* وقع اختيار مجلس إدارة الكاردينال على المدرب المجرب ديقو غارزيتو، مدرب المريخ السابق ومدرب الهلال الأسبق ليتولى أمر الشأن الفني في النادي الأزرق. * نعلم أن إدارة النادي فضلت هذا المدرب دون غيره لمميزات يعرفها القاصي والداني ، وهي كفاءة الرجل الفنية وقدرته على خلق فريق يلعب الكرة بشكل جيد، كما أنه يعرف الأجواء في السودان، ويستطيع تحمل الخرمجة والبهدلة التي أرهقت كل المدربين الأجانب الذين عملوا ببلادنا. * هذه المميزات الجميلة التي لا ينكرها حتى من ملأ قلبه حقدا وكرها للرجل، غير كافية ليكون الفرنسي مديراً فنيا للهلال أبدا أبدا. * غارزيتو الذي عرفه الوسط الرياضي بالسودان عبر أكبر بوابتين في الوسط الرياضي وأعني ناديي القمة المريخ والهلال، أصبح مكشوفاً ومهضوماً سلوكاً ومسلكاً. * شخصية غارزيتو شخصية معقدة ومتقلبة ومكاجرة لدرجة الاستبداد، وهذه من أسوأ أنواع الشخصيات التي تعمل في مجال التدريب بكل تأكيد. * صحيح أن الانضباط أمر محمود ومرغوب فيه ومطلوب بشدة في عمل كرة القدم، وهو أساس العمل وبدونه لن يتحقق المردود الجماعي المسئول الذي به تأتي الانتصارات والبطولات، فهذا أمر مفروغ منه تماما. * ولكن هذا الانضباط لا ينبغي أن يكون حاداً قبيحاً فايت الحدود ، فيؤثر على التعاملات الأخرى التي يحتاجها العمل الفني بإلحاح شديد. * وهنا يكمن ضرر ومساوئ غارزيتو فرغم فلاحه المهني وانضباطه الظاهر لكنه يمسح كل هذا في لحظة انفعال وانتصار للذات. * من أكبر عيوب غارزيتو معاداته لأي مساعد وطني فهذا الرجل له عقدة ضد الوطنين، لأنه لا يثق في صدقهم معه ويعتقد أنهم يعملون ضده مع اللاعبين ومجلس الإدارة والإعلام. * وغارزيتو من دون المدربين الأجانب المحترفين يقود التمرد بنفسه لحظة تأخرت مرتباتهم شهراً واحداً، ولا يقوم بهذا العمل الكريه إلا في اللحظات الحرجة والضاغطة على النادي. * ويصل الحال بالفرنسي أن يعادي اللاعبين الكبار ويجن جنونه عندما يسمع هتاف الجماهير للاعب معين، فيبدأ في العداء الخفي حتى يظهره للعامة بأساليب شتى ومتنوعة. * ويكن الرجل حباً جماً للمال ولا يرى شيئاً غيره، فهو لا يفهم أي تعامل مثالي أو إنساني، ومبدؤه هو أموالي قدامي. * ولا استبعد الأخبار التي تقول إن الرجل ضمن استرداد متأخراته على الهلال، ولن يحضر للعمل لأنه رجل علمنا أن نتوقع منه كل شيء. * هناك بعض التصرفات الغريبة التي تبدر من غارزيتو، مما تسوق الشكوك إلى اتهامه بالتلاعب والتنازل عن حقوق النادي الفنية والأدبية. * ومن علل غارزيتو ابنه أنطوني، هذا الابن أصعب من والده وكل المشاكل مع اللاعبين والكوادر المساعدة هو السبب المباشر فيها، ووالده لا يرفض له طلباً ولا يقبل فيه توجيها أو تأنيباً. * الرأي عندي هو أن قرار شطب سيف مساوي كابتن الهلال هو من بنات أفكار غارزيتو وليس الكاردينال كما يقول بعض الأهلة. * ولن يكون مساوي وحده من يذهب، فأنا على ثقة تامة أن نصر الدين الشغيل لن يكون ضمن أسلحة الرجل في المرحلة القادمة، لأنه له رأي واضح وسالب في هذا اللاعب، ولن يضعه في قائمته إن رفض الكاردينال شطبه هذه الأيام. * ورغم ظهور غارزيتو بمظهر الحازم والحاسم، إلا أنه يعتبر جسراً ومعبراً لسياسة الرئيس الكيدية، وعن طريقه يستطيع رئيس النادي تأديب اللاعبين وحجزهم على دكة الاحتياطي حتى يقتل حماسهم ويطفئ توهجهم انتقاماً لا عملاً وفلاحًا. * نخلص للقول أن غارزيتو ليس هو المدرب المرجو منه تحقيق البطولة الأفريقية التي وعد بها الكاردينال جمهور الهلال، لأن عيوبه أكثر من مميزاته. * كما أن عامل السن وتقدم العمر قتل فيه حماس السعي للنجاح، والمعروف أن كل المدربين الذين حققوا البطولات كانوا في عمر الشباب. * وغارزيتو يعلم جيدا أن تحقيق بطولة تتنافس عليها أندية تمتلك كل مقومات البطولة، ليس بالأمر السهل على أندية السودان، التي تعاني كل صنوف المعاناة والعشوائية الإدارية على كل المستويات. * وفي عهد الفرنسي سنرى دموع مسفوحة من الإعلام الأزرق وآهات حرى من الإدارة، ولا عزاء لرشا وفطومة. الذهبية الأخيرة * وعبر الذهبية الأخيرة نقول للأهلة مع غارزيتو يا ما حا تشوفوا.