* دفع المريخ ثمن غرور مدربه ولاعبيه وقبل مغامرات اليوغندي على أرضه ووسط جمهوره وأهدى الجمهور الحسرة والمفاجأة غير السارة وهو الذي تهيأ لمشاهدة العالمي في أول ظهور أفريقي ويعشم العودة إلى سابق مجده في حضرة فريقه، كان مؤلماً لهذه الجماهير الوفية التي لم تبخل على الأحمر بحنجرة أن تستقبل هدفين في شوط اللعب الأول في أقل من ثلاث دقائق، محتارة في المجال الذي منحه الدفاع والوسط لهجوم اليوغنديين للوصول إلى شباك أكرم الهادي الأمر الذي عقد الحسابات تماماً وأدخل المريخ في نفق مظلم بتلك البداية المتعثرة..!! * كان خطأً كبيراً من الألماني مايكل كروجر وهو يبعد الحرس القديم عن القائمة وهم الأجدر باجتياز مثل هذه المطبات مع الفرقة الحمراء والأدرى بالظروف المحيطة بالمريخ وجماهيره إلى جانب خبرتهم الكبيرة في التعامل مع مغامرات الأجانب في الخرطوم، ولعلنا حذرنا المريخ من قبل من تطور الكرة اليوغندية وقلنا إن علينا أن نتعامل مع الفريق اليوغندي باحترام لتجنب تكرار استهزاء منتخبنا بالمنتخب الأريتري والنتيجة التي حققناها بالخروج المتوقع، ولكن لا حياة لمن تنادي في الكوكب الأحمر لأنهم كانوا يسبحون في فوضى العالمية التي أوهموا بها أنفسهم وجماهيرهم..!! * عندما كتبنا عن أن مباريات المريخ التي خاضها في الدوحة لن تفيد الأحمر في شيء وأنها ستكون مجرد فرقعة إعلامية ثارت الدنيا ولم تهدأ باعتبار أننا نحقد على المريخ لأنه خاض مباريات من العيار الثقيل وأن الهلال لم يستطع أن ينازل الفرق التي نازلها الأحمر، ولعلنا بررنا انتقادنا للتجربة حينها بالفوارق الشاسعة بين المريخ وملاعبيه والطريقة الدفاعية التي لعب بها المريخ في المواجهات الثلاثة وبالتالي عدم تجريب بقية الخطوط لاكتشاف النواقص..!! * خبراء اللعبة من الإعلام الأحمر سخر من حديثنا "وافتكروا مكاواة" ولكننا كنا نعني ما نقول بالحرف، وهاهو المريخ في أول مواجهة يدخل نفسه في عنق الزجاجة ويحتاج إلى معجزة لمواصلة مشواره في التمهيدي والترقي إلى الدور التالي لا لشيء سوى أنه يملك مدرباً مكابراً وإعلاماً أكبر مكابرة من المدرب، ولاعبين ببنية هشة لا يستطيعون العودة حين أقل انكسار..!! * لم يبدو على المريخ أي تغيير في شوط اللعب الثاني ولم نجد روح المريخ التي نعرفها من قوة وحماس وغيرة على الشعار الأحمر، لذلك كان طبيعياً أن يظهر بشكل باهت في الشوط الثاني ويواصل سلسلة الإخفاقات التي أوجعت جماهيره وجعلتهم في حيرة من أمرهم، أيواصلون متابعة الإخفاق أم يغادرون المدرجات باكراً حتى لا يشاهدوا هذه المسرحية سيئة الإخراج والتي كانت بتوقيع كروجر وتنظيراته التي لا تنتهي..!! * ما زلنا نقول إن كمبالا سيتي الذي شاهدناه ليس بأفضل حالاً من المريخ، وإن الأحمر فقط خانته رؤية مدربه في اختيار العناصر التي تمكنه من تحقيق الفوز المريح في الخرطوم وأداء مباراة الإياب "كواجب" فقط، ولعل الفرصة مازالت مواتية والأمل باقٍ في الحصول على بطاقة الترشح إلى الدور التالي متى ما تمت صياغة الفريق واختيار العناصر المقاتلة والمتحمسة بدلاً من الأشباح الذين ارتدوا شعار المريخ بالأمس..!! * ما رأيناه ليس هو المريخ الذي نعرف، ففي المريخ لاعبين قادرين على أن يعيدوا الأمور إلى نصابها من هناك والعودة من بعيد ومحاربة كل يأس دب في المدرجات الحمراء، والظفر بالتأهل من أمام أبناء نيسمبي، والخطأ الأكبر الذي يمكن أن يزرعه الإعلام الأحمر في نفوس اللاعبين والجمهور هو قتل بقايا الأمل والركون إلى مبدأ المغادرة بعد نتيجة الخرطوم الغريبة..!! * يحتاج المريخ إلى الدعم المعنوي وإلى ترتيب أوراقه وخدمات قدامى محاربيه فقط، وحينها سيعود من كمبالا ظافراً ومنتصراً، فقط لا تدعوا اليأس يتسرب إليكم، قاتلوا بقوة حتى يتحقق الهدف..!! * وبالتوفيق للفرقة الحمراء..!! اللون الأزرق * كالخنجر المسموم اخترق خبر وفاة مشجع المريخ الجميل الأمين زيكو صدورنا وأبكانا بالدمع السخين ونحن نتلقى الخبر الأليم..!! * كان زيكو يعيش في هذه الدنيا بقلب طفل، ويمشي بين الناس بالضحكات وبحبه العميق للمريخ الذي يرفض أن يبدله بالمال والإغراءات رغم بساطته ورقة حاله، فقد كان إيمان زيكو بمريخيته كبيراً ومع ذلك يحرص على الطواف علينا كأهلة ويرفرف بعلمه في وجوهنا ليغيظنا به..!! * "يس الماسورة" كانت تلك عبارته الدائمة التي تشق صمت مكتبي حين يدخل زيكو هاشاً ومبتسماً وملاطفاً، فأداعبه بعبارة "زيكو الشين" فنضحك معاً ونتجادل ونقول ماشاء الله لنا القول..!! * كان وداعه صعباً علينا وشاق، ويشهد الله أن الدموع لم تصبر على هذا الفراق المفاجيء فملأت دواخلنا كما فاض بها الحزن..!! * رحل زيكو البسيط عن دنيانا، ولكنه كان استعمر كل القلوب حباً فهو وحده بكل بساطته وتفكيره وضع حجر الإساس لنبذ العصبية وتأكيد الانتماء متفوقاً على كل أصحاب الشهادات العليا الذين غاصوا في الوحل البغيض..!! * ألا رحم الله الأمين زيكو وأدخله فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أؤلئك رفيقاً، ولا حول ولا قوة إلا بالله..!! * إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك لمحزونون يا زيكو..!! * يعاني المريخ كثيراً في خطوطه الخلفية ولعلها كانت سبباً رئيسياً في ما حدث في مباراة الأمس..!! * افتقد الأحمر صانع اللعب لذلك بقي تراوري وعنكبة بلا أعباء ولم يستطيعا أن يفعلا شيئاً يذكر..!! * الأهلي عطبرة في مهمة وطنية اليوم أمام ممثل الكنغو، نتمنى أن يحقق فيها شيئاً يعيد الابتسامة..!! * الطريق للأزرق لن يكون مفروشاً بالورود، وعليه أن يستعد بقوة لمواجهاته الأفريقية..!! * أقم صلاتك تستقيم حياتك..!! * صلي قبل أن يصلي عليك..!! * ولا شيء سوى اللون الأزرق..!!