* لا أدري لماذا لم يصدر البيان رقم -1- من مجموعة الفريق عبدالرحمن سرالختم بعد الاستيلاء على مكاتب الاتحاد العام بقوة الدولة العسكرية ولا أدري هل هذه رسالة منه ومن الدولة للفيفا تقول فيها أننا قادرون على الاستيلاء على مكاتب الاتحاد بالقوة ورغما عن أنف الفيفا لأنكم لم تعترفوا باتحاد سرالختم. * موقف خطير لم تشهده الاتحادات المنضوية تحت المنظمات الدولية وتحت حمايتها كسلطة أعلى من الدولة فلقد عهدنا تدخل بعض أجهزة الدولة في انتخابات الاتحادات سواء في اللجنة الأولمبية أو الاتحادات الرياضية ولكن ظلت هذه التدخلات تحاط بسرية وغير معلنة بل ومنكرة رسمياً وإن كانت مكشوفة للرياضيين ولكنا نشهد هذه المرة أخطر نقلة في علاقة الدولة بأهلية الرياضة واحترام مؤسساتها الدولية ونحن نشهد قوات حكومية تسخر قواتها الرسمية لإخلاء مكاتب اتحاد الكرة وطرد قادته لتسلمه لمجموعة منسوبة لهم مما يعد تدخلاً علنيا من الدولة والذي سينتهي بتجميد الاتحاد السوداني الأمر الذي سيترتب عليه حرمان أنديته ومنتخبه من أن يواصل مشاركاته الخارجية لو أنها استطاعت أن تواصل مسيرتها. * حقاً إنه أول وأخطر ظاهرة تشهدها الكرة والاتحاد السودانية والمؤسف أن يكون شريكاً وطرفاً فيها قيادات رياضية تخرج لأول مرة في صراعاتها الإدارية عن احترام النظم واللوائح الدولية التي تحكم عضوية السودان في المنظومة الأفريقية والعالمية وهذا في حد ذاته يفقد من شاركوا في هذه الجريمة أي شرعية طالما أنهم لا يمانعون في استغلال التدخل الحكومي الذي يعلمون أنه مخالف للوائح الدولية وهذا ما نشهده اليوم بكل أسف من مجموعة الفريق. * ومع هذا فالأغرب في هذا الموقف الذي أدخل السودان في نفق يتهدده بإسقاط عضويته في المنظومة الرياضية دولياً وقارياً الأغرب أنها خطوة لا قيمة أو جدوى لها ولعلني أسأل من ارتكبوا هذه الجريمة الخطيرة وقرروا أن يحتلوا مكاتب الاتحاد بانقلاب حكومي. * هل استيلاءهم على مكاتب الاتحاد بقوة الدولة سيعني إشرافهم على نشاط الاتحاد أم أنهم سيحولون مبنى الاتحاد (لقهوة نشاط ودردشات) فهل سيعني استيلاءهم على مكاتب الاتحاد بقوة الدولة أنهم سيشرفون على إدارة الاتحاد وهو ما لن يملكوه طالما أنهم غير معترف بهم من المنظمة الدولية بعد أن صنفوا أنفسهم بإرادتهم الحرة أنهم لا يحترمون المنظامت الدولية ويعتمدون على فرض إرادتهم بالتدخل الحكومي. * فهل إدارة الاتحاد هي المقر أم هي اعتراف الهيئات القارية والدولية بشرعيتهم وبغير ذلك لن تكون لهم أي سلطة في إدارة النشاط. * وهل يجهل من رتب اللاستيلاء على المقر بانقلاب عسكري حكومي إن هناك أكثر من عشرة اتحادات عامة لا مقر رسمي خاص بها وتدير شئؤنها من مقر واحد أو من أي كمتب خاص بقادة الاتحاد مما يعني أن احتلال المقر بانقلاب حكومي هو في حد ذاته خصماً عليهم ولن يحقق أي مكسب لهم وقد يترتب عليه رفض أهليتهم لقيادة الرياضة الأهلية ما داموا يستغلون نفوذ الدولة خصماً على احترامهم للمنظمات الدولية التي لها الحاكمية الأعلى من الدولة. * ولعلني أسألهم وقد احتلوا مكاتب الاتحاد بالقوة الحكومية وتحت حماية الشرطة فهل يملكون اليوم أن يسموا رئيساً لبعثات الأندية والمنتخب المشاركين خارجياً وهل يملكون اليوم للإشراف على تسجيلات الأندية للاعبين وتعيين الحكام ومحاسبتهم والبت في النزاعات وفق لوائح الفيفا وهل يملكون اتخاذ أي قرار في شأن الاتحاد تكون له فاعلية وإلا فماذا يعني استيلاءهم على مكاتب الاتحاد بانقلاب حكومي مرفوض مبدأ من الفيفا ويتهدد السودان بالتجميد أم يا ترى إن هذا هو ما رمى إليه من سعى لتدخل الدولة في شأن لا تملكه. * ويبقى السؤال الأخير: هل لمن ارتكبوا هذا الجرم في حق أنفسهم أولاً ثم في حق الرياضة هل يجهلون أن الدولة لم يحدث في تاريخها في اللجنة الأولنمبية وغيرها من الاتحادات وبصفة خاصة اتحاد كرة القدم إن استطاعت الدولة أن تفرض موقفها أو أي قرار لها بل وحتى قانون على المنظمات الدولية لا يتوافق مع لوائحها أم هي التي ظلت تتراجع مكسورة في أي معركة لأن الحاكمية للمنظامت الدولية طالما ارتضت الدولة عضويتها وإلا فليدلنا من خططوا هذا الموقف متى وأين وفي أي قضية فرضت الدولة سلطتها على المؤسسات الرياضية العالمية حتى يتوهموا أنهم سيحققون مكسباً من هذا التدخل. * قطعاً من يتحمل مسؤولية هذه الجريمة في حق الرياضة السودانية هي مجموعة الفريق التي حادت عن طريق الدفاع عن حقوقها- إن كان لها الحق- بالطرق التي تحفظ للاتحاد قدسيته وأهليته واحترام لوائح المنظانت الدولية التي لها الحاكمية والتي سعوا إليها بدءاً ولم يوفقوا فهل هذا يبرر لهم إقحام الدولة وهم يعلمون أنها لن تكون لها فاعلية في حسم قضيتهم بل وإنهم يعلنون في ذات الوقت عدم احترامهم للمنظمات الرياضية القارية والعالمية (والتي يعلمون أنهم بدون ذلك لا وجود لهم) لهذا فإنها خطوة تحسب عليهم وتصنفهم خصماً على أهلية الاتحاد واحترام عضويته في المنظمات الدولية التي ترفض تدخل الدولة مبدأ وهم اليوم يقدمون الدليل على انحياز الدولة وتدخلها لصالحهم (فما هو المكسب الذي يحققه لهم طرد الدولة للاتحاد من مكاتبه بالقوة ما لم يتحقق ذلك بالطرق الشرعية التي تحكمها المنظمات الدولية وليس الدولة).