من يصدق أنه في الوقت الذي لا تبلغ فيه عضوية الجمعية العمومية لنادي الهلال السوداني (ال4000 عضو) فإن عضوية النادي الأهلي القاهري الذي نصنفه توأم الأهلي فإن عضوية جمعيته تقارب (ال140 ألف عضو) وأحسب أن واقع المريخ لن يختلف مع توأمه نادي الزمالك) وإن كانت عضوية الأندية المصرية أندية أسرية متعددة الأنشطة الاجتماعية بعكس حال أنديتنا وهذا يسهل لهم الفصل بين كرة القدم وبقية الأنشطة. أيضاً من يصدق أن اجتماع الجمعية العمومية للهلال والتي كان مقرراً لها أن تنعقد يوم الخميس تم تأجيلها نسبة لحضور 89 عضواً فقط من أعضائها فهل تتخيلون نتيجة لذلك حجم الفضيحة الكبير في حق قامة كنادي الهلال حتى وإن اعتبرنا ان كلا الجانبين المتصارعين في الانتخابات خطط لعدم حضور أنصاره عمداً عن جلسة الجمعية لأسباب توهموها أنها تكتيكية متجاهلين الفضيحة التي وصموا بها فريق في قامة الهلال فلا يصل عدد من حضروا الجمعية المائة عضو مما يؤكد أن كلا الجانبين حجب مؤيديه من جلسة الجمعية الأولى بغرض أن يعرف حجم مؤيدي منافسه دون أن يضع كل منهما في حسابه أن منافسه سوف يتخذ نفس الموقف الأمر الذي ترتب عليه تخلف أنصار الكاردينال والخندقاوي الأمر الذي يعني أن كلاهما لن يتحقق له معرفة موقف منافسه. طالما أن كلاهما تخلف عن نفس الجلسة الأمر الذي أجهض ما استهدفاه بحجب مؤيديهم من حضور الجلسة الأولى (وكأننا يا قيس لا رحنا ولا جينا) بل وأسوأ من هذا كله هل يدرك الطرفان أنهما بهذا الموقف كشفا أن جمعية الهلال لا تضم أكثر من 89 عضواً فقط أحراراً مالكين لإرادتهم وأنهم ليسو رهن إشارة أي من الطرفين وأن من تخلف متعمداً إنفاذاً لتعليمات الطرفين المتصارعين إنما يعني أن كلاهما تحت قبضة قيادة المجموعتين وليس مالكين لإردتهم الحرة وإنما هم رهن الإشارة والتعليمات مما يعني ويؤكد عدم أهلية عضوية هذه الجمعيات التي درجنا على معايشتها في كلا من فريقي القمة ونوعية ما نشهده من صراعات مفرغة من أي مؤسسية ديمقراطية وإنها جمعيات ليست إلا مستجلبة وفاقدة الإرادة طوال الدورات السابقة بعد أن هيمن أصحاب المال على أكبر ناديين لحاجتهم للمال وهذا بكل أسف أصبح واقع قمة أنديتنا الكبيرة بعد أن أصبحت أسيرة لأصحاب المال وإن جاء أمر الخلاص من هذا الواقع بأمر الفيفا لتحول الأندية لاحترافية يؤكد هذا أن الجانب الأكبر وأكثر أهمية في مستقبل ضرورة مواكبة الفريقين للفيفا. لهذا فماذا يعني ما نشهده اليوم في الهلال وسنشهده غداً في المريخ تحت ظل لائحة دوري المحترفين والتي لم يعد الهروب منها ممكناً كما هو الحال تحت فساد بلاتر ومصالح اتحادنا الذي ظل يتهرب من تطبيق النظام الاحترافي على الأندية السودانية التي سيحق لها المشاركة في البطولات الأفريقية والتي يأتي على رأس شروطها لكي تحوز الأندية رخص الاحتراف أن تتحول لشركات مساهمة عامة مستقلة يحكمها ملاك الأسهم وليس عضوية الجمعيات المستجلبة فكيف يكون موقف أندية قمتنا التي نحسب أنها مطالبة بأن تسرع بتأهيل نفسها لتحوز رخصة الاحتراف الذي تتطلب على رأس شروطها أن تحكمها إدارة الشركة العامة وليس مجالس إدارات(ملعوبة) ومنتخبة لدورة كاملة لثلاث سنوات على الأقل وقد تمتد لأربع حسب أي تغييرات جديدة فهل ستبقى هذه الأندية مغيبة عن المحترفة طالما أنها تخضع لإدارات منتخبة من جمعيات مستجلبة يمتد عمر دورتها لثلاث أو أربع سنوات فكيف سيكون الحل. حقيقة إن علة الكرة السودانية اليوم تكمن في أن الدولة القائمة على أمر الرياضة والتي تسأل عن ضرورة مواكبة مؤسساتها الأهلية للوائح والنظم الدولية فإنها بدلاً من أن تتصدى لمسؤوليتها لتضمن مواكبة اتحادنا للفيفا ومتتطلباتها فإننا نشهد لها تدخلات مخالفة لها وبهذا تدخل الاتحاد في أزمة تلو الأزمة وحتى لا تختلط الأوراق على البعض فإن واقع النادي الأهلي مصر يختلف عنا في أن جمعيته ليست جمعية كرة قدم وإنما جمعية أسرية متعددة الأنشطة لا تمثل فيها كرة القدم غير واحد من أنشطتها الرياضية مما يعني أنها لن يصعب عليها دون المساس بواقعها في أن تكون لكرة القدم شركة مساهمة تقوم على شروط الفيفا والاحتراف بحيث تفصل كرة القدم عن أنشطة المؤسسة الأسرية الجامعة والشاملة بعكس حالنا فهلالنا ومريخنا ليسا إلا فريقي كرة قدم وإن شهدا من حين لآخر نشاطاً رياضياً غير كرة القدم ولكنه يبقى على الهامش المهمل وهذا هو واقعنا لأن أنديتنا ليست إلا اندية كرة قدم تحت الفيفا.