرحمن سر الختم عند خلفياته وما حدث في عهده إبان فترة حكمه لولاية الجزيرة فحتى عندما طلب من بعض أهل المريخ أن يختاروا له شخصاً ليترشح ضمن مجموعته نائباً للرئيس وتم اختيار عصام الحاج؛ رشحت أنباء عن رفض سر الختم الإختيار ومطالبته بشخص آخر، وذاك الرفض لا يفسر سوى أنه لا يريد أن يتولى منصب نائب الرئيس شخصية مريخية قوية وذات وزن مع العلم بأن عصام الحاج الذي لا يمكن أن يلوي عنق القانون أو يظلم أي نادي حتى ولو كان الهلال جاءت فكرة رفضه لانه (حقاني) ولن يرضى تمرير اي سيناريو فيه ظلم للمريخ ! * خامساً : إن كانت مجموعة الإصلاح والنهضة التي يرأسها سر الختم تراهن على حزب المؤتمر الوطني والدعم الحكومي؛ فإن هذا الرهان يخصم منها ولا يضيف لها، فالرياضة كلما أبتعدت عن التسييس كان اقتناع الناس بخياراتها راسخاً؛ وهل تظن المجموعة أن الضغوط ذات الصبغة السياسية يمكن أن تقودها للجلوس على سدة عرش قيادة الرياضة السودانية ..؟ * أجتهد عبد الرحمن سر الختم في نفي معظم ما ذكرته، وقال أنه إذا كان قد استغل سلطاته ابان فترة ولايته للجزيرة لفرض لونه الأزرق فإنه لا يستحق أن يكون والياً أو مسؤولاً، وحمّل طلاء منزل الوالي وديكوره بالأبيض والأزرق للجنة قال أنها كانت مكلفة بصيانة منزل الوالي عقب صدور قرار تعيينه؛ مضيفاً أنها ربما فعلت ذلك لأن القادم الجديد كان رئيساً للنادي الأزرق ولكنه لم يطلب منهم لوناً معيناً، كما أشار إلي أن تسمية شارع بنادي الهلال كانت قديمة جداً لأن الشارع يجي في شكل هلال وتصادف أن تمت صيانته مع شارع النيل فتم وضع لافتة جديدة تحمل اسمه؛ متمنياً لو أنهم في تلك الفترة أطلقوا اسم المريخ على شارع اخر حتى لا يأتي مثل هذا اليوم ويجد نفسه جالساً على كرسي المحاكمة مدافعاً عن نفسه بوصفه متهماً باستغلال سلطاته لفرض لونه الرياضي ..! * لم تكن اللجان بعيدة عن مرافعة الفريق سر الختم فيما يخص تغيير ألوان شركة مواصلات الجزيرة، وقال أن اللجنة التي غيّرت الألوان القديمة فعلت ذلك بإعتبار أن (الأبيض والأزرق) دلالة على النيلين (الأبيض والأزرق) الذين تتوسطهما الجزيرة؛ والأمر لا علاقة له بنادي الهلال من قريب أو بعيد ..! * نفى عبد الرحم سر الختم في رده على التساؤلات التي طرحتها له أن يكون قد رفض عصام الحاج وقال أن تجمعه به صداقة وتقدير متبادل، وكل مافي الأمر أنه لا يزال الاختيار في مرحلة التشاور مع أهل المريخ ومن يختارونه ليكون بمجموعته فسيكون محل ترحيب عنده . * تلك كانت خلاصة لبعض التساؤلات والملاحظات التي طرحنا وبعض إجابات الفريف عبد الرحمن سر الختم عليها؛ وحتماً لنا عودة للتعليق بإستفاضة . نقش أخير * لا مجال لتغيير يأتي على حساب الزعيم..!