* كنا سنصف مباراة الأمس بين المريخ والاتحاد السكندري بالتجربة النموذجية، لولا أن بعض لاعبي الاتحاد اجتهدوا لأفسادها بتعمدهم إهدار الزمن بالسقوط على الأرض في الهينة والقاسية، واحتجاجهم على قرارات الحكم بطريقة مزعجة. * هذا الأسلوب المتخلف عفا عليه الزمن، وما عدنا نشاهده في ملاعب كرة القدم حالياً. * المباراة إعدادية، ونتيجتها لا تشكل أي أهمية للفريقين. * مباراة منزوعة النقاط، القصد منها اختبار الفريقين وتحسين قدراتهما، وبالتالي لم يكن هناك ما يبرر سعي الاتحاد لإهدار الزمن بالطريقة السمجة التي اتبعها حارس مرماه وبعض زملائه على مدار الشوطين. * حتى في المباريات التنافسية الكبيرة، لم تعد مثل تلك الأساليب البالية القميئة مقبولة. * ما حدث يعبر عن تخلف في الفكر الكروي، لأن تلك التصرفات القبيحة تقتل المتعة، وتزعج الجماهير، وتقلص الفوائد الفنية المرجوة من مثل هذه المباريات الحبية. * الجمهور يأتي إلى الاستادات للاستمتاع باللعبة الحلوة، وليس لمشاهدة عربة الإسعاف والمسعفين داخل المستطيل الأخضر، ولا لمتابعة فواصل الاستهبال من لاعبين يتعمدون السقوط على الأرض بلا سبب كل مرة! * في الحصة الثانية وحدها دخلت عربة الإسعاف الملعب سبع مرات، لمعالجة لاعبين غير مصابين. * ذلك بخلاف تعمد الحارس إهدار الزمن قبل تنفيذ ضربات المرمى، وبخلاف الاحتجاجات المتواصلة على كل قرار يتخذه الحكم. * الأجواء الحميمة التي سيطرت على المقصورة الرئيسية وقاعة كبار الزوار لم تنعكس على الملعب، لأن لاعبي الاتحاد ومدربهم مختار مختار تعاملوا مع مباراة إعدادية بطريقة تجارية واعتبروها تنافسية بلا مبرر، علماً أننا تطرقنا إلى تلك الجزئية بعد المباراة الأولى، وطالبنا لاعبي الاتحاد بعدم إهدار الزمن، كي لا تضيع الفوائد المرجوة من التجربة، ولكن (من فات قديمه تاه)! * مع ذلك كله لم تخل المباراة من الإيجابيات الكبيرة، ونعتقد أنها شكلت في مجملها تجربة محترمة للمريخ تحديداً، لأنه عايش فيها أجواء المباريات القارية، بالحضور الجماهيري الكثيف، والخصم الذي لعب بقوة وعنف، بخلاف تكتله في منطقته، وضغطه على لاعبي المريخ، لحرمانهم من غزو منطقته. * للمرة الثانية على التوالي احتاج المريخ إلى أكثر من 45 دقيقة كي يفلح في صناعة أول فرصة. * حدث ذلك في بورتسودان، وتكرر في البقعة. * خلت الحصة الأولى من الخطورة الحمراء، ولم يفلح لاعبو الزعيم في فك شفرة الدفاع المتكتل، وفشلوا في نقل الكرة بسلاسة، ولم يصنعوا أي فرصة، وذلك أمر مزعج جداً، لفريق دفع مدربه بمجموعته الأساسية. * جديد الشوط الأول تلقي هدف من هجمة مرتدة، تشبه ذات التي تسببت في هز شباك الحارس عصام في الثغر، وقد أثمرت بسبب خلو طرف الملعب من التغطية، وضعف الرقابة على المهاجم داخل المنطقة المحرمة. * صحيح أن الأخطاء الدفاعية تقلصت بنسبة كبيرة، لكن الهدف السهل الذي ولج شباك المريخ كان موجعاً، سيما وأنه أتى بذات الطريقة التي اهتزت بها الشباك الحمراء قبل ثلاثة أيام من الآن! * تواضع أداء المريخ في الحصة الأولى، لأن خط الوسط فشل في ربط الدفاع بالهجوم، ولم يوفر أي تمريرات مريحة لثنائي المقدمة، كما أن الرقابة المشددة التي فرضت على الغربال قلصت خطورته في الشوط المذكور. * أخفق لاعبو المريخ في كسر التكتل الدفاعي لأنهم لم يحسنوا التحرك من دون كرة، ولم يفتحوا اللعب على الطرفين، في شوط خلا من العكسيات، إلا ما ندر. * الإصرار على الاختراق من العمق وضعف حركة اللاعبين بدون كرة قضيا على خطورة المريخ في الشوط الأول، وعندما تبدل الحال في الحصة الثانية وتنوعت الطلعات الهجومية وتم فتح اللعب على الطرفين وصل الأحمر إلى منطقة الجزاء كثيراً وشكل خطورة كبيرة على مرمى