يوم حاسم في انتظار الكرة السودانية لتجاوز المنعطف الخطير وزير الرياضة: الدولة لم تتدخل ووزارة العدل جهة قضائية قامت بالفصل بين خصمين في شكوى مرفوعة شمس الدين الأمين يوم حاسم ينتظر الكرة السودانية ويحدد مصيرها مابين التجميد أو تجاوز أخطر الأزمات وانسياب النشاط الكروي في البلاد بصورة طبيعية، وسيتم الإعلان الرسمي اليوم عن اذا ما كانت الكرة السودانية قد تفادت الأزمة بصورة نهائية وعاد الاستقرار للنشاط الكروي بالبلاد أم لا، وكانت هناك تحركات جادة في الساعات الأولى من فجر أمس الأول لحل الأزمة غير أن الأمور انقلبت رأساً على عقب نهار أمس وعادت الأزمة إلى المربع الأول. كان من المفترض أن يصل يوم أمس خطاباً من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بتجميد النشاط الكروي وتعليق المشاركات الخارجية للأندية السودانية بعد انتهاء المُهلة التي منحتها الفيفا لوزارة العدل للتراجع عن قرار إخلاء مقر اتحاد الكرة بالقوة الجبرية لكن الاتحاد الشرعي بقيادة الدكتور معتصم جعفر ومجدي شمس الدين وأسامة عطا المنان بذلوا مجهوداً مقدراً وتواصلوا مع قيادات بارزة في الفيفا حتى لا يتم التجميد وأسهمت زيارة وفد الفيفا إلى الخرطوم في تأجيل القرار لكن في حال عدم عودة الدكتور معتصم جعفر إلى مكتبه باتحاد الكرة اليوم ستدخل الأزمة الفصل الأخطر على الإطلاق وسيصدر القرار بالتجميد ووقتها لن تكون هناك أي مهلة جديدة بعد أن وقف وفد الفيفا بنفسه على قرار حرمان الاتحاد الشرعي بقيادة الدكتور معتصم جعفر من مزاولة عمله من المقر بالخرطوم. أسامة عطا المنان: فعلنا كل شئ لتفادي التجميد في تصريحات أدلى بها للصحيفة قال السيد أسامة عطا المنان أمين مال الاتحاد السوداني لكرة القدم إن المجهودات المقدرة التي بذلها قادة اتحاد الكرة هي التي أفضت إلى عدم صدور قرار أمس من الفيفا بتجميد النشاط الكروي بالبلاد لافتاً إلى أن الاتحاد على تواصل مع الفيفا من أجل المصلحة العليا ومن أجل تفادي خطر التجميد، ونفى أسامة أن يكون الاتحاد الشرعي قد سعى إلى جر البلاد للتجميد مؤكداً أن الاتحاد ظل مرناً ومنفتحاً على كل الحلول والمبادرات ولم يغلق أبواب الحوار مطلقاً وأضاف: لا نمانع في الوصول إلى أي حل ولسنا متمسكون بالمناصب وهمنا الأول والأخير أن تتفادى البلاد خطر التجميد، وتوقع عطا المنان أن يكون اليوم مفصلياً بالنسبة للكرة السودانية، فإما تم تجاوز الأزمة أو دخلت الكرة السودانية في نفق مظلم بصدور قرار التجميد متمنياً أن تشهد الساعات القليلة الفاصلة تحركات جادة من أجل حل الأزمة مؤكداً قدرة الرياضيين على حل كل قضاياهم وأزماتهم عبر الحوار لكنه عاد ورهن الخطوة بقدرة الطرف الآخر على التعامل بمرونة وأن يقدم كل طرف من التنازلات ما يكفي لتجنيب البلاد مآلات الصدام مع المؤسسات الدولية التي ستدخل الكرة السودانية في نفق مظلم وأضاف: مصلحة الوطن فوق كل شئ، الأشخاص زائلون والمناصب لا تدوم لأحد وعلى استعداد للتضحية بالمناصب من أجل مصلحة الكرة السودانية، وتوقع عطا المنان أن يسهم اجتماع اتحاد الكرة مع وزير الشباب والرياضة اليوم في حل الأزمة متمنياً أن تنتهي بصورة مُرضية لكل الأطراف بحضور وفد الفيفا وقبل مغادرته للبلاد، وتعهد عطا المنان أن يبذل قادة الاتحاد قُصارى جهدهم من أجل حل المشكلة لافتاً إلى أنهم قرروا وعبر لجنة الحالات الطارئة تأجيل كل المباريات المبرمجة في مسابقة الدوري الممتاز إلى حين انتهاء الأزمة وعودة الاستقرار إلى الكرة السودانية. الوزير: قادرون على تفادي التجميد قال الدكتور عبد الكريم موسى وزير الشباب والرياضة الاتحادي إن وزارته تبذل مجهودات مقدرة من أجل حل الأزمة تنفيذاً لتوجيهات الفريق أول بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء القومي مشيراً إلى أن الوزارة ستعمل باجتهاد مع كل الأطراف من أجل تفادي التجميد وأضاف: الدولة لها الولاية على سيادتها وهذا أمر مفروغ منه ولا جدال حوله والدولة لها السيادة على رسم الخارطة الاستراتيجية ونحن حريصون على التوافق مع النظام الأساسي للفيفا والاستجابة لكل متطلباتها ولكن يجب أن نفرّق بين الوزارة التنفيذية والوزارة العدلية وتابع: الدولة لم تتدخل في ملف اتحاد الكرة مطلقاً لأن وزارة الشباب والرياضة هي التي كان يمكن أن تتدخل اذا كان هناك تدخلاً من الدولة وكل ما حدث أن طرفي الصراع احتكما إلى جهة عدلية وأصدرت قرارها في شكوى مرفوعة لها وبالتالي الأمر لا يمكن اعتباره بمثابة تدخلاً من الدولة لمصلحة أحد الأطراف سيما وأن الطرف المتضرر من القرار قام بتقديم استئنافه مشيراً إلى أن الذي يحدث الآن لا يعدو عن كونه تقاضي بصورة عادية أمام المؤسسات العدلية وبالتالي لا يمكن وصفه بالتدخل السافر من الدولة في انتخابات الاتحاد السوداني لكرة القدم، وأكد موسى أن الدولة لها سيادتها التي لا يعلو عليها الا بالدستور، ونوّه سيادته إلى أنه كوزير لا يمتلك سلطة التدخل في ملف اتحاد الكرة بموجب قانون الرياضة الجديد لكنه وعد بأن تتدخل الوزارة عبر الجودية فقط والعمل على إدارة الحوار الشفاف بين كل الأطراف وإقناعها بتقديم التنازلات التي تكفي لتجاوز هذه الأزمة مؤكداً أن أي محاولة للتدخل بخلاف الجودية ستكون مُخالفة للقانون، ونفى الوزير عبد الكريم أن تكون وزارته وقفت موقف المتفرج من الأزمة الأخيرة لكنه عاد وأكد أن الوساطة هي آخر ما يمكن أن تقدمه الوزارة لأنها تحترم القانون ولا يمكن أن تكون أول من يدوس على القانون الذي يعتبر أحد أكبر المكاسب التي تحققت للحركة الرياضية بالبلاد في السنوات الأخيرة، وطمأن الوزير المشفقين على الكرة السودانية من التجميد بأن الحلول المطروحة كفيلة بحل الأزمة وعودة الاستقرار وانسياب النشاط الكروي بصورة طبيعية لكنه عاد وقال: نطالب فقط بالدعوات لحل الأزمة لأن القضية ليست بالسهولة التي يتخيلها البعض ولا حل لها الا بالوساطة والجودية، وعلينا أن نفعل كل مابوسعنا من أجل تفادي التجميد الذي لا يتمناه أحد للكرة السودانية لافتاً إلى أن هناك مجهودات مقدرة من العديد من الأطراف وتحركات على مستوىً عالٍ من أجل تقريب وجهات النظر ووضع حد للصراع الدائر والتأكيد على تجاوز الأزمة وبالتالي إبعاد التدخل الدولي وخطر التجميد على الكرة السودانية، وأرسل وزير الشباب والرياضة مناشدة للإعلام الرياضي في ختام حديثه وتمنى أن يكون خطابه معتدلاً وأن يبتعد عن التصعيد حتى يوفّر المناخ المناسب للحوار والوصول إلى حلول مُرضية لكل الأطراف بما يكفي لتجنيب البلاد خطر التجميد.