الاتحاد. * لم نر أي لمسة للنيجيري أوجو في صناعة اللعب حتى لحظة خروجه، لأنه عانى من البطء وقلة الحركة خلف المهاجمين، ونعتقد أن مشاركته لم تكن مبررة طالما أنه شكا من الملاريا قبل يومٍ من المباراة. * في الحصة الثانية اختلف الحال، وتحركت الماكينة الحمراء، وتكاثرت القذائف المصوبة ناحية مرمى الاتحاد، لينال الحارس (الثقيل) نجومية المباراة. * مريخ الشوط الثاني جيد جداً، ومريخ الحصة الأولى دون الوسط. * التجربتان مفيدتان، والزعيم محتاج إلى تجارب إضافية مع فرق قوية. * حديث المدرب عن اكتفائه بالتجارب التي خاضها غير لا مبرر. * الفرقة الحمراء ما زالت بحاجة إلى عمل كبير، وتجارب أقوى، تعجم عودها، وتوفر الانسجام للاعبيها، سيما وأن التشكيلة الأساسية التي يعتمد عليها المدرب أنتوني هاي تضم سبعة لاعبين جدد، وذاك عدد كبير، لا يمكن أن يتوافر على الانسجام اللازم من دون أن يخوض أكبر عدد من المباريات إعدادية، كي يبلغ حالة التناغم المفضية إلى التفوق في البطولات الكبيرة. آخر الحقائق * الجدل حول إصرار المدرب على اتباع طريقة (2:5:3) مستمر. * نحترم إصرار المدرب عليها، مع أننا توقعنا منه أن يجرب طرق لعب أخرى، طالما أنه ما زال في طور الإعداد للموسم الجديد. * علماً أنه اتبع الطريقة نفسها في عشر مباريات إعدادية. * كما طلب من جبرة اتباعها في المباريات الأخيرة للموسم المنصرم. * في لقاء الأمس برز السماني بطريقة رائعة، ورد على منتقديه بقوة. * كذلك أثبت (كونلي الجاهز) أنه مدافع متمرس، يجيد ألعاب الهواء ويتمتع ببرود كبير يعينه المساهمة في بناء الهجمات بتسليم الكرة بدقة لزملائه، علاوةً على صرامته مع المهاجمين. * كونلي الجاهز، خليفة كمال عبد الغني (كيمو الجاهز) في المريخ. * لا غرابة، فهو مدافع أساسي في المنتخب النيجيري الأول. * كذلك أدى عاشور الأدهم مباراة كبيرة، وأفلح في صناعة اللعب بطريقة رائعة في الحصة الثانية، وتوج أدائه القوي بتسجيل هدف التعادل للزعيم. * سوء الطالع حرم (ساطور الأدهم) مع هدف آخر. * التجربة متميزة، وكانت محصلتها ستكون أفضل للفريقين لولا تعمد لاعبي الاتحاد إهدار الزمن بطريقة أثارت اشمئزاز الجماهير الغفيرة التي حضرت اللقاء. * توقعنا من حكم اللقاء أن يحسم محاولات الفريق المصري الرامية إلى إهدار الزمن لكنه ساعده عليها. * لم يكن هناك ما يبرر انفعال علي جعفر وبكري المدينة مع لاعبي الاتحاد. * خروج بكري المستمر عن النص غير مقبول. * يجب على القطاع الرياضي استدعاءه وتنبيهه إلى الانصراف إلى لعب الكرة والتخلي عن حماقات كلفته كثيراً في ما سبق. * عرض علي جعفر نفسه لخطر الحصول على بطاقة حمراء بسبب تعمده الاعتداء على مهاجم الاتحاد من الخلف، رداً على اعتداء المهاجم على كونلي بدون كرة. * واصل الغربال تألقه وقدم مباراة كبيرة، مع أنه خضع لرقابة لصيقة. * لاعب ماهر، يقدم في كل مباراة ما يؤكد أنه مكسب لا يقدر بثمن للزعيم. * أما الأسمراني الحريف (سيما) فالفرجة على لمساته الحلوة متعة. * نعتقد أن الغربال يمكن أن يفيد المريخ أكثر لو لعب خلف المهاجمين، لتمتعه بمهارات عالية في التخلص من الخصوم. * حلوله الفردية وإجادته المذهلة للمراوغة يمكن أن توصل المريخ إلى المرمى بسهولة. * أهم مكاسب لقاء الأمس ارتفاع معدل لياقة كل لاعبي الأحمر. * تألق الفريق في الحصة الثانية يدل على ارتفاع الشق البدني للفريق. * لم يختبر عصام عبد الرحيم، وهو لا يلام على الهدف. * ترك مهاجم بلا رقابة على حدود خط ستة تكرر مرتين. * والمحصلة هدفياان. * نتوقع المزيد من التجارب القوية، لأن الفريق بحاجة إليها. * ليت الزعيم يبدأ مبارياته المقبلة من حيث انتهى في لقاء الأمس. * آخر خبر:: كترتوها ومسختوها!